د.تركي العازمي: ... ما راح «يخلّونك بحال سبيلك» !

زاوية الكتاب

كتب د.تركي العازمي 522 مشاهدات 0


تحدثنا في المقالات السابقة عن جوانب مرتبطة بالعادات والقيم ـ الثقافة الاجتماعية في الكويت بوجه عام وكيف أن كل قضية لها جذور ومسببات وتداعيات وتراكمات ونحن في الغالب شركاء في التراجع الذي تشهده معظم مؤسساتنا ومن الصعب جداً إيجاد حل جذري عاجل لمشاكلنا إلا في بعض الجوانب من خدمات وعلاقات إنسانية (صحوة اجتماعية)، أما في مسألة نهج تعيين القياديين والمستشارين فأعتقد «صعبة» إلا في حالة اتخاذ قرار جريء من خلال الإعلان عن الوظائف القيادية ووظائف المستشارين الشاغرة كي يتقدم لها كل كفاءة ممن تم استبعادهم لحسابات غير سوية... وأراها صعبة لأن نهج المحاصصة والمحسوبية وتبادل المصالح قد تشبّع وتعمّق في أذهان أحبّتنا أصحاب القرار.

لهذا السبب كنّا وما زلنا نطالب بإيجاد جهة محايدة تقوم بحصر كل ذي صاحب خبرة (عمل بمنصب تنفيذي ) ودرجة علمية مميزة وحسن سيرة وسلوك (طبعاً لا أعني ما يقال عنه ويصل لأصحاب القرار).

والشاهد، إن أي قيادي كفاءة جديد وأعني بجديد البعيد عن الأسماء المكررة والمعاد تعيينها (تدويرها) في منصب وآخر، يحتاج إلى دعم من أصحاب القرار ويجب وضع حوكمة لضمان سلامة القرارات التي يتخذها... ولن نجد توافقاً تاماً على أداء هذا القيادي، فنحن كبشر لا نسلم من أحد فما بالنا بالقياديين خصوصاً وأن مؤسساتنا قد تشبّعت بأوجه الفساد، والذي يريد أن يبحث سيجد ضالته ولنا في إفرازات وسائل التواصل الاجتماعي خير برهان.

في 20 يناير 2019، نشر لنا مقال معنون بـ «سرقوك... وليتك تسلم!» وفيه ذكرت ما نقل عن الإمام أحمد بن حنبل رحمة الله عليه حين سئل: كيف السبيل إلى السلامة من الناس؟ فقال: تعطيهم ولا تأخذ منهم؟ ويؤذونك ولا تؤذيهم؟ وتقضي مصالحهم ولا تكلّفهم قضاء مصالحك.... قيل له: صعبة يا إمام! قال: وليتك تسلم ؟!

يعني... ما راح «يخلّونك بحال سبيلك» مهما كان عملك متقناً محترفاً ومهما صدقت القول معهم.

لا يجتمع حسن الأداء والسلوك مع المصلحة، ولا يمكن بناء وطن في بيئة الحسد والشخصانية..... إلى درجة إنني أذكر أحد الزملاء كان يقول لي «اختر لك من أصحاب القرار أو المؤثرين عليه واشتغل مدح فيه و......» واستوقفته بالرد: «صعبة... !» قال: أجل... ستظل كما كنت ولن تحصل على منصب ؟

مختصر القول، مع الفساد لا توجد مرونة وتسويف... ومع النهج السابق لا يمكن تحقيق الازدهار.

الزبدة:

كل ما نريده في غاية البساطة وممكن تحقيقه (تعليم، صحة، خدمات، مستوى معيشي جيد، طرق، إسكان... إلخ) وكلها من صميم عمل السلطة التنفيذية وهذا لن يتحقق إلا عبر تقديم الأخيار لتولي المناصب القيادية والاستشارية... الله المستعان.

تعليقات

اكتب تعليقك