عبد العزيز الهندال يوجه رسالة إلى السفير العراقي يُذكره بثقل المهمة بسبب ماضي السفارة وسمتعها التى كانت فى الحضيض

زاوية الكتاب

كتب 1047 مشاهدات 0



 


 إلى سعادة السفير العراقي .. مع التحية
 


عبد العزيز عبد الكريم الهندال  


لقد أدخل الغزو العراقي البعثي للكويت العلاقات التي تربط بين البلدين في نطاق جديد وحساس جدا، فالعلاقات أساسا ومنذ استقلال الكويت في يونيو 1961 لم تعرف الهدوء فالأنظمة التي تولت حكم العراق من ذلك الوقت حتى 2/8/1990 كانت لا تتأخر في الكشف عن أطماعها بالكويت رافعة راية الأصل والفرع حتى كاد أن يكون ذلك الادعاء ثقافة مجتمعية لدى الشعب العراقي وهذا ما لمسه كل من كان يزور العراق سواء لزيارة العتبات المقدسة أو لغير ذلك من أسباب، وحتى وقوف الحكومة الكويتية حينذاك مع نظام اللعين صدام وزبانيته في حربهم الظالمة التي خاضوها ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية وتسخيرهم كافة طاقات وقدرات المؤسسات والهيئات الكويتية لمدة ثمان سنوات هي عمر تلك الحرب التي فتحت أبواب الجحيم والدمار على الشعبين العراقي والإيراني وشعوب المنطقة فقد نالنا منه ما نالنا من نصيب فكل ذلك لم يشفع للحكومة الكويتية ولا للشعب الكويتي فحدث ما كان متوقعا (على الأقل من جزء من الشعب الكويتي) ودقت ساعة الشؤم فجر يوم الخميس الأسود ولا أخفيك يا سعادة السفير إذا قلت لك بأن الجيش العراقي بكامل تشكيلاته وأعراقه وطوائفه قد شارك في تلك الجريمة فلا تستغرب إذا ما رأيت أن غالبية الكويتيين قد لا يرتاحون للتعامل معكم فالعلاقة مع العراق لم تكن بفضل السياسات العراقية المتتابعة من النوع المريح والمرحب به، وبعد تحرير بلدنا بفضل من الله تعالى الذي سخر لنا قوى العالم فقد شجع النظام المقبور سياسة الحقد والكره ضدنا بادعائه بأننا سبب كل الكوارث التي حلت بالعراق نتيجة الحصار والعقوبات الدولية المفروضة عليه، وحتى بعد تحرير العراق بمساهمة كويتية فاعلة وأساسية فان تخليص العراق من كابوس الديكتاتورية وكسر حاجز الخوف لديه ومنحه حرية اتخاذ قراره بنفسه لم يشفع للكويت ولم يقرب بين الشعبين، فبالإضافة إلى مأساة الأسرى والمفقودين والشهداء وكل من ناله آذى مباشر وغير ذلك من أمور تتعلق بالتعويضات وما نهب من وثائق وممتلكات كويتية رسمية وأهلية لم تسترد حتى ساعته فان الأوضاع السياسية والأمنية في العراق لا تدعو للتفاؤل أو الارتياح فكم من تصريح وتصريح صدر عن مسؤولين وبرلمانيين وإعلاميين عراقيين يدل على أن ثقافة الأصل والفرع لا تزال موجودة في نفوس وعقول البعض صحيح أنها تبدو ظاهريا قد سقطت رسميا من أجندات وخطابات الحكومات العراقية التي جاءت بعد التحرير لكن تجربتنا مع العراق تلزمنا بأخذ الحيطة والحذر في التعاطي مع العراق والشعب العراقي، كما لا يفوتكم ياسعادة السفير ما تمثله السفارة العراقية في الكويت فقد لعبت خلال سنوات الحرب مع إيران دور مركز القيادة والتجسس المتقدم في المنطقة لذلك فسمعتها بالحضيض وشعبيتها في الكويت دون الصفر بكثير، وهناك جانب ثان يتمثل بتنامي الطائفية في المنطقة وعلو صوتهم هنا في الكويت لذلك فان مهمتكم يا سيد محمد حسين بحر العلوم ستكون من أصعب وأعقد المهمات التي يضطلع بها أي سفير، فبناء علاقة جديدة قائمة على الاحترام في وسط خال من الثقة ومحمل بتاريخ قريب من الدم والنار لا يمكن لها أن تكون مهمة سهلة لكن ما يدعو للتفاؤل ياسعادة السفير بأنكم قادرون على القيام بهذه المهمة هو أنكم تحملون ارثا عائليا مميزا وضخما تربطه بشيوخ وحكومة وشعب الكويت علاقة مميزة.
وحسبنا الله ونعم الوكيل
 

 

الدار

تعليقات

اكتب تعليقك