ماكو شرطه يا وزارة الداخليه- معنى مقالة علي الكندري
زاوية الكتابكتب سبتمبر 7, 2007, 11:05 ص 684 مشاهدات 0
قبس
محلي
الداخلية والإجابة الصعبة
07/09/2007 من الصعب علينا جدا معرفة اسباب النقص الكبير في عدد رجال
الشرطة، فيما الآلاف من الشباب ينتظرون دورهم في ديوان الخدمة المدنية للحصول
على وظيفة او الاصح على راتب، لان وزارات الدولة ومؤسساتها قد اتخمت
بالموظفين الذين لا عمل لهم، وهي ليست بحاجة الى اعداد اخرى منهم، لان العدد
الموجود لديها زائد عن الحاجة بكثير، والزيادات الاخرى تعرقل العمل وتبطئ
الانتاج وليس العكس.
السؤال الصعب الاجابة عنه هو: لماذا لا يتم توجيه غالبية هؤلاء الشباب الى
سلك الشرطة، بدلا من هذا النقص الشديد في عدد رجال الأمن؟ حيث المخافر بشرطي
او اثنين في اكثر الاحوال، وسيارات الدورية من غير افراد يسيرونها، 300 دورية
للنجدة اكثر من نصفها لا يعمل، 300 دورية للمرور، 96 منها تعمل اي اقل من
الثلث، وكذلك سيارات الونش من غير سواقين، فلماذا يا ترى تعزف وزارة الداخلية
عن قبول الشباب في سلك الشرطة والخدمات الامنية لتغطية النقص الكبير وتطوير
خدمات الوزارة؟
اذا افترضنا ان الشباب هم الذين يعزفون عن العمل في سلك الشرطة ولا يرغبون في
طبيعة العمل، فان الامر ليس صعبا، والمعالجة سهلة وهي زيادة الحوافز
والعلاوات وكل ما يشجع الشباب على الالتحاق بكلية الشرطة، مما يؤدي الى زيادة
عدد الافراد وزيادة عدد الدوريات وتطوير الخدمات الامنية، هذه الخدمات التي
تؤدي بدورها الى التقليل من الحوادث والسرقات، والتقليل من الجرائم، كل ما من
شأنه رفع كفاءة الاجهزة الامنية.
نرجع الى السؤال الصعب، والسر الكبير في رفض وزارة الداخلية زيادة عدد رجال
الامن، والعمل من اجل الا يكون في المخفر شرطي واحد فقط، او ربما رفض الحكومة
عامة هذا الامر وليس وزارة الداخلية؟ البعض من الذين يفسرون الامور تفسيرا
تآمريا يقولون: ان الحكومة لا تريد في سلك الشرطة الا نوعية معينة وقبائل
معينة وعوائل معينة، ونحن حتى لو سلمنا بهذه الفرضية او هذا التفسير، فان
الاعداد الكبيرة من الشباب المسجلين لدى ديوان الخدمة المدنية بحثا عن عمل،
من السهل جدا انتقاء عدد كبير من الذين تنطبق عليهم مواصفات ومتطلبات الحكومة
اذا اتفقنا مع التفسير التآمري.. فلماذا لا تختار الحكومة من تنطبق عليه
مواصفاتها ومتطلباتها؟
ويظل السؤال قائما: الى متى تظل المخافر بلا شرطة؟ والى متى تظل الدوريات من
دون افراد يسيرونها؟ والى متى تظل قيادات وزارة الداخلية تشتكي من نقص
الافراد؟ فعلا.. سؤال صعب، ومن كانت لديه الاجابة عنه فإننا نرجو ونتمنى ان
يتفضل علينا ويتكرم بالتوضيح.
* * *
الشرطيان المثاليان
يوم الثلاثاء الماضي، الساعة الثانية والنصف ظهرا، الازدحام على أشده
والسيارات متداخلة والشارع معطل تماما، فيما درجة الحرارة تقترب من 50 درجة
مئوية - مؤشر السيارة 53 - فجأة رأيت سيارة نجدة نزل منها شرطيان حاولا تنظيم
السير، وذلك عند الاشارة الضوئية على الدائري الرابع ما بين الاندلس والرقعي،
ولكنهما لم يفلحا في عملهما بسبب التداخل في كل الاتجاهات.
قلت بيني وبين نفسي، الحل هو في وقف التداخل عند الدوار الواقع بين المنطقتين
نفسهما بنصف كيلو متر جنوب الاشارة الضوئية، وليت الشرطيين يفهمان ويذهبان
الى الدوار ويفتحان الطريق للسيارات المتجهة جنوبا نحو العارضية ومستشفى
الفروانية، في هذه الاثناء تحركت سيارة النجدة، فقلت ايضا انهما ذهبا بعد ان
يئسا من الحل، وهما غير قادرين على الفهم الصحيح بفتح الشارع جنوبا عند
الدوار.
وبعد اقل من خمس دقائق وصلت الى الدوار فوجدت الشرطيين نفسيهما وقد اغلقا
الدوار مؤقتا، وفتحا الطريق للسيارات المتجهة جنوبا مثلما تمنيت، ولم أجد بدا
سوى ايقاف سيارتي عند الحاجز، غير معرقل السير، ونزلت إلى الشرطيين لتقديم
واجب الشكر لهما لاخلاصهما في العمل وسرعة البديهة والفهم الصحيح لحل المشكلة
في هذا الوقت الشديد الحرارة، بينما كان في إمكانهما عدم الاهتمام والذهاب في
طريقهما من دون ان يحاسبهما احد، ولكنهما الاخلاص والامانة في اداء الواجب
اللذين صارا استثناء، الا عند القلة من الكويتيين المخلصين لبلدهم ووطنهم.
نسيت القول إن الذي حادثته وشكرته كان ملازما - نجمة واحدة - واسمه على صدره
نواف الدخنان، ولم اتمكن من معرفة اسم زميله، الذي كان ينظم السير في الطرف
الاخر من الشارع. فتحية اجلال واكبار للملازم نواف الدخنان وزميله، وكل الشكر
لهما على اخلاصهما وامانتهما.
علي الكندري
علي الكندري
القبس
تعليقات