حسافه على ديره أهلها ضيعوها..هكذا يتحسر على الطراح على الكويت فى ظل حالة التذمر بين الجميع وعدم الانسجام بين السلطتين

زاوية الكتاب

كتب 562 مشاهدات 0



حسافه
الدكتور على الطراح

التذمر والإحباط في الكويت لم يعد ظاهرة صوتية، بل أصبح حقيقة وواقعا يعيشه المواطن بمختلف الفئات العمرية، فقد أصبحت على حالة' الحسافه' على البلد تنتاب الموظف البسيط والمسؤول الكبير والتاجر ورجال الأمن والقانون وكذلك كبار وصغار أبناء الأسرة الحاكمة وهذا يدلل على ان وضعا غير طبيعي بكل المقاييس تعاني منه الدولة على مستوى السلطتين التنفيذية والتشريعية وأيضا على المستوى الشعبي.

الوضع المأساوي الذي بلغته العلاقة بين السلطتين وتكرار التوتر بلا مبررات موضوعية ليس سببه فقط عدم الاتفاق والانسجام بين أطراف واضحة لأسرة الحكم، وإنما أيضا سببه الممارسة النيابية غير المسؤولة لدى بعض النواب الذين تحولوا أدوات هدم في المجتمع وأصبحوا يتحركون وفقا لمصالح انتخابية دون ان تكون هناك مساءلة شعبية صريحة وحاسمة.من الخطأ ان نستمر اليوم بوضع اللوم على النظام والحكومة وان نتجاهل ما يجري تحت قبة البرلمان، فالممارسة الديموقراطية انحرفت عن مسار المصلحة الوطنية والمصلحة العامة بسبب ان مجاميع مختلفة باتت تستخدم الضغط النيابي في تحقيق تطلعاتها بغض النظر عن مدى مشروعيتها وحجم الضرر الذي يمكن ان يلحق بالدولة.
دولة مثل الكويت بثروتها المادية وبتجربتها الديموقراطية كان من الممكن ان تتطور لتصبح دولة جاذبة ومتميزة في خدماتها الصحية والاجتماعية وكان من الممكن ان تؤدي الديموقراطية وظائفها الاجتماعية في توحيد المجتمع وتعضيد قيم العمل والإخلاص والتفاني وليس تجربة ديموقراطية تفتت المجتمع وتزيد من حدة الانقسامات الاجتماعية. وكان من الممكن ان نتعلم من خبرات الماضي وخصوصا ما حل بنا من دمار وضياع في الثاني من أغسطس 1990 ونجير مرارة الاحتلال لرفع شأن الوطن وليس النيل منه تحت مظلة الديموقراطية.
واليوم وغدا.....الشعور بالحسافه على الكويت ينبغي ان يتوقف وهذا لا يمكن ان يتحقق في غياب المكاشفة الشعبية والحوار الصريح بين كافة التيارات السياسية بعيدا عن دغدغة المشاعر وأضواء الأعلام ولابد ان تكون هناك مناقشة وتحليل عميق لما يجري على الساحة السياسية وان تكشف التكتلات النيابية والسياسية خارج وداخل المجلس عن أجندتها بوضوح وان تتقبل أيضا تحمل المسؤولية وفقا للمصلحة الوطنية التي يجب ان ينتفع فيها البلد والشعب وليس جماعات معينة أو دواوين محددة!! وما نقول »إلا حسافه وحسافه على ديره أهلها ضيعوها«..
وعلى المحبة نلتقي،،

 

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك