عبدالعزيز الفضلي: غزة والاحتفالات... فشّلتونا!

زاوية الكتاب

كتب عبدالعزيز الفضلي 681 مشاهدات 0


من عاداتنا الاجتماعية المحمودة والتي تُعتبر من المروءة والشهامة ومكارم الأخلاق، أنه إذا حصل لأحد جيرانك أو أقاربك مكروه، وأدى إلى حالة وفاة أو إصابة خطيرة، وكان لديك مناسبة سعيدة كحفل زفاف مثلاً، أن تقوم بإلغاء الحفل أو تأجيله، تقديراً ومواساة لهذا الجار أو القريب.

وقد فعلت الكويت مثل هذا الموقف المشرف، عندما شنّ جيش الاحتلال الصهيوني عدوانه على غزة، فقام رئيس الوزراء السابق، بتوجيه وزارة الإعلام إلى إلغاء جميع الحفلات والاحتفالات تضامناً مع أهلنا وإخواننا في غزة، بعدما سقط منهم آلاف الشهداء والجرحى والمصابين.

وقد كان هذا الموقف محل تقدير واحترام من أهل غزة بل ومن جموع الشعوب العربية والإسلامية، والتي اعتبرت هذا الموقف دليلاً على مكانة الكويت المتقدمة في نصرة القضايا الإسلامية وفي مقدمتها فلسطين والمسجد الأقصى.

لكن، مع الأسف أن فرحتنا بهذا الموقف المشرف لم تكتمل، إذ تغيّرت العديد من المواقف، ومنها السماح بإقامة الحفلات مع أن جرحنا لا يزال ينزف في غزة، ومئات الشهداء يرتقون يومياً، والحصار والتجويع والتدمير لا يزال مستمراً!

لماذا نقضت الحكومة هذا الوقف وهدمت ما كان يشر له بالبنان؟!

إن عدم الاحتفال إنما هو تجسيد عملي للحديث الشريف الذي بيّن فيه الرسول عليه الصلاة والسلام، أنّ الأمة في تعاطفها وتراحمها كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.

إن من المخجل والمؤسف والمحزن أن نرى التضامن والتأثر والدعم يأتي لأهل غزة من بعض الشعوب الغربية - برغم اختلاف الدين واللغة - بينما ترى التجاهل واللامبالاة ونسيان القضية من بعض العرب والمسلمين!

ندعو الحكومة إلى مراجعة موقفها، كما ندعو نواب الأمة إلى الوقوف أمام مسؤولياتهم في العمل على منع هذه الاحتفالات تضامناً مع أشقائنا في غزة وفلسطين، ومواساة لأهالي الشهداء والمصابين.

تعليقات

اكتب تعليقك