د.تركي العازمي: الحياة المستعارة... خطر !

زاوية الكتاب

كتب د.تركي العازمي 497 مشاهدات 0


يجب أن تكون خير سفير لبلدك أثناء سفرك وحتى في وجودك على تراب الوطن.

البعض يبيح لنفسه ممارسات في الخارج لا يمكن أن يقوم بها أثناء تواجده في الكويت.

والبعض يمتثل للقانون والإجراءات في الخارج ويدعو لـ «الواسطة» وخرق القانون في البلد.

هذا ما يطلق عليه «الحياة المستعارة» بحيث يرسم الفرد لذاته نمط شخصية يختلف عن تلك التي يعيش خصالها فعلياً سواء في الكويت أوخارجها، وحتى في الكويت تكون له شخصيتان بنمطين مختلفين (وهذه آية المنافق).

الحياة المستعارة... خطر على الفرد والمجتمع.

حتى رجال السياسة تلقاهم في العلن خلاف ما هم عليه في السر (الغرف المغلقة) والنتيجة واضحة في ما نراه من تراجع مع الأسف وأفرز حالة قيادية وإدارية فوضوية لا تبشّر بالخير.

ما الذي يمنع أحبّتنا من نواب ووزراء وقياديين وإعلاميين من الوضوح واتباع نمط الشخصية الواضحة سلوكياً وتظهر لنا الأداء المتميّز بحس وطني.

الغريب في موضوع «الحياة المستعارة» أن البعض يقرأ لاسم مغرد مستعار ويتتبع أخباره وما ينقله من معلومات... لو فيه خير للبلد والعباد لحري به الإفصاح عن اسمه، وإلا كيف يجرؤ شخص معيّن على بث أخبار حتى عن اجتماعات، وأخبار قد تكون من نسج خياله ولا يجد من يردعه؟.

إن الوصول لأصحاب الأسماء المستعارة ليس من الصعب، خصوصاً تلك التي بلغت الجرأة لديها في نقل اجتماعات «قوية» ولشخصيات ذات ثقل سياسي كبير.

إن التجاهل أو التغافل مرغوب الأخذ فيه على المستوى الاجتماعي للحفاظ على حسن العلاقات الإنسانية بين أفراد المجتمع ومكوناته، لكن الوضع الذي نتحدث عنه هنا مختلف، فنحن في دولة قانون وأعراف اجتماعية «والعرف يأخذ أحياناً صفة القانون» لا يجب أن نتغافل أو نتجاهل كل من يحاول تشويهها أو العبث في ثوابتها، خصوصاً وأن البعض من لديه خصومة يختبئ خلف حساب وهمي و«هات إشاعات مغرضة» وأحاديث كاذبة منقولة.

ما نريده سبق وأن أشرنا إليه وهو الإتيان برجال دولة يعرفون حق المواطنة ويطبّقون القانون ويتبعون الخطوات الإصلاحية لرسم مستقبل جميل للجيل الحاضر وجيل المستقبل.

المسألة ليست «فلوس» و«مصالح» وسياسة انتخابية.... إنها أكبر من ذلك، وقليل منا يدرك حقيقة الوضع وطبيعة جذور المشاكل التي نعاني منها.

حاسبوا كل مسيء وكل من اتخذ له حياة مستعارة !

الزبدة:

الأوطان يبنيها رجال دولة أخيار إذا جلست معهم تشعر بأن لديهم مشروعاً وطنياً وعندما تغادرهم وتتبع أخبارهم تلقاهم كما هم لم يتغيروا... فإن المتلوّنين أخطر، وبقاءهم واتباعهم خطر علينا جميعاً.

أسأل الله أن يهب ولاة الأمر البطانة الصالحة التي تقول للمخطئ «تراك غلطان» وتطالب بمحاسبته مهما كبر اسمه وامتد نفوذه... الله المستعان.

تعليقات

اكتب تعليقك