د.تركي العازمي: زيارات الدواوين...!

زاوية الكتاب

كتب د.تركي العازمي 435 مشاهدات 0


قبل أن أدخل في موضوع المقال، أود مشاركتكم بأهمية دور الديوانيات في الكويت...

يقول الباحث والمؤرخ في التراث الكويتي الدكتور يعقوب الغنيم «ملامح الدور السياسي للديوانيات تشكّلت مبكراً في الكويت منذ نشأتها، مشيراً إلى أن منظومة الديوانية في الحياة العامة بالكويت بقيت واحدة من أدوات تواصل الحاكم مع الشعب في المناسبات السياسية والاجتماعية وحتى الدينية كالأعياد إذ عكست في الكويت عمق العلاقة بين الحاكم والمحكوم».

وبعض علماء الاجتماع وصفها بـ «برلمانات الكويت المصغرة»، ومنهم من يقول إنها أشبه بمصدر لاستطلاعات الرأي العام، وآخر ذكر «إن لها دوراً رئيسياً في التنشئة السياسية لأفراد المجتمع».

هذا التقديم أطرحه لمن تناول زيارة الشيخ طلال مشعل الأحمد، لإحدى الديوانيات وتحدثت فيها عن دور الديوانية وبينت الشق الآخر حول ضرورة الإصلاح والقضاء على الفساد وحل قضايا يطالب بها المجتمع منذ عقود مضت، وهو يعكس ما تتناوله الديوانيات في ما يخص إدارة شوون مؤسساتنا.

إنها ليست خاصة بالسلام فقط... إنها وعلى حد علمي مصدر رئيسي لصياغة ثقافة الجيل لا سيما أن فئة الشباب تشكّل الأغلبية من فئات المجتمع.

وعلى المستوى الشرعي مطلوب منا جميعاً توجيه النصيحة وحث كل ذوي الاختصاص المشهود له بالحيادية والاتزان في الطرح بأدب جم، ليدلوا بدلوهم كي نصنع ثقافة وطنية الحس سليمة الرؤية بعيداً عن ما تتناوله وسائل التواصل الاجتماعي التي في الغالب تشكّل أنواعاً من الغيبة والنميمة المنهي عنها شرعاً.

الشاهد، أن وضوح الفرد في طرحه وثباته على مبادئه يصنع الاحترام له، وهو مأجور في تنوير فئات المجتمع ومكوناته خصوصاً إن كان يمتلك العِلم والخبرة والثقافة ويستطيع أن يُعبّر عن رأيه بكل أدب واحترام.

ودور الديوانيات الاجتماعي محمود للغاية فهو من باب صلة الرحم وتقوية العلاقات بين أفراد المجتمع.

في تلك الليلة، وقفت وتحدثت لإيصال الرسالة التي أنا وغيري مؤتمنون عليها تأسياً بمقولة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب (مؤسس الديوان) «لا خير فيكم إن لم تقولوها ولا خير فينا إن لم نسمعها»... إن أحسنت فمن الله، وإن أسأت فمن نفسي والشيطان.

الزبدة:

نتمنى من المولى عز شأنه أن يهبنا جيلاً مثقفاً يقدّر وجوب حُسن العلاقة بين الحاكم والمحكوم وإن أسرة الصباح قاطبة لها كل محبة واحترام لدينا جميعاً وعسى ربي أن يكتب لنا سبيل رشد وحسن أداء للأمانة، كل من موقعه وأن تظل الديوانيات منبراً ثقافياً صحياً يعمل لما فيه خير للبلد والعباد.

اللهمّ وفق ولي أمرنا لما تحب وترضى وخُذ بناصيته للبر والتقوى وهيئ له البطانة الصالحة التي تعينه على الخير وتدله عليه...

الله المستعان.

تعليقات

اكتب تعليقك