نحن نتجرع عصير القهر الوطني كل يوم برأى عبدالعزيز القناعي بسبب الأحداث والساسة الكاذبين

زاوية الكتاب

كتب 776 مشاهدات 0





 عصير? ?القهر الوطني     
Friday, 21 May 2010 
عبدالعزيز القناعي

التسارع في? ?ايقاع الحياة وشكلها الفوضوي? ?الأنيق في? ?بعض الأحيان? ?يجعلنا لا فرارا منها نلتمس الأعذار ونجٌمل القبيح والمستور،? ?لقد ابتعدنا عن الحقيقة والصراحة في? ?التعامل والعطاء وجعلنا لكل حدث ومصيبة ألف حكاية وحكاية بل وحتى صدقنا الشائعات لنخفف الوطأ قليلا ولم? ?يعد? ?يكفينا أن ندفن الرؤوس بالرمال فبحثنا عن كيف نخفي? ?باقي? ?أرواحنا وأجسامنا في? ?متاهات الضياع الكثيرة،? ?وأجدنا صناعة الخلافات وكره الذات قبل أن نكره الآخرين،? ?وكم كان القهر عصيراً? ?كريه المذاق نتجرعه كل? ?يوم على وقع أحداثنا وسياسة الساسة الكاذبين،? ?لقد عشنا وعاش كل مواطن? ?يأمل الخير لهذا البلد مؤمنا بأن القادم أجمل وأبقى وبأن الأرواح سرعان ما تخضع للحق وتهدي? ?لأنها كويتية الهوى والمذاق وبان الوطن هو العمل والغاية القصوى،? ?لكن ما هو أطغى هو ما نمارسه من جفاف في? ?الحب والعمل فانتشر الكذب والنفاق وارتشى كبار القوم قبل صغارهم فكان الرياء هو المقصد والفساد من? ?يدلهم على الطريق،? ?فابتعد الكل عن الكل وذابت ورود الوطن الجميلة لأنها قد سقيت بماء? ?غير طهور وتراب ملؤه العفن والفساد،? ?وانتظرنا أياما وسنين لعل ما ذهب? ?يرجع الينا ولعل? ?يومنا وحاضرنا أفضل من أمسنا وماضينا فاذا بنا نستفيق على أمُر من العلقم وأشد حرارة من الجمر فقد ازداد عدد السارقين والمارقين وضعف القانون وأهله عن ملاحقة المجرمين وعتاة الدجالين وصرنا كمثل من كذب على نفسه فصدقها بعد كل هذه السنين بأن الوطن وأهله? ?يغفرون مسامحين،? ?فكل هذا وما زال الوطن? ?يتحمل من? ?يسرقه ومن? ?يغير تاريخه ونسبه ومن? ?يمثل علينا وهو? ?يضحك في? ?سريرته محصنا منيعا من الوطن والمواطنين?.?
لقد انحنت النفوس ولا من تقويم وتوسعت الضمائر حتى أوشكت على الانقراض فلا من تهذيب،? ?فكيف? ?يحصل كل هذا ووطني? ?مشغول بأعداء نفسه لا من بعيد ومغروس فيه السيف بيد أصدقائه ومحبيه لا بيد الغريب،? ?أوليس من العجب أن تضج الساحة بأحاديث الوحدة الوطنية حتى أوشكنا بان نجعلها النشيد الوطني? ?ونحن من فرْقنا المجتمع الى تيار وتيار ونحن من لعب بالوحدة الوطنية على أنغام النصب والاحتيال فلعب بها اللاعبون ومزقوها أشد تمزيق فلا تمسكنا بوحدتنا الوطنية ولا عرفنا لها طريق،? ?وكم أنت مسكين? ?يا وطني? ?فلن تعرف من? ?يحبك ممن? ?يكرهك فالكل? ?يدعي? ?ويزيد،? ?ويخاطب التراب حبا لو انه ذهبا? ?يصير،? ?وكم أعطيتهم? ?يا وطني? ?من المعجزات الكثير ولكن? ?يظل شعارهم الخالد هل من مزيد?.?
لقد عرفنا القهر أنواعا وأجناساً? ?فها نحن ننزلق الى الهاوية بما? ?يحصل داخل الوطن فما نتجرعه من صنوف الألم والحسرة? ?يزداد كل? ?يوم،? ?فما بالنا نسمع أحاديث الوطن والمسؤولين ككلام عسلي? ?مخملي? ?اللون والرائحة وبعدها تزداد السرقات ويكثر الفساد وتغيب الكفاءات،? ?فهل من رابط بينهما أم ان الكذب? ?يولد الكذب والنفاق؟ ولماذا نرى المسؤولين كاذبين مخادعين وليسوا صادقين،? ?ففي? ?هذه الحالة?  ?فالمفروض أن تكون الأحوال طيبة في? ?الوطن ولا من مجرمين من بعد تصريحاتهم واهتمامهم لا أن? ?يزدادوا قوة وعتادا،?  ?ولا تعجب أيها المواطن المسكين اذا أفقت? ?يوما وأنت محاسب حتى بما حلمت أو تمنيت فلا مكان لك لتحلم بما لا تملك وقد? ?يقال لك الأحلام مقامات ولكل مقام حساب وتقرير?.?
فلنطالب نحن المواطنين بسقوط الأقنعة حاملة النفوس الكريهة والنوايا المكبوتة والمدفونة تحت جنبات القلوب لتبين لنا نحن الشعب الكويتي? ?ومواطني? ?هذه الدولة من? ?يريد بنا شرا ومن? ?يتأبط?  ?الفساد ويرعاه حتى نلفظه الى? ?غير رجعة وحتى نستطيع البناء والنهوض من جديد فقد أعيانا الألم?  ?وخنقتنا الحسرة ولم?  ?يتبق من نفوسنا الشيء الكثير حتى تذبل وينتهي? ?الطريق?.? 
 

الشاهد

تعليقات

اكتب تعليقك