عبدالله المسفر يكتب عن فرقة حسب الله التى بدأت تعزف مقطوعات النفاق والرياء، من أجل رضا عمتها الحكومة

زاوية الكتاب

كتب 1504 مشاهدات 0




فرقة حسب الله !
عبدالله المسفر
 
الغريب في الأمر أن 'فرقة حسب الله' لا تستحي أبداً، وهي تعزف مقطوعات النفاق والرياء، ولا تشعر بأي حرج عندما ينكشف أمرها وأنها باعت القضية بأبخس الأثمان من أجل رضا عمتها الحكومة.

ما إن بدأ يلوح في الأفق قرب حدوث استجوابات جديدة في دور الانعقاد الجديد، حتى بدأت 'فرقة حسب الله' في تجهيز أدواتها للعزف الجماعي والمنفرد على أوتار الديمقراطية المظلومة والبريئة من المتملقين المنافقين، لنجد مايسترو الفرقة قد تناول الفوطة ليمسح المزمار من الأتربة التي علقت به خلال الفترة الماضية، فيما أخذ الطبال على عاتقه مهمة تلميع 'المرواس'، في حين أخذت معلمة الفرقة تسخين 'الطيران' لتجربتها إن كانت مازالت سليمة أم لا، والمشهد طبعاً لم يكن خالياً من مطرب الفرقة الأوحد الذي أخذ ينعق بصوته المتهالك للغناء على وتر الوحدة الوطنية وتأييد أي شيء تقوله عمته الحكومة... وهجاء كل من يعارضها.

الغريب في الأمر أن 'فرقة حسب الله' لا تستحي أبداً، وهي تعزف مقطوعات النفاق والرياء، ولا تشعر بأي حرج عندما ينكشف أمرها وأنها باعت القضية بأبخس الأثمان من أجل رضا عمتها الحكومة، المهم أن تستمر في النعيق والعزف النشاز الذي يصيب الأذن وحتى العين بالصمم والعمى، فهي تقلب الحقائق وتلوح بتأييدها لخرق القوانين وانتهاك الدستور، بل تحول ذلك إلى ما هو عكسه تماماً؛ فخرق القوانين يصبح تطبيقها، وانتهاك حرمات الدستور يصبح تمسكاً به.

لا يفوتكم العرض المستمر لـ'فرقة حسب الله'، التي بدأ قائدها المايسترو بعزف مقطوعة بعنوان 'أنت عمري' بمناسبة محاولة وزير الداخلية تجنب الاستجواب إثر تقديم نفسه لمحكمة الوزراء، مستحسناً ما فعله الوزير، فردّت عليه المعلمة بمعزوفة 'بدنا نعمر بيت جديد'، لتؤكد أنها ستتصدى لأي محاولات ضد الحكومة ورئيسها.

لا يفوتكم في الأيام القادمة متابعة أقوى عروض الموسم لـ'فرقة حسب الله' اللولبية... والحمد لله أن الاستجوابات متعددة ومتنوعة، وهو ما يعني أن الفرقة لن تتوقف عن العزف والرقص، وأن موسمها سيكون زاخراً بالمقطوعات المتنوعة والمتعددة التي كنا نتمنى أن يكون منها مقطوعة 'وطني حبيبي... وطني الغالي'.

خارج نطاق الموضوع:

المادة العاشرة من الدستور:

ترعى الدولة النشء وتحميه من الاستغلال وتقيه الإهمال الأدبي والجسماني والروحي.

 

الجريدة

تعليقات

اكتب تعليقك