بعد أن أفرزت نوّابا مثل «سعدون، ودليهي، والعدوة، ومزيد، والخنفور، والنملان» .. طارق المطيري يسأل أبناء القبائل بماذا نفعتكم الفرعيات

زاوية الكتاب

كتب 3150 مشاهدات 0


 



أما بعد 
هل نفعتكم الفرعيات ؟ 
 
كتب طارق نافع المطيري
كثيرا ما كان يحتج أبناء عمي من قبيلتي ومن القبائل الأخرى بجدوى الفرعيات أو التشاوريات حسب مسماها الالتفافي على القانون بأن «التشاوريات» من شأنها أن تمحّص وتنخل أبناء القبيلة حتى يتم اختيار أفضلها، وهذا مبرر من جملة مبررات يسوقها للأسف الأعزاء من أبناء القبائل.
بطبيعة الحال كل المبررات تسقط أمام مبدأ القانون، فالقانون هو المسطرة التي نقيس عليها صحة أو خطأ الممارسة السياسية، والاختلاف حول أحقية القانون وصوابه لا يعني الافتئات عليه وتجاوزه للمخالف له، مع ذلك يبقى الحوار لتبدل القناعات وتنوعها حتى يتشكل الرأي العام في صالح القانون أو في صالح تغييره.
واليوم بعد أن أفرزت التشاوريات نوّابا مثل «سعدون حمّاد، ودليهي، والعدوة، وحسين مزيد، والخنفور، والنملان» وغيرهم، أتوجه بالسؤال لأبناء القبائل فأقول : بماذا نفعتكم الفرعيات عفوا «التشاوريات»؟!
أظن أن واقع الحال يغني عن المقال والجواب، فليس أكثر صراحة من مواقف هؤلاء النوّاب إفراز «التشاوريات» حتى يكون جوابا للسؤال، إن وجود نوّاب خيرين أكفاء خرجوا من التشاوريات لا يعني أن هذه الآلية ضامنة لتكرار وجود هذه النوعية من النوّاب بدليل وجود نوعيات أخرى خرجت من نفس الآلية، وعليه يكون الاحتجاج بأن التشاوريات تخرج أفضل رجالات القبيلة للبرلمان احتجاج في غير محله أبدا.
إن التشاوريات كما تسمونها لم توفر لكم الكهرباء والماء يا أبناء القبائل، ولم تصلح مستشفيات العدان والجهراء والفروانية ، ولم تحفظ أبناءكم من تلوث أم الهيمان، ولم توفر لأبنائكم الوظائف وفرص العمل ولا التعليم الجيد، ولم تحفظ كراماتكم حين دهمت بيوتكم القوات الخاصة بكلابها البوليسية، هذه حقيقة تعيشونها يوميا لم تغيرها عشرات السنين من التشاوريات، فلماذا تصرون على تكرار نفس الخطأ ولا تبحثون عن الطريق الصائب ؟!
هل تظنون أن ضرب القبائل بقنابل الغاز والرصاص المطاط وجلب المدرعات والقوات الخاصة والطائرات المروحية هو قرار ارتجالي وليد اللحظة ؟ أم تعتقدون أن غض النظر عن التشاوريات أحيانا أخرى من باب الصدفة المحضة ؟ إن استمرار تشاورياتكم يتم برعاية حكومية وتدبير مخطط له، وكما يقول علم الجريمة دائما ابحث عن المستفيد.
يا أبناء القبائل إن أكثر من يستفيد من استمرار ما تسمونها تشاوريات هي الحكومة وطغمة الفساد، ولا أدل على ذلك من تصويت مخرجات التشاوريات الضامنة لبقاء الحكومة وقراراتها المتخبطة، وبالتالي علينا النظر بأفق أوسع وأشمل وأبعد من إطار العائلة والفخذ والقبيلة، علينا النظر للوطن بأكمله ومجتمع يحتاج إلى التغيير في ثقافته وفكره، ولكن منكم البداية إن تقاعس عنها الآخرون فهذا ميدان التسابق والتنافس.
لا تأخذوا كلامي كحقائق ومسلمات، بل اضربوا به عرض الحائط إن شئتم، لكن رجائي لكم يا أهلي اقرؤوا كلامي واعتبروه ادعاء ولكن فكروا فيه فلعلكم تجدون فيه ما تبنون عليه فكرة أقوى وأعظم لصالحكم وصالح مجتمعكم ووطنكم.
الحرية مبدأ:
> والحرية للجاسم سلوك يصدّق ذلك المبدأ.

 


 

عالم اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك