يا لبؤس البؤساء ويا لضيعتهم حينما يتولى شأنهم 'علي البغلي'.. سعود السبيعي يحمل عليه بشدة لتسفيهه فتوى الحجاب وتحويله جميعية حقوق الإنسان إلى مجرد واجهة بلا جدوي

زاوية الكتاب

كتب 1720 مشاهدات 0




«روبن هود»
سعود السبيعي


ندوة التحالف أشبه بجلسة السوالف التي تجمع عجائز «الفريج» وتسمى جلسات «شاي الضحى»، حيث لا جديد ولا مفيد.

شيوخ وعجائز التحالف «سابوا الحمار ومسكوا البردعة» فاستلوا سكاكينهم وتناوبوا في ندوتهم تلك على طعن فتوى الحجاب بلا رحمة ولا هوادة ولا شفقة، وانبرى شاعرهم وفارسهم الشنفري أو روبن هود في نسخته العربية علي البغلي يهجو الفتوى ويصفها بعدم الجدوى، وقد جهّل من أفتى ومن سار على دربه!

البغلي أطلق معلومة لم يسبقه إليها القساوسة والحاخامات وهي أن الإسلام يتعارض مع الحريات بمعنى أن لا سبيل لنا للحرية إلا بالابتعاد عن الدين! غاب عنه أن الموضوع برمته لا علاقة له بالفتوى وإنما ينحصر الأمر في قانون الانتخاب.. ورغم صدور هذا القانون منذ سنوات إلا أن أياً من أعضاء التحالف والنواب المعارضين للمادة التي تنص على الضوابط الشرعية في القانون، لم يتقدم بطلب تعديل هذا القانون. وثارت ثائرتهم على فتوى الحجاب بالرغم من أنها من البديهيات التي لو سئل عنها مشرك لأجاب بمثل ما أجابت إدارة الفتوى الشرعية.

ليت البغلي ينصرف الى الاهتمام بمهام منصبه كرئيس لجمعية حقوق الإنسان تلك الجمعية التي لم تنجز ما يحقق للإنسان كرامته.. فماذا أبقيت لحقوق الإنسان يا علي وأنت تحتكر الإنسانية في جيبك الأيسر والأنانية في جيبك الأيمن وتحت قبعتك تخفي آمال الضعفاء وشكاوى البؤساء؟! هل زرت يوماً السجناء؟ وهل بادرت بالسؤال وتقصي أحوال المظلومين؟ ماذا قدمت جمعية حقوق الإنسان للإنسان؟ أصبحت ممارسة العمل الإنساني مثل ممارسة زوجات رؤساء الدول وسيدات المجتمع للأعمال الخيرية واجهة إعلامية وبريق فلاشات من دون نتيجة! هل بإمكان المترفين أن يشعروا بمعاناة البائسين؟ هل يستطيع من وجنتيه كحبات الكرز من فرط النعمة.. ويستحم بماء الورد والزعفران.. وينام قرير العين وفي فمه بقايا ابتسامة ساخرة.. أن يقوم بمثل هذه المهمة فهل سهرت ليلة تبكي أحوال المستضعفين؟ وهل «اتخذت الغاب منزلاً دون القصور»؟ وهل تجولت بأحياء الصليبية والعيون وجليب الشيوخ؟ لا أعتقد ذلك، فحتى الجمعيات الخيرية التي تساهم إنسانياً بتقديم المساعدات لهؤلاء تناصبها أنت العداء وتشكك بأعمالها.

فيــا لبؤس البؤسـاء ويا لضيعتــهم حينـما يتولى شأنهم من اتخمته النعمة واتخذهم سلماً للوصول إلى غاياته بعد أن أفل نجمه وانصرف عنه مريدوه وباتت صرخاتهم وآهاتهم سيمفونية يتراقص على نغماتها الذئاب المترفة.

 

الرؤية

تعليقات

اكتب تعليقك