لماذا يشعر الناس بالحرج من مراجعة العيادات النفسية؟!

منوعات

1874 مشاهدات 0


 كلنا نعاني من ضغوطات لها أشكال وأنواع مختلفة، والعوامل النفسية هي حلقة مهمة بحياتنا التي نعيشها، ولكن عندما يفكر الإنسان  بالتوجه لمن يحلل بعض الأمور التي يصعب على الإنسان أن يفهمها في حياته، وتثير العديد من التساؤلات في رأسه، أو تكون سببا لدخوله في دوامة الاكتئاب وعدم الراحة والشعور بالألم و غيرها من المشاعر، يفكر مليا قبل أن يقبل على قرار التوجه إلى الطبيب النفسي، ولعل ذلك لما ارتبط بتفكير الكثير بصحة العقل، و أن من يفعل هذا الأمر قد وصل مرحلة الانهيار النفسي الذي ينزلق به لعالم ' المجانين ' و هو مفهوم سائد لدى الكثير من الناس، ويفضل بعضهم أن يداوي جراحه النفسية على أن يكشف لأحد أنه لجأ للطبيب النفسي في أي مرحلة من حياته، متناسين أن كما للجسد أمراض أيضا النفس البشرية تعاني أحيانا من أمراض نفسية كثيرة ولها مسميات بعلم النفس البشري لا تعد و لا تحصى، لكن الإنكار الذاتي وعدم التصديق في باطن عقول البعض جعلت هناك مشكلة من إزالة هذا التفكير السلبي،   ولا يعيب الإنسان إن استعان بذوي الاختصاص  للتوجيه أو للاستشارة أو حتى لأخذ دواء يساعد على تهدئة حالته، التي قد يكبر حجمها مع الوقت لتنفجر في وجه أقرب الناس له، وهذا الأمر كثيرا ما نراه في بعض الأفراد، حيث تجده بعضهم يفرغون الحالات الغاضبة أو الغير طبيعية التي تصيبهم  في أماكن متنوعة، في العمل أو المنزل لدى الأبناء والزوجة وأحيانا مع الأصدقاء، و آخرين يجدون ضالتهم بالخدم حيث لا يمكنهم الرد عليهم، أو في الشارع وغيرها من الأماكن، و آخرون لأنه لا يريد أن يتجه لهذا الأسلوب فتجده يوجه الغضب لنفسه أو تجده يؤنب نفسه ويقدم أحيانا على 'الانتحار' و ربما يحدث نفسه كثيرا أو يدخل في عالم الخيال لينتقم ممن أثار غضبه أو جعله  يتألم  أو غيرها من المشاعر، فتجده يجعل من  نفسه البطل والمنقذ و ربما المجرم الذي يأخذ حقه المسلوب أو يستعيد مجده من خلال الخيال الذي يعد أحيانا عامل مساهم في التخفيف مما يعانيه.
وسائل كثيرة يلجأ لها الإنسان في حياته ليقلل من الضغوطات النفسية لكنه يتردد بأن يتخذ قرار الذهاب لعيادة نفسية، حتى لا يعطي لنفسه سببا بأن يؤكد على ضعفه على الرغم أن  اتخاذ القرار نفسه هو قوة ورغبة بتحسين حالته، لكن المجتمع ونظرة الناس المحيطين  فرضوا هذا الأمر، بينما الغرب ربما لقلة ارتباطهم بالعالم الخارجي من منازلهم و طبيعة تكوين الأسر لديهم بالإضافة لطبيعة الوازع الديني لكل ديانة، جعلتهم أكثر تحررا وعدم التقيد بما يراه النفس، ولأن علم النفس البشري  هي مادة علمية كباقي المواد الأخرى كالطب البشري من جراحة و عظام و جلدية وغيرها من الأقسام الأخرى ..بالإضافة للعلوم الأخرى الفلك والرياضيات وغيرها  فلا يقللون من قيمتها،  وكل من هذه العلوم المختلفة تعالج وتبتكر في مجالها، 'فهل سيستعين المواطن مع مرور الوقت وتغير طبيعة المجتمع إلى الطبيب النفسي دون تردد  أم سيحتاج  ذلك إلى وقتا طويلا ؟!

 

الآن - تقرير: نورا ناصر

تعليقات

اكتب تعليقك