المخيال يشرح لابنه 'الخصخصة'

دار بين الشاعر حمد المخيال وابنه الصغير عبدالله حوارا يسأل فيه الابن أبيه عن الخصخصة، فثار 'شاعر الحدث' ورصف الأبيات التالية:

كيف نفرح والفرح يعني شيكون؟ ** كيف يعني نعيش في هذا الضيـاع

كيف نحيا لذرفت دمعة عيـون ** من طفل عايش مع الدنيا صـراع

كيف نضحك والشعب غارق ديـون ** تحسبونه ضحك ... نتلوّى جيـاع

ما سألتوا كيف أوضـاع السجـون ** وإلا يعني مالكم خلـق الصـداع

ما قريتوا فالصحـف وإلا تـرون ** كيف تنهش لحمنا ذيـك الضبـاع

كيـف هالكيكـه لهـا يتقاسمـون ** واحنا نجمع باقـي أفتـاتٍ بقـاع

كيف صرنا أغبيا وفينـا جنـون ** وامنعوا عنّا ولو نـور وشعـاع

بعضنا عايش على راتب شئون ** والنسا تشحذ وهي تلبـس قنـاع

آه يا دمعه أجرحت خد وجفـون ** فوق جرح الوقت من قـل المتـاع

آه يا طفلـي وأنـا مانـي بـدون ** إلا إن النفـس ترفض هالخـداع

إعرف إن الخصخصه حزن وشجون ** هذا وقت اللـي ذممهـم باتسـاع

آه يا طفلي شكثر فينا طعـون ** الفـرح يـا بـوك ودّعـنـا وداع

مالنا قسمه مـع اللـي يفرحـون ** في بحر ألفين ضيّعت الشـراع

عدّهـا يا بـوك والدنيـا تهـون ** عدّهـا يا بـوك قـدر المستطـاع

بكره يجري العمر وأنتم تنظرون ** تنقـص أيامـه إذا زاد ارتـفـاع

تذكر اللي كنت أقـول وتفهمـون ** كيف طاحت دمعة الرجل الشجاع

أدري إنك مع خواتـك تحلمـون ** بس أنا يا بـوك خانتنـي الـذراع

قصرها والحظ خيّب بي ظنـون ** حالنـا يا بـوك زودنـي التيـاع

يعلـم الله ضيقتـي وأنتم  تبـون ** والزمن عيّـا يجينـي بانصيـاع

عدّها يابـوك هونها وتهون ** في بلد حقي وحقـك فيـه ضـاع

كفكف دموعك وأنا شخص محزون ** خلّني يا بوك وجروحـي وسـاع

ساكتٍ مجبور وان كنت مغبـون ** بين وقتي وبينكم عشـت بنـزاع

حمد المخيال