لا تعكر ... فرحة العيد

زاوية الكتاب

كتب 2045 مشاهدات 0


نعيش الآن في الثلث الأخير من شهر رمضان المبارك وهو الضيف الكريم العزيز الذي يزورنا كل سنة ويودعنا في كل مرة بيوم الجائزة أنه يوم العيد. الكل يستقبل هذا اليوم بفرح وسرور. وتكون لنا فرحتان في هذا اليوم وهما فرحة معنوية داخلية وفرحة أخرى ملموسة ظاهرة أسال الله أن لا يعكرهما علينا. الفرحة المعنوية هي الفرحة الروحانية التي يجنيها المسلم عندما يجتهد في عمل الطاعات في هذا الشهر الفضيل من صيام وقيام وبذل الصدقات ليفوز بجائزة الطاعة والقبول من رب كريم. ونحن الآن نستطيع أن نعوض تقصيرنا في الثلثين السابقين لنقتنص الخير الكثير مما تبقى منه لنفوز بليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، ونؤدي في أيامه الأخيرة طاعة عظيمة وهي زكاة الفطر وبها نطهر أنفسنا وتزيد من سكون الرحمة فيها. وبذلك نستطيع أن لا نعكر على أنفسنا فرحة العيد المعنوية ونشعر بها فعليا عندما نسمع ' عيدك مبارك ... وتقبل الله طاعتك'.
والفرحة الثانية الظاهرة هي مظاهر الفرح التي نبديها في هذا اليوم العظيم الذي أمرنا فيه الرسول عليه الصلاة والسلام أن نلبس أفضل الثياب ونتطيب بأفضل الطيب. كما أننا نتبادل التهاني وزيارة الأقارب والأحبة مزينة بأبهى أفراحها بفرحة أطفالنا في هذا اليوم. فأود هنا أن أشير ببعض الممارسات السلبية التي قد تسبب في تعكير فرحة العيد علينا. من هذه الممارسات السيئة هي أن يستقبل بعض الناس هذا اليوم بإطلاق أعيرة النار ابتهاجا بهذا اليوم ولا شك أننا في بلدنا رأينا مآسي حدثت جراء هذه الممارسات التي سببت عدد من الضحايا والإصابات الخطرة جراء هذه الممارسة الغير مسئولة فأتمنى أن لا نعكر فرحة العيد على إخواننا بسبب مبالغتنا في فرحنا.
وكثير من الأحداث المؤسفة التي تحدث في يوم العيد تكون لأطفالنا الصغار وأبنائنا الشباب. في هذا اليوم تخف مراقبة الأهل تجاه أبنائهم بحجة فرحة العيد فتجد الأطفال يتهافتون على ألعاب خطيرة تزدهر تجارتها بشكل عجيب في هذا اليوم بعيدة عن أعين الأجهزة الرقابية في البلاد أو بمعنى أخر أن الأجهزة الرقابية تتباعد عنها. ومن الألعاب الخطيرة هي المسدسات ذات الرصاص الصغير ذو طلقات سريعة وقوية فكم من عين ستحصدها هذه المسدسات في عيدنا القادم. ومن الألعاب الخطيرة التي نراها في أعيادنا هي الأنواع المختلفة من الألعاب النارية التي لا تناسب أعمار أطفالنا وتباع لهم من غير رقيب.
وأحب أشير هنا إلى رياضة مرتبطة ارتباطا وثيقا بأعيادنا والتي لا تشبع من حصد المآسي التي عادة ما تكون مأساة إصاباتها لا تقل سوء من حالات الوفيات لعظمة الإصابات التي تخلفها. إنها رياضة البقيات التي تزاحم السيارات في الطرق خلال أيام الأعياد. وأحب أن ألقي نظرة في وجهة نظري لتكون مقارنة بسيطة توضح الكارثة التي تتساهل فيها أجهزة الدولة من جهة والأهل من جهة أخرى. الطرف الأول من المقارنة هي قيادة السيارة، حيث هناك شروط يتبعها الشخص لقيادة السيارة أولها أن يبلغ الشخص الثامنة عشر من العمر ثم يجب عليه أن يجتاز اختبار النظري للقيادة وبعدها عليه أن يجتاز اختبار العملي وكل هذه الخطوات لكي يقود سيارة على أقل تقدير فيها وسائل الأمان من حزام أمان ووسادة هوائية ومقود ووسائل تحكم سهلة نسبيا التي توفر وسائل الممكنة للحماية للراكب ومن معه. وإذا نظرنا لكل هذه الخطوات السابقة التي لا تتوفر في قيادة البقيات في الشوارع فبأي منطق نترك أبنائنا في هذه المركبة الخالية من وسائل الأمان والمتهالكة في معظم الأحيان والتي وجدت بطريقة غير سليمة في شوارعنا والتي لا شك ستسبب في تعكير فرحة عيدنا إن لم نحفظ أبنائنا بقانون يجبر أن تمارس هذه الرياضة في ميادين متخصصة توفر وسائل الأمان لأبنائنا تحت قبة القانون. سائلا الله عز وجل أن يحفظ أبناء البلد من كل مكروه لينهضوا بالبلد ويحفظ كل أبناء المسلمين.

كتب: م. سالم محسن العجمي

تعليقات

اكتب تعليقك