وليد الأحمد: أعيدوا برمجتنا!

زاوية الكتاب

كتب وليد الأحمد 779 مشاهدات 0


شغلتنا الأيام وأخذتنا السنوات لنبحث عن السعادة الذاتية وجمع المال والأولاد والشهرة والمنصب والسعي نحو تحقيق أمانينا حتى وإن كانت على حساب الآخرين!

لهثنا طويلاً خلف الأضواء الكاذبة والشخصيات المرموقة في المجتمع من التي من الممكن أن نستفيد منها اجتماعياً ومادياً لتحقق لنا هدفنا في الوصول إلى ملذاتنا الدنيا ومكاسب الحياة، من وظيفة ورفعة ومال ومنصب يفتح لنا الآفاق لننضم معهم حتى لو كان على حساب قيمتنا ومبادئنا وأخلاقنا وتعاليم الدين!

إذا تصدقنا (عايرنا) وإذا صلينا عشقنا أن يعرف الجميع بأننا نصلي، وإذا صُمنا نتمنى أن يعرف القاصي والداني بأننا صائمون!

اختلطت المعايير بين الدنيا والآخرة في نظرنا وأصبحنا نبرّر كثيراً للحرام على حساب الحلال، ونصفق للسارق ونحن نعلم بأنه لص فقط كون المجتمع يحترمه وله من الوجاهة الاجتماعية الشيء الكثير!

نذهب لملتقياتهم ونحن نعلم أنهم ساقطون، ونساير الموضة ونعلم بأنها فوضى ونركب المركبات التي تظهرنا أمام المجتمع بأنا حالنا حالهم...!

نهزأُ بالملتزم المتدين كونه لا يساير ملذاتنا في الحياة، ونصفق للباحث عن السعادة الفانية حتى وإن تطاول على أساسيات الحياة من أخلاق وقيم وعادات وتقاليد أصبحت في نظرنا بالية متخلفة لا بد من أن ننفض عنها وعنّا الغُبار لنلحق بركب التطور قبل أن (يدوسنا) قطار الكذب والنفاق والمباهاة واللصوصية!

بعد هذه الخاطرة العابرة دعونا نطالب بإعادة برمجتنا نحو تصحيح مفاهيمنا الحياتية من جديد والتي (تشقلبت) فأصبحت الأخلاق والقيم والدين في مؤخرة الركب والنفاق مع المظاهر وحب الدنيا بالباطل في المقدمة!

على الطاير:

- إذا أقسم الله سبحانه بشيء دلّ هذا على عِظم مكانته وفضله إذ العظيم سبحانه لا يقسم إلّا بالعظيم.

فقد قال تعالى في سورة الفجر: «وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2)». والليالي العشر هي العشر الأول من ذي الحجة التي نحياها هذه الأيام من العام 1445 هـ.

فاغتنموها بكثرة الصلاة والصيام وصلة الأرحام والبر مع الإحسان والدعاء مع الذِّكر... لتصحيح شيءٍ من أوضاعنا الحياتية المقلوبة... وإعادة برمجتنا!

ومن أجل تصحيح هذه الأوضاع بإذن الله... نلقاكم!

تعليقات

اكتب تعليقك