استجواب الطاحوس لرئيس الوزراء برأي سعود السبيعي محكوم بالفشل، ويعتبره كابوسا يقض مضجعه

زاوية الكتاب

كتب 1449 مشاهدات 0


استجواب محكوم بالفشل

الاثنين, 17 مايو 2010
سعود السبيعي


النائب خالد الطاحوس سبق أن أعلن ذات مساء عزمه استجواب وزير المالية، مدعماً رغبته تلك بالوعد والوعيد، ونحر الشمالي من الوريد إلى الوريد حتى كاد الوزير أن «يتبسما»، ومن ثم عدل عن قراره وعفا عن وزير المالية بحجة المواءمة السياسية والملاءمة الشعبية، فقلنا من عفا وأصلح فأجره عند الله وأنت الكبير يا خالد والمسامح كريم.

الآن بعد أن هدأت الأوضاع وانقشعت الغمة عن مجلس الأمة، وخلت الشوارع من مثيري الشغب، وبدأ النواب في ممارسة دورهم التشريعي، بعد أن طال أمده عاد النائب خالد الطاحوس إلى واجهة الأحداث، معلناً استجواب رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد بحجة تلوث منطقة أم الهيمان، وتلك القضية ليست جديدة، فقد نوقشت في مجلس الأمة، وأقيمت من أجلها الندوات والمظاهرات ووعدت الحكومة باتخاذ الإجراءات اللازمة لحلها، وقد تم عقد مجلس صلح بين الحكومة وجميع نواب الدائرة الخامسة، واتفقوا على الإجراءات التي سوف تتخذها الحكومة، وتعاهدوا على أن يكونوا على كلمة سواء فيما لو قصرت أو تراجعت الحكومة عما وعدت به، ولم تمض سوى أيام حتى شاهدنا وسمعنا نواب الدائرة الخامسة التي تقع في محيطها منطقة أم الهيمان يكيلون الثناء والمديح للحكومة ولرئيس الحكومة على ما تم اتخاذه من إجراءات وتدابير فاعلة لمعالجة المشكلة وهو ما عكس حقيقة اهتمام سمو الرئيس بالقضية وتوجيهاته بالعلاج حرصا على سلامة المواطنين .

الوحيد الذي خرج على إجماع زملائه هو النائب الطاحوس، الذي أصر على أن الحكومة لم تفعل شيئاً، ولا حل إلا باستجواب سمو رئيس الوزراء، هذا ما يراه هو اليوم، على اعتبار أن الوقت ملائم وموائم سياسياً لاستجواب الرئيس وغير صالح لاستجواب وزير المالية.

وزملاء الطاحوس في التكتل الشعبي لم يعلقوا على استجوابه حتى كتابة هذا المقال، على غير عادتهم، فهم يظهرون دائماً بمظهر المتضامنين في مواقفهم من الندوة إلى المنصة، ولكن يبدو أن هناك اختلافاً في وجهات النظر حول الأولويات، ابتداء من موقف السعدون من الخصخصة وموقفه الحالي من قانون المعسرين، وهذا ما سوف يؤثر على تماسك الشعبي من جهة، ومن جهة أخرى على قوة الاستجواب الذي بدا دون مؤيدين، سواء من أعضاء الكتلة أو بقية النواب.

الحكومة لم تعد تجزع من الاستجواب، ولم يعد يربكها التصعيد فهي سائرة في طريقها الذي رسمته، وعلى استعداد لسحق المطبات الصناعية مهما كان حجمها، إذ أصبح لديها إحساس بأن الهجوم أفضل وسيلة للدفاع، لذلك اختلف الخطاب الحكومي عما كان عليه في السابق، حيث ارتفعت هرمونات المواجهة، واشتدت رغبتها في المواجهة، ولم يعد التكهن بتصرفات الحكومة يقلق أحداً، لذلك أصبحت المعادلة واضحة للجميع، العين بالعين والسن بالسن والبادي أظلم، وبات واضحاً مصير استجواب الطاحوس فما هو إلا كابوس يقض مضجعه، ولن يصحو منه إلا على صوت مطرقة الرئيس معلنة تجديد الثقة في سمو الرئيس وحكومته للمرة السابعة.

 

الرؤية

تعليقات

اكتب تعليقك