بسام الفهد يواصل الحديث عن سيرة الإمام محمد بن عبدالوهاب، متوعدا المفترين بالكشف عما سيغضبهم
زاوية الكتابكتب يوليو 10, 2010, 9:52 ص 1256 مشاهدات 0
رسائل إصلاحية
الإمام محمد بن عبدالوهاب «المفترى عليه»
كتب بسام الفهد
- لما تزود الامام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله من علماء الحرمين الشريفين رجع الى نجد ثم رحل الى البصرة كما ذكرنا سابقا، فبقي فيها للاستزادة من العلم، وقرأ على علمائها رحمهم الله، ولازم الشيخ محمد المجموعي في مدرسة البصرة و«المجموعي» نسبة الى قرية قرب البصرة تسمى «المجموعة»، ونسب هذه الاسرة المباركة – أعني الشيخ محمد المجموعي التي منها كبار من العلماء – ينتهي الى الصحابي الجليل «طلحة بن عبيد الله» احد العشرة المبشرين بالجنة، والذي قتل قرب البصرة في معركة الجمل رضي الله عنه.
- ثم ان الامام رحمه الله في مدة اقامته في البصرة اخذ ينكر على العلماء والعامة الاعمال البدعية والشركية وينهاهم عنها ويجادلهم فيها – وقيل انه صنف كتاب التوحيد فيها لنفع هؤلاء، وقيل: ألفه في حريملاء بعد رجوعه من البصرة – وذكرنا ان شيخه المجموعي رحمه الله استحسن ما قام به الامام من الانكار والامر بالمعروف ودخلت العقيدة الصحيحة في قلبه حتى ذكر الشيخ عثمان بن منصور – كما جاء في تاريخ عبدالله البسام – انه ذهب الى البصرة والزبير وان اولاد هذا العالم المجموعي احسن ابناء بلادهم عقيدة وصلاحا.
- وذكرنا ان عامة الناس لم يقبلوا من الامام ما قام به من الانكار والاصلاح واذوه واخرجوه وقت الهاجرة من البصرة فتوجه للزبير ماشيا وادركه العطش الشديد واشرف على الهلاك فانقذه «ابوحميدان» فسقاه وحمله حتى وصل «الزبير» وذكرنا انه اراد مواصلة طلب العلم والسفر الى الشام ولكن ضاعت نفقته فانثنى عزمه عن السفر اليها.. فقصد الاحساء ونزل على شيخها وعالمها عبدالله بن محمد الاحسائي الشافعي – وقد اثنى عليه الامام في رسائله – واجتمع بعلماء الاحساء ومنهم الشيخ عبدالله بن فيروز أبومحمد الكفيف وهو ابن عمة الامام ووجد عنده كتب شيخ الاسلام ابن تيمية – المفترى عليه ايضا وسنفرد له مقالات خاصة ر حمه الله – وكتب تلميذه الامام ابن قيم الجوزية فاستفاد منها استفادة عظيمة وفرح بها رحمه الله.. وذكرنا انه في مدة هذه الرحلة صار خلاف بين والد الامام وبين رئيس «العيينة» محمد بن حمد بن عبدالله بن معمر «خرفاش» فعزل الشيخ عبدالوهاب من قضاء العيينة فارتحل الشيخ عبدالوهاب بأهله إلى بلدة «حريملاء» وسكنها وولي القضاء فيها.. ولما عاد الامام محمد بن عبدالوهاب من رحلته العلمية الى نجد قصد حريملاء لعلمه ان والده فيها..
- عاد الإمام من هذه الرحلة وقد علم من احوال الناس ومعتقداتهم.. وجالس العلماء في الامصار المختلفة وعرف ما عندهم من ضروب الاستقامة والانحراف فزادته هذه الرحلة بصيرة وخبرة وعلما وادراكا للأمور..
- قصدت من تكرار سيرة الامام المجدد «المفترى عليه» ان ابين مدى شرفه الذي بلغ الثريا في الال والنسب فهو من اشرف القبائل العربية الاصيلة وهو من اعرقها من «الوهبة» ومن اذكاها من «آل مشرف».. وهو من بيت علم من اجداده واعمامه واخواله.. واردت ان ابين واسلط الضوء على رحلته العلمية التي بها يرتقي العلماء عن غيرهم وبها يكتسبون الخبرات ومعرفة حياة الناس واعرافهم وتقاليدهم في الامصار المختلفة فيراعون ذلك في اجاباتهم وفتاواهم وتقديرهم لاحوال الناس.. اما من ليس له رحلة علمية ولا خبرة عملية وليس عنده سوى العلم المجرد فتجده سريع الفتوى طائشها.. لا يسأل السائل: من اي بلد.. ولا يحيله الى علماء ذلك البلد.. فصار المفتي كمفسر الاحلام اليوم، ان سأله سائل: رأيت كذا.. اجاب: ستجد عملا.. وان سألته سائلة: رايت كذا وكذا.. قال: ستتزوجين.. دون ان يعلم احوال الرائي من صلاح او فساد وهو ما يبنى عليه تفسير الرؤيا.. وكذلك المفتي.. وقد بينت تفاصيل ذلك في كتابي «تذكير المستفتين والعلماء بآداب الفتوى والاستفتاء» ذكرت فيها ما يجب على السائل من الآداب.. وما على العالم المفتي من عدم التسرع وشرحت صفاته وآدابه..
وسنكمل عن حياة هذا الامام العظيم رحمه الله وسنكشف للمفترين اشياء ستغضبهم حتما!!.
بسام الفهد
تعليقات