الصادق، الهادئ، الأمين، المعلم

محليات وبرلمان

3918 مشاهدات 0


لا يخفى علينا نحن كمسلمين أن الله سبحانه وتعالى قد من علينا بولادة النبي الأمي محمد صلى الله عليه وسلم عند العرب فهو النبي العربي القرشي، فقد شرفنا الله سبحانه وتعالى بهذا النبي، فهو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نذار بن معد بن عدنان ، ولا يخفى عليكم أنه من ولد إسماعيل بن إبراهيم النبي عليه السلام 'خليل الله'، كما انه ولد بمكة في عام الفيل، وقال العزيز الحكيم في كتاب (لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِٱلْمُؤْمِنِينَ رَءوفٌ رَّحِيمٌ  [التوبة:128].

ومن أعظم العبادات والتقرب إلى الله سبحانه هي الصلاة على النبي صلى الله وعليه وسلم، فقال سبحانه في كتابه 'إنَّ اللهَ وملائكتَه يصلون على النبي، يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً' سورة الأحزاب، الآية 56. فقد أمرنا سبحانه بالصلاة والسلام على النبي الأمي، والأجر عند الله يتضاعف فالحسنة بعشرة أمثالها فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال 'من صلى علي واحدة صلى الله عليه بها عشرا' رواه مسلم، وأيضا فأن الدعاء يحجب ولا يصح الدعاء إلا بالثناء على الله سبحانه وصلاة على النبي فعن فضالة بن عبيد قال سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً يدعو في صلاته فلم يصل على النبي  فقال النبي : (عجل هذا!)  ثم دعاه فقال له ولغيره: { إذا صلى أحدكم فليبدأ بتحميد الله والثناء عليه، ثم يصلي على النبي، ثم ليدع بعد بما يشاء }رواه أبو داود والترمذي.

وقد وصف النبي البخيل من ذكر اسم النبي ولم يصلي عليه فقد أخرج الترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: 'البخيل من ذكرت عنده فلم يصل عليَّ' ، وقال أيضا 'رَغمَ أنفُ رجل ذكرت عنده فلم يصل عليَّ' رواه البخاري، كما ان النبي امتدح من أكثر عليه الصلاة لقربه منه يوم القيامة فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: 'أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم عليَّ صلاة. رواه الترمذي.

وكان اشد الناس حبا للنبي هم الصحاب فقد افتدوه بأرواحهم وأموالهم بل وعشيرتهم، وكلنا سمعنا بليلة الهجرة التي افتداه ابن عمه علي بن ابي طالب كرم الله وجه ورضي الله عنه فقد اجتمعوا كفار قريش لقتل النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الهجرة لقتله إلا أن الصحابي الجليل علي بن أبي طالب افتداه  بنفسه ونام بفراشه وعندما خرج النبي صلى الله عليه وسلم للمدينة دخول الكفار عليه ووجدوا عليّ بفراشه.

وأيضا فداء آخر للنبي من الصحابي الجليل أبو بكر بن أبي قحافة الصديق رضي الله عنه فيقول  سيدنا أبو بكر: كنا في الهجرة وأنا عطشان جدا ، فجئت بمذقة لبن فناولتها للرسول صلى الله عليه وسلم، وقلت له: اشرب يا رسول الله، يقول أبو بكر: فشرب النبي صلى الله عليه وسلم حتى ارتويت !! وكنت شديد العطش، فقدمت رسول الله على نفسي، وأثناء الهجرة كان الصديق يمشي ساعة خلفه النبي وساعة أمامه حتى فطن النبي صلى الله عليه وسلم فقال له ما حملك على فعل هذا يا أبو بكر فيقول يا رسول الله اذكر الطلب فامشي خلفك ثم اذكر الرصد فأمشي بين يديك وانه من أروع الأمثلة على الفداء.

وأيضا يوم فتح مكة فتح مكة أسلم أبو قحافة - أبو سيدنا أبو بكر رضي الله عنه، وكان إسلامه متأخرا جدا وكان قد عمي، فأخذه سيدنا أبو بكر وذهب به إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليعلن إسلامه ويبايع النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ' يا أبا بكر هلا تركت الشيخ في بيته، فذهبنا نحن إليه' فقال أبو بكر: لأنت أحق أن يؤتى إليك يا رسول الله، وأسلم أبو قحافة.. فلما مات أبو قحافة بكى الصديق، فقالوا له : هذا يوم فرحة، فأبوك أسلم ونجا من النار فما الذي يبكيك؟قال: لأني كنت أحب أن الذي بايع النبي الآن ليس أبي ولكن أبو طالب، لأن ذلك كان سيسعد النبي أكثر.

ويقول الشاعر:

إذا أنت أكثرت الصلاة على الذي            صلى عليه الله في الآيات
وجعلتها وردا عليك محتما                    لاحت عليك بشائر الخيرات

وعن خادم  النبي ثوبان رضي الله عنه قال غاب النبي صلى الله عليه وسلم طوال اليوم عن سيدنا ثوبان وحينما جاء قال له ثوبان: أوحشتني يا رسول الله وبكى، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ' اهذا يبكيك ؟ ' قال ثوبان: لا يا رسول الله ولكن تذكرت مكانك في الجنة ومكاني فذكرت الوحشة فنزل قول الله تعالى (وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّه عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا) [69] سورة النساء

هذا حب الصحابة لرسول الكريم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم، فكيف بحبنا نحن له، لصدق حبنا بالنبي يجب ان نأتمر ونطيع بما أمر وان نجتنب نواهيه فهذا هو الحب النبي والطاعة، فقد جاء عمر بن الخطاب رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم يوماً وقال له : والله إنك لأحب إلى من كل شي إلا من نفسي : فقال له النبي صلى الله عليه وسلم لن تؤمن حتى أكون أحب إليك من كل شي حتى نفسك فقال : أنت الآن أحب إلي من كل شي حتى نفسي قال :الآن يا عمر.

وعن بن أوس قال، قال رسول الله : (إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة فأكثروا عليّ من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة عليّ) الحديث رواه أبو داود، وأخيرا لا تكن أقل من الجذع فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب في مسجده قبل أن يقام المنبر بجوار جذع الشجرة حتى يراه الصحابة، فيقف النبي صلى الله عليه وسلم يمسك الجذع، فلما بنوا له المنبر ترك الجذع وذهب إلى المنبر 'فسمعنا للجذع أنينا لفراق النبي صلى الله عليه وسلم، فوجدنا النبي صلى الله عليه وسلم ينزل عن المنبر ويعود للجذع ويمسح عليه.


ويقول الشاعر:


يسعـد فـؤادي كلمـا ذكر الحبيـب ترنمـا
ذاك الذي رب العـلا صلى عليـه وسلمـا
نبـي رب العالميـن الصادق الهادي الأمين
الطاهر الدمث الـذي للحق صـار معلمـاً
كالنور في جنح الظلام جاء الحبيب إلى الأنام
هدياً يضيء دروبهـم وكأنه بـدر السمـاء
لمحمد خلـق عظيـم وبحبه مـن لا يهيـم
والله جـل جـلالـه صلـى عليـه وسلـما

اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آل محمد وأصحابه الأخيار كما صليت وسلمت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم انك حميد مجيد.

 

 

الآن - تقرير: خالد العنزي

تعليقات

اكتب تعليقك