مقالات محمد الجاسم أصبحت حديث الدواوين والمنتديات ما جعل السلطة حائرة ومرتبكة برأي عبدالله العويصي

اتجاهات 
الجاسـم وابتداء مرحلة جديدة 
 
كتب د. عبدالله العويصي
 
اعتقد جازماً بأن المقصود في تحويل الجاسم إلى أمن الدولة هو رسالة إلى من يهمه الأمر وغالبية الشعب.

إذاً هي ابتداء مرحلة جديدة ... وهذا بدا جلياً من خلال المرور بالكثير من افتعال الأزمات نذكر منها الأزمة بين الشيعة والسنة، ثم البدو والحضر، ثم المزدوجين، ثم الدعوة إلى تعديل الدستور، ثم الزج بأشخاص غير أسوياء وتاريخهم سيئ وذلك لازدراء فئة معنية من الشعب، ثم الإيعاز إلى واحد من الأصوات النشاز والذين لا يمثلون إلا أنفسهم وظالمين أنفسهم إلى التمجيد بالساقط، ثم السيطرة على الأغلبية من نواب الأمة وإقرار قوانين بطريقة انتقائية وكأنه تحد للجميع، ثم دعم قنوات الفتنة وتمزيق المجتمع، إضافة إلى السيطرة على الصحف، ثم استخدام بعض الأقلام البذيئة والمأجورة وتوجيهها، ثم التأثير على جمعيات النفع العام.... الخ.

ثم وصل الأمر إلى انتقاء أصحاب الأقلام الحرة والجريئة والتي رفعت سقف النقد وسميت الأمور بمسمياتها والذي نختلف معه في بعض ما يكتب، وتحويله إلى جهاز أمن الدولة كي يصبح عبرة للآخرين وهو يعتبر بنظري ونظر شريحة كبيرة من المواطنين سجين رأي.

لقد أصبحت مقالات محمد الجاسم حديث الدواوين والمنتديات ما جعل السلطة حائرة ومرتبكة مع هذا النمط في التعامل الجديد من حرية التعبير لا تملك القدرة على السيطرة عليها أو الحد منها ووضح هذا الارتباك في المحاولات لحجب موقع (الميزان الموقع الخاص بالجاسم) لكن بهذا التصرف السياسي زادت شهرة الجاسم وظهور ظاهرة جديدة اسمها (محمد عبد القادر الجاسم) وكما أسلفت قد اختلف مع أسلوبه في الكتابة حول المشهد السياسي وخصوصاً انتقاده لرئيس الوزراء إلا إني أدافع عن حقه في طرح أفكاره ومرئياته بكل حرية لأن هذه الديمقراطية وفي المقابل من حق رئيس الوزراء اللجوء إلى المحاكم للرد على هذه الأفكار لكن استنكر حجز الجاسم مع أن المألوف في قضايا الرأي أن يخلى سبيل المتهم إما بلا ضمان أو بضمان شخصه ومحل سكنه فهذه الخطوة خارجة عن المألوف لن يتم فهمها إلا بصورة سلبية من قبل الشعب المؤمن بالديمقراطية التي اعتاد عليها.

نعـم للحريـة .. نعـم للتعبيـر عـن الآراء ... نعـم للدستـور.... لا للتعسـف مـع سجيـن الـرأي.

طبعـاً ابتداء مرحلة جديدة كمـا يظنـون... ولكن شخصيا لا اعتقد ذلك فالذي يعرف أهل الكويت والكويتيين يعرف انه شعب أبي صاحب مبادئ ومواقف والتاريخ يشهد له، ومؤكـدا على ذلك من خـلال الجاسم وأمثاله الوطنيـين كثيرين.. ونـواب مجلس الأمة العقلاء، ومرت علينا مجالس بهـا رجـال حقيقيون لديهـم حس وطني ومجالس بها مرتزقـة وامبطاحيـون.

فالمراحـل كثيـرة ومتعددة ولكن أين الكويت من هذا كلـه ... ودائما نقـول الكويت للجميـع وبالجميـع ... والكويت تستحـق الأفضـل.

 أكاديمي _ وناشط سياسي