وليد الجاسم: سنبكي فرحا حين نتخلص من هذه الحكومة
زاوية الكتابكتب سبتمبر 2, 2007, 12:10 م 569 مشاهدات 0
مذبحة الخميس
والحكومة الذبيحة
كتب:وليد جاسم الجاسم
بصراحة.. أصبت بالذهول والاندهاش وأنا أراقب هذه الحكومة وهؤلاء الوزراء وهم في
حالة ممتدة ومتواصلة من التنازل تلو التنازل والتراجع تلو التراجع والانهزام تلو
الانهزام في جميع الأزمات التي واجهوها مع مجلس الأمة والنواب، لكن هذه الحكومة
صمدت وصمد وزراؤها وشربوا حليب السباع.. وربما حليب النمور والفهود وكل الكواسر..
وامتلكوا الشجاعة لمعاندة الشارع والابقاء على قرار سيىء ومرفوض شعبياً واجتماعياً
يقضي بإلغاء راحة الخميس وتحويله الى يوم دوام عادي، مع تعديل يوم الراحة الى
السبت، ضاربين عرض الحائط بكل مشاعرنا والتصاقنا بيوم الخميس المحبب لنفوسنا منذ
خلقنا، يوم الخميس الذي قيلت فيه الأشعار وغنيت فيه الأغنيات واجتمعت فيه العوائل
والأسر وهدأت فيه النفوس استعدادا لعطلة يبدأ بعدها أسبوع العمل!!
وإن قال قائل من أنصار عطلة السبت ان الخميس لم يكن دائماً يوم راحة وبإمكانكم
التعود على يوم بديل مثلما تعودتم عليه فإن هذا المنطق مردود عليه لأن يوم الخميس
دائمآً كان »نصف دوام«، الطلبة يغادرون مدارسهم فيه قبل أذان الظهر والموظفون
يعودون إلى بيوتهم باكراً وبالتالي فان ارتباطه بالراحة راسخ رسوخاً لا يقبل
التشكيك،وأهميته الاجتماعية لا يمكن لأحد التقليل منها.
وانه لعجيب حقاً ان نكتشف ان هذه الحكومة التي خسرت كل معاركها ورسخت الصورة بأنها
حكومة لاتملك اغلبية وتسعى لإرضاء أقلية لن ترضى عنها أبداً تمتلك من القوة
والاصرار ما تواجه به ارادة المواطن المسكين الذي لا يملك وسيلة يعبر بها عن رفضه
لهذا القرار غير الاحتجاج الصامت و»التحلطم«.. فالمواطن لا يمكنه استجواب وزراء هذه
الحكومة لكي ترعوي وتعرف ان لمواطنيها عليها حقوقا، يجب عليها ان تراعيها وتحترمها
مثلما رهنت نفسها وارادتها لفكر ورغبات قلة قليلة من النواب.
ونحن اذ نرى هذا المشهد ونراقب »قوة« الحكومة واصرارها على »شطب« حلاوة يوم الخميس
من نفوسنا.. نتساءل.
ـ أين قوة الحكومة واصرارها في مواجهة الاستجوابات التي تطيح بوزرائها واحدا تلو
الآخر؟
ـ أين قوة الحكومة واصرارها في مواجهة تدني لغة الخطاب والحوار البرلماني معها ومع
وزرائها حتى تحول الوزراء الى »ملطشة« أمام النواب؟
ـ أين قوة الحكومة واصرارها في مواجهة غلاء الأسعار الذي يفتك بمداخيل الناس
ومدخراتهم؟
ـ أين قوة الحكومة وإصرارها في القضاء على ازمة الاسكان التي جعلت الكويت تنافس
طوكيو في اسعار العقارات والاراضي؟
ـ اين قوة الحكومة واصرارها في مواجهة الاعتداءات اللفظية على النيابة والقضاء؟
ـ أين قوة الحكومة واصرارها في حماية موظفيها وعسكرييها؟
ـ أين قوة الحكومة واصرارها في ضبط مشاريع التنفيع وتوزيع »هبات« تجارية بمئات
الملايين؟
ختاماً ..لا نملك إلا ان نقول »عظّم الله اجوركم« في فقيدكم المحبب »يوم الخميس«..
واظن انكم تشاركونني الرأي في أن هذه الحكومة ان رحلت لن يذرف احد منا الدمع حزناً
عليها..بل ربما نذرف دموع الفرح ونحن نهنئ انفسنا بالخلاص منها .
الوطن
تعليقات