سعود السبيعي يثني على التجمّع الكويتي المستقل

«البدريون» تجمّع كويتي مستقلا لاثنين, 31 مايو 2010
سعود السبيعي

التجمّع الكويتي المستقل تجمّع سياسي بنكهة الليمون المنعنع ورائحة البنفسج مهدئ للأعصاب ومحفز للتفاؤل.. تشرفت بلقاء وفد من التجمّع ضم في عضويته أمينه العام د.بدر المال الله عضو المجلس الأعلى للتخطيط والنائب السابق دعيج الجري والاستاذ رازي المضف في مكتبي بجريدة «الرؤية»، ودارت بيننا أحاديث أشبه بالتنويم المغناطيسي كان عرابها بدر المال الله الذي استطاع بسلاسة أسلوبه وبوعيه الثقافي وخبرته التراكمية الأكاديمية والحياتية أن يرد على جميع أسئلتي التي اتسمت حينها بشيء من القسوة وسوء الظن تجاه موضة وظاهرة التجمعات السياسية وما يحصل من كانتونات سياسية في الدكاكين المتنقلة على الطرق السريعة، يغلب عليها الجهل السياسي وعقدة «الأنا» بدافع شهوة الظهور ومؤازرة هذا ضد ذاك، ويكون عمل تلك الدكاكين الرئيس هو استضافة الآخرين وتبني أفكارهم دون وجود أهداف خاصة بهم تعزز من قيمتنا السياسية والثقافية في البناء المعنوي والمعرفي للشعب.

حاججني وحاججته وقارعني بالحجة تلو الحجة حتى خارت قواي وسلّمت له أمري، وكشفت له سري، وآمنت به أمينا عاما وبشريعته وأسفاره كتابا للتجمع الكويتي المستقل، يؤمن بالديموقراطية كإيمانه بالسلام ويعتقد أن للحب وجوها أخرى من أهمها العمل السياسي الموجه لخدمة الوطن، فلا سياسة ناجحة دون حب للخير والسلام وحسن النوايا، يُذهب الرجس ويطهر العمل السياسي من خطايا منظريه وجشع حاملي رايته.

التجمع يشبه أصحابه، فهو مقطوعة موسيقية يعزفها «البدريون» على شغاف القلب وتتوق لها المشاعر وترق لها الأفئدة، الصدق منهجه وهو أقصر الطرق للإقناع وأسهل الوسائل لاحتواء الآخر، وهذا ما لمسته من خلال حواري مع البدريين، فقد كانوا أمامي في منتهى الشفافية على الرغم من أسئلتي الشقية.

التجمّع الكويتي المستقل كالديانة اليهودية غير دعوي لا يستقطب سوى من لديه جينات وطنية نقية لم يمسسها الشيطان، خالية من الطموح الشخصي تدرك أن العمل في الشأن العام يوجب على صاحبه إنكار الذات والإيثار لمصلحة الأمة والوطن، والعلاج الذي يقدمه التجمع يكمن في العمل الجماعي المؤسسي المنظم الهادف الذي يشخّص المشكلة ويقترح الحلول، بعيدا عن الضجيج والاستعانة بهتافات «عيال الفريج» واطلاق الألعاب النارية للفت النظر نحو الاشخاص، لا إلى الناتج العملي والمقترحات الصائبة التي توجه صاحب القرار إلى اتخاذ القرار الصائب وفق دراسات ميدانية تكشف للمختصين حقيقة المشكلة.

ابحث عن مبادئك تجد نفسك، وكل تجمع يعكس مبادئ أعضائه، فإن صلحت مبادئهم صلحت سرائرهم، وإن كانت أعمالهم تنطوي على الخير حتى وإن أخطأت اجتهاداتهم، فالأصل في العمل النية، ومسيرة العمل السياسي في الكويت زاخرة بالكثير من التجمعات السياسية منذ الستينيات، حيث تهاوت أغلبها واحدة تلو الأخرى واضمحلت وتوارت كفقاقيع الصابون وأصبحت نسيا منسيا، نتيجة الغلو والشخصانية والانحراف بالعمل السياسي نحو أسلوب العصابات التي تنتهج أسلوب المؤامرة والتقية السياسية، واختزال الوطنية في شخوصهم وتعظيم الأفراد إلى درجة التقديس.

انتهى حواري مع وفد التجمّع الكويتي المستقل وانصرف أعضاؤه وبقيت أحاديثهم وأمانيهم تدور في ذهني، كأنها أحاديث وحكم فلاسفة الأغريق، ولاحقتهم امنياتي ودعواتي لهم بالنجاح والتوفيق.