معايير ناصر المحمد فاشلة في تكشيل الحكومة سابقا-بعض ما كتبه محمد عبدالقادر الجاسم
زاوية الكتابكتب سبتمبر 30, 2007, 1:31 ص 673 مشاهدات 0
| ||
كتب محمد عبدالقادر الجاسم أعلم أن رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد رجل دقيق في اختياراته وهو يتأنى كثيرا قبل اتخاذ القرار، وهذه السمة مفيدة جدا على المستوى الشخصي لكن على مستوى إدارة دولة فإن دقة وتأني الشيخ ناصر عند اختيار الوزراء جاءت بنتائج مخيبة لآماله وآمال البلد. وما دام الشيخ ناصر يمر حاليا في مرحلة اختيار وزراء جدد، فإنني أتمنى أن يعيد النظر في «معاييره» التي استخدمها في اختياراته السابقة والتي ثبت فشلها. وأنا هنا لا أتحدث عن الفشل في اختيار «الأشخاص» فقط بل الفشل في تحديد «الغايات» من التشكيل الوزاري الذي يجب أن يسبق اختيار الأشخاص. ماذا يريد رئيس الوزراء من الوزراء؟ هل يبحث عن «الاستقرار الوزاري» فقط أم أنه يبحث عن فريق يدير الدولة بكفاءة واقتدار؟ لقد جرب الشيخ ناصر نظام التمثيل السياسي بأن شكل وزارة ضمت «مندوب» عن كل تجمع سياسي ولم ينجح. كما جرب أسلوب الحوار مع كل الفئات والطوائف والقبائل وكانت النتيجة مخيبة. وفي ظني أنه أيا كان الأسلوب الذي يتبعه الشيخ ناصر في اختيار الوزراء فإن النتيجة لن تختلف عن النتائج السابقة وهي الفشل ومواجهة الأزمات. إن على الشيخ ناصر أن يحدد «غاياته» أولا ثم يختار «الأشخاص»، ويجب أن تتوقف مساعيه عن تشكيل الحكومة بهدف استقرار الوزارة فقط، فهذا الاستقرار لن يتحقق أبدا إن كان يدرك أسرار اللعبة البرلمانية. فمراقبة الوزراء وتصيد أخطائهم ومحاولة إسقاطهم هو جوهر العمل البرلماني في الديمقراطيات غير الناضجة. إن المطلوب حكومة يمكنها قيادة البلد ويمكنها تغيير قواعد العمل السياسي برمته.. حكومة تضم شخصيات قوية يحترمها الرأي العام.. شخصيات لديها رؤية مسبقة.. شخصيات قادرة على صياغة استراتيجيات جديدة.. حكومة «ينغزي فيها».. حكومة تستطيع مخاطبة الناس وكسب الرأي العام علنا لا حكومة يسعى الوزراء فيها إلى مهادنة النواب وزيارة ديوانياتهم أملا في «كسر خاطر» النائب أو «تشييمه»! نريد حكومة تكون خبرات وقدرات وسمعة أعضائها مشهودة وتمكنهم من مواجهة صعوبات العمل السياسي. إن الكويت اليوم ليست في حاجة إلى حكومة «تكنوقراط» بل حكومة سياسية صرفة لايغرق الوزراء فيها في العمل البيروقراطي، فمشكلات الكويت ليست “فنية” إطلاقا بل هي سياسية بحتة ناتجة عن تخلف «الفكر السياسي» الذي يسيطر على مؤسسة الحكم وعلى الحكومة والبرلمان أيضا. فماذا يفيدنا طبيب تسند إليه وزارة الصحة ونحن نعاني من سيطرة «الواسطة» على خدمات الدولة؟ ماذا يفيدنا «مهندس بترول» وهو غير قادر على مواجهة «الفساد» في القطاع النفطي؟ ماذا يفيدنا «موظف سابق» في وزارة التربية حين تسند إليه وزارة التربية وهو غير قادر على تغيير المناهج؟ إن حكومة «التكنوقراط» لن تنجح في الكويت التي تعاني من «بلاوي» سياسية يحتاج التخلص منها إلى تغيير جذري في الفكر السياسي السائد، ولن يحقق هذا التغيير «طبيب» أو «مهندس» أو «كهربجي»!! |
تعليقات