الطبطبائى يصف من يجرمون الدعوة إلى الوحدة الخليجية بأنهم 'ناعقون' وأنهم هم الذين يفرطون بسيادتنا الكويتية
زاوية الكتابكتب مايو 21, 2010, 12:06 ص 1475 مشاهدات 0
تجريم الدعوة إلى الوحدة الخليجية!!
كتب د.وليد الطبطبائى
ما إن كتبنا قبل أيام داعين إلى دفع الخطى عاجلاً نحو صيغة وحدوية تعزز بها دول مجلس التعاون أمنها حتى خرج علينا أكثر من ناعق يتهجم علينا ويتباكى على السيادة الكويتية ويتهمنا بالتفريط بها، وأنا اسأل هؤلاء: أي سيادة كويتية ستكون موجودة عام 2010 لولا أن أشقاءنا في الخليج وقفوا تلك الوقفة التاريخية عامي 1991-1990، ولولا أن الملك فهد رحمه الله أعلن حينها أن «الدفاع عن الكويت هو دفاع عن الرياض»، من يريدوننا أن ننكفئ عن محيطنا الخليجي هم من يفرطون بسيادتنا الكويتية.
لقد وعيت الدول الأوروبية منذ الثلاثينيات عندما بدأت ألمانيا النازية تلتهمها الواحدة تلو الأخرى أن تحقيق السيادة والدفاع عنها غير ممكن بالامكانات الذاتية والا بوجود عمق استراتيجي من دول حليفة، لذا وفور ان تحررت هذه الدول ونفضت عنها غبار الحرب حتى اقبلت الصغيرة منها قبل الكبيرة الى الدخول في حلف الناتو ثم الى الاتحاد الأوروبي، ولم يقل أحد في تلك الدول العريقة في تاريخها وأمجادها وثقافاتها ان عضوية الناتو او الدخول في الوحدة الأوروبية ماس بسيادتها او منتقص من هويتها.
دول أوروبية تناحرت وتذابحت لقرون ولديها من الاختلافات العرقية واللغوية والدينية ما لديها تجاوزت كل هذا في سبيل حماية السيادة وخدمة الاقتصاد، ونحن لدينا كل مقومات الوحدة في اللغة والدين والمصير وما زلنا ننتظر ما وعدت به الحكومات الخليجية شعبنا (ولا أقول شعوبنا) عام 1981 اننا سنتحد تدريجياً بما يحقق لنا المصالح الكبرى مع احتفاظ كل دولة بما تشاء من خصوصياتها كما يفعل الأوروبيون، وللأسف ما زلنا ننتظر.
في أوروبا الحكومات هي من بادر لاقناع الشعوب من أجل الوحدة، اما في الخليج فالشعب الخليجي هو من يستحث حكوماته نحو الوحدة وهو احرص عليها.
وقد خصصت في مقال سابق لي المملكة العربية السعودية بلعب الدور المهم في مجال التنسيق الأمني والدفاعي، فالسعوديون يشكلون أكثر من %80 من مجموع المواطنين الخليجيين، ومن جهة المساحة الجغرافية، ومن جانب الاقتصاد والثروة النفطية، والمملكة لديها القيمة المعنوية الكبيرة للحرمين الشريفين وانها منبع العروبة والاسلام، ولديها الاتساع الجغرافي والاطلالة على البحر الأحمر كبديل ملاحي ومائي وقت الطوارئ.
ولا شيء جسد ضخامة المسؤولية الواقعة على السعودية تجاه شقيقاتها الخليجيات مثل محنة الغزو العراقي عام 1990، ولم يكن متخيلاً أن يجد 800 ألف جندي وأربعة آلاف طائرة مقاتلة ومروحية قاموا بعملية تحرير الكويت بديلا عن السعودية ومطاراتها وبنيتها التحتية الضخمة منطلقاً للتحرير، يضاف الى ذلك طبعاً ما قدمته البحرين وقطر والامارات وسلطنة عمان، وان كان ذلك لا يقارن حجماً وأهمية بالدور السعودي.
لذا لا أظن أن كويتياً حريصاً على سيادة وطنه يمكن ان يكون أقل حماسة من أي خليجي آخر على الوحدة الخليجية التي تصون السيادات وتردع العدو، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم «انما يأكل الذئب من الغنم القاصية»، وبعض الذين ينعقون بتجريم الوحدة الخليجية يريدون للكويت أن تكون شاة قاصية جاهزة للذئب.. ولأعوانه.
د. وليد الطبطبائي
تعليقات