صوت العرب.. أحمد سعيد: أحترم حكام إسرائيل.. ولا احترم الحكام العرب
عربي و دولييونيو 3, 2007, 12:05 م 274 مشاهدات 0
«أحترم حكام إسرائيل ولا أحترم حكام العرب وحشود المثقفين الذين يدعمونهم» هكذا رد
الإعلامي «أحمد سعيد» علي سؤال الزميل كرم جبر عن أيهما جدير بالاحترام الآن
إسرائيل أم نحن العرب برمتنا؟ في حلقة يوم الأربعاء الماضي من برنامج «صوت العرب»
علي قناة المحور الفضائية، وناقش الإعلامي الكبير أحمد سعيد علي مدار حلقتين
كاملتين الأسباب والجذور التي أدت إلي حدوث هزيمة يونيو ١٩٦٧، مؤكدا أن حسابات مصر
في ذلك الوقت كانت خاطئة إضافة إلي أن الجانب الإسرائيلي كان أكثر تنظيما وقتها من
العرب «اعتبره وضعا طبيعيا وإلا لما حدثت الهزيمة».
وقال سعيد: من غير المعقول أن نظل بعد مرور ٤٠ عاما علي هزيمة يونيو ١٩٦٧، نحمل
الهزيمة أسباب التدهور الذي نعيش فيه الآن، مضيفا: يجب أن ندرك أن مصر تعيش الآن في
سلام منذ أكثر من ٢٥ عاما ومكانتنا وسياستنا مندثرة، ولا يمكن أن ننسب لهزيمة ١٩٦٧،
تدهور السياسات المعاصرة، وتابع: قضايا الشعوب ليست قضية جيل وعندما وقف عبدالناصر
في بورسعيد في ٢٣ ديسمبر ١٩٦٣ أثناء الاحتفال بعيد النصر، ودعا لانعقاد قمة عربية
قالها بصراحة: «ليس لدي أنا وجيلي حل لقضية فلسطين لأنها ليست قضية صراع عربي-
إسرائيلي ولكنه مخطط عالمي ولذلك نحتاج إلي جمع كل قوي العرب»، ووجه قذائفه
الكلامية إلي الغرب الذي اعتبر ذلك استهدافا لمصالحه بما فيها البترول.
وفي معرض حديثه عن هزيمة يونيو عام ١٩٦٧، قال سعيد: بداية هزيمة ١٩٦٧، لم تبدأ في
عام ١٩٦٧، ولكن منذ ٢ نوفمبر ١٩٦٢، وتأكدت علي مدار عام حتي ٢ نوفمبر ١٩٦٣، وفي هذه
الفترة شهدت المنطقة العربية صراعا سببته في الأساس اليمن عندما توجهت مصر بكثافة
عسكرية متزايدة باليمن فأصبح هناك نوع من أنواع المواجهة علي الحدود مع الاستعمار
البريطاني في الجنوب، ومع المملكة العربية السعودية وصولا إلي منابع البترول في
عدن، وأخذت القوي المضادة تفكر في توجيه ضربة لتصفية عبدالناصر وإسقاط مبادئه أيضا،
ومنها ما ذكره الرئيس الأمريكي أيزنهاور عام ١٩٥٨، بعد فشل بريطانيا وفرنسا عام
١٩٥٦، في إعادة احتلال مصر.
وأشار سعيد إلي ظهور حملة شرسة ضد مصر وقتها عرفت بـ«حرب الإذاعات السرية» وقال:
بدأت حملة ضد مصر بإطلاق إذاعة عربية سرية من منطقة شرق بوشهر في إيران في الخليج
العربي إبان حكم الشاه، وكانت هناك خلافات بيننا وبينه بسبب حلف بغداد وموقف مصر
منه، واتهامنا له بالعمالة لأمريكا وقال: كانت لدينا إذاعة موجهة ببرنامج إلي
إيران، وهاجمت هذه الإذاعة السرية الوجود العسكري المصري في اليمن، وانتقدت غياب
مساهمة هذه القوات في تحرير فلسطين واختباء بقايا الجيش المصري - علي حد وصفها- في
سيناء خلف قوات الطوارئ الدولية في غزة وشرق سيناء وشرم الشيخ.
وأضاف: عرفت المخابرات المصرية موقع هذه الإذاعة، والغريب أن شاه إيران كان معترفا
بإسرائيل وقتها ولديه معها علاقات جيدة وهناك سفارة لتل أبيب في طهران، للدرجة التي
كانت تعيش معها إسرائيل علي بترول إيران بأمر الشاه، وخرجت الإذاعة من أرضه تدعو
لانسحاب الجيش المصري من اليمن وتوجيهه للحرب في فلسطين، وتابع: كانت هناك إذاعة
أخري سرية في فرنسا واسمها «مصر الحرة» أشرفت عليها عائلة أبوالفتح، وإذاعة سرية
فرنسية أخري اسمها «صوت العرب» قبل استقلال الجزائر
وكانت تبث إرسالها علي نفس موجة «صوت العرب» المصرية للتضليل، إضافة إلي إذاعة سرية
أخري سعودية انطلقت بعد اندلاع ثورة اليمن وكانت في أرض جيزان اليمنية، كما ظهرت
إذاعات أخري في سوريا والعراق تهاجم عبدالناصر وتردد عبارات الإذاعة السرية
الإيرانية بعدما اختلف مع البعثيين بشأن الوحدة الثلاثية مع سوريا والعراق،
والتقطتها بعض الصحف اللبنانية الضالعة مع الغرب، والتي كانت تتقاضي أموالا من
السعودية وأهمها «الحياة» وهو ما وصفته إذاعة الـ«بي.بي.سي» العربية بـ«حرب
الإذاعات السرية».
وأكد سعيد تزايد مخاوف السعودية من الوجود والدور المصري في اليمن، خاصة بعد هروب
الأمير طلال و٣ من الأسرة المالكة في السعودية إلي مصر ولجوئهم إليها وأعلنوا حملة
ضد الأسرة السعودية وسلوكها وخضوعها للغرب، بالإضافة إلي هروب ٣ طيارين سعوديين
بطائراتهم الحربية إلي مصر، وتخوف الأسرة المالكة في السعودية من تشجيع ضباط في
الجيش والحرس الوطني السعودي للقيام بانقلاب كما حدث ضد الإمام في اليمن.
وقال سعيد: إنه وبعد إعلان الاتحاد السوفيتي عن تهجير ١٢٠ ألف يهودي سوفيتي إلي
إسرائيل، أحدث ذلك تخوفا لدي مصر من زيادة الكثافة السكانية لإسرائيل بما يستحيل
معه اقتلاعها ومع إعلان إسرائيل عن حاجتها للماء، ورغبتها في احتلال منابع نهر
الأردن والضغوط الأمريكية علي مصر لقبول مشروع جونسون خبير المياه الأمريكي، وبدء
التحرشات الإسرائيلية بمصر، كل ذلك دفع عبدالناصر للبحث عن كروت للضغط، منها
الاتفاقات والتفاهم مع السعودية وعقد لذلك مفاوضات مع الملك فيصل ولكنه فشل، كما
طارت مقاتلات حربية مصرية فوق مفاعل ديمونة، وأغلق المضايق بالبحر الأحمر مما أثار
انزعاج الإسرائيليين ولكن في النهاية أمريكا سلحت الإسرائيليين وهزمتنا في ١٩٦٧.
القاهرة: الآن
تعليقات