جابر محمد الهاجري يسرد بعضا من انطباعاته الجميلة عن مصر والمصريين فى رحلته الإنسانية تحت مظلة الأمم المتحدة لدعم مرضى الإيدز

زاوية الكتاب

كتب 768 مشاهدات 0


مصر.. والإيدز جابر محمد الهاجري جميلة ورائعة مصر بفسيفسائها العجيب وبكل ما فيها فهي ام الدنيا.. وابو الهول يشهد على ذلك.. رحلة عمل اجبارية.. لماذا؟ لان لها صلة مباشرة بأعمال انسانية قد ترفع بعضا من الضغط والقهر عن فئات محرومة لاسباب لا دخل لهم فيها.. بل ارادة الله عز وجل هي التي تسيرنا لما فيه خير لنا وان لم يكن بالدنيا ففي الاخرة.. تدخل مصر آمنا مطمئنا.. يا لها من مصر تلك الوجوه المبتسمة رغم 'الغلب' والمجاملة لك بأدب جم ومع كل السلبيات والضغوط المعيشية التي تزداد صعوبة يوما بعد يوم لا يزال المصريون صامدين لم يخرجوا عن قوالبهم التي خلقت بالطيبة و'الجدعنة' والذكاء وحب الناس، ايام في مصر بحثت فيها علني اجد كلمة من هنا او هناك قد تجرح او تسيء يشهد الله اني لم اسمع الا كل خير وكنت اتعمد ان اعرف بأني قادم من الكويت، فلم يكن هناك الا كل ترحيب وابتسامات رائعة لا تخلو من العبارات الجميلة (نورت مصر يا بيه) يا سلام يا سلام يا مصر.. انت نورتي الدنيا يا مصر.. ويتصادف ان نلتقي اشقاء وشقيقات من السودان واليمن وليبيا وتونس الخضراء والمغرب وسوريا ولبنان وقطر والبحرين وجيبوتي والاردن وفلسطين.. كان تجمعا جميلا تمازجت فيه الاراء بكل رقي وهدوء.. وكان ذلك تحت مظلة الامم المتحدة.. لاجل ماذا؟ لاجل اولئك المرضى الذين قدر الله لهم ان يتعايشوا مع مرض الايدز دونما حول منهم ولا قوة.. وهذا الموضوع ان شاء الله سنوفيه حقه لاحقا.. كل ادلى بدلوه من الزملاء والزميلات واستمعنا للكثير حول هذا المرض الفتاك، حمى الله الجميع من متخصصين اطباء واعلاميين ورجال دين والمفاجأة وجود اثنتين من المتعايشات مع المرض واللتين كان وقع حديثهما علينا قويا جدا.. في مصر كان هناك تجمع لاجل موضوع انساني وهو اعطاء المتعايشين مع هذا المرض حقوقهم الانسانية والقانونية والصحية وعدم وصمهم بالعار، لان الكثيرين جدا منهم لا حول ولا قوة لهم بل جاءهم المرض وهم او وهن لم يرتكبوا معاصي، وان كان هناك من ابتلي بهذا المرض لممارسة ما.. فالله عز وجل غفور رحيم.. الموضوع ذو شجون ويحتاج الى فزعة كبرى نتمنى ان تتضافر الجهود للتفاعل معه بعد رمضان الكريم.. مصر جميلة ورائعة وتجمعنا كان بدعوة من البرنامج الانمائي للامم المتحدة لمناقشة وكيفية كسر الحاجز النفسي بين المتعايشين مع الايدز والمجتمعات.. كانت مصر متسامحة وعقلانية في احتوائهم.. اتمنى ان نكون نحن كذلك.. ودمتم.
القبس

تعليقات

اكتب تعليقك