سعود العصفور يأسف لتوظيف أحمد الفهد لقدراته التي تفوق بها على العديد من أبناء الأسرة في الاتجاه الخطأ

زاوية الكتاب

كتب 764 مشاهدات 0




من أهم وأشهر قوانين علم الفيزياء القانون الثالث للعالم الإنكليزي نيوتن والذي يقول ان لكل فعل رد فعل مساوٍ له بالمقدار ومعاكس له بالاتجاه، ويبدو أن السياسة في هذا البلد لا تختلف كثيراً عن الفيزياء فلكل تحرك سياسي في الاتجاه الصحيح، لا بد أن تجد من يعمل على مساواته في الاتجاه المعاكس بالقوة نفسها أو ربما بقوة أكبر حتى لا تثمر جهود المخلصين ولا تفلح أعمالهم. هناك العديدون ممن أنظر إلى ما يمتلكونه من «مواهب» و«قدرات شخصية» تجعلك تعتقد أن مثل هذه المواهب والقدرات لو وظفت في الاتجاه الصحيح وفي اتجاه الإصلاح لكانت أكثر وقعاً وتأثيراً وديمومة من إهدارها في الاتجاه المعادي أو المعاكس للتيارات الإصلاحية.
أحد أبرز هذه الأمثلة التي تخطر على البال عند الحديث عن هذه النوعية من القوى المهدرة هو الشيخ أحمد الفهد، والذي لا أعتقد أن هناك من يجادل في مدى تمتعه بقدرات على المستويين الشخصي والاجتماعي، وهي قدرات تكاد تكون مفقودة في العديدين من أقرانه سواء من أبناء الأسرة الحاكمة أو من المسؤولين الحكوميين، ولكنها قدرات مجيرة في الاتجاه الخطأ للأسف، هدم بها الشيخ أحمد الفهد غالبية رصيده الشعبي الذي تحصل عليه من تواجده في ميادين الرياضة، حتى أصبح خروجه كوزير «تأزيم» مطلباً ملحاً لكل قوى الإصلاح في مجلس عام 2006.
الحصول على القبول الشعبي أمر صعب لا يستطيعه إلا من كان يمتلك ما يبرر هذا القبول لدى الشعب، ولكن الاحتفاظ بهذا القبول مدة طويلة أمر أكثر صعوبة، خصوصاً إذا ما دخل الشخص المعترك السياسي ومر بتجارب سياسية حرجة ومكلفة ولم يكن النجاح حليفه فيها، والأمر الأكثر صعوبة من هذا وذاك هو الاحتفاظ بالذكرى الجميلة والتاريخية في قلب الشعب، وهذا أمر لا يكفي فيه أن يكون الشخص متمتعاً بقدرات شخصية فذة لتحقيقه، فما لم تكن تلك القدرات مدعومة ومترجمة على أرض الواقع بمواقف سياسية تاريخية وخالدة، فسيكون مصيرها النسيان والنسيان السريع أيضاً. لذلك كان الشيخ عبدالله السالم (رحمه الله)، على سبيل المثال، خالداً في قلوب أهل الكويت لقربه الشديد من أبناء الوطن حتى لقب بـ«أبو الكويت» في تعبير دائم وخالد يدل على أن المواقف الخالدة هي من يخلد الإنسان في قلب الشعب متى ما كانت هذه المواقف في الاتجاه الصحيح، ولا أصح من اتجاه الإصلاح والديموقراطية. فمواقفه قبل أن يتولى الحكم، وخصوصاً موقفه من مطالب «الكتلة الوطنية» الداعية إلى الإصلاح الوطني آنذاك، ومواقفه بعد توليه زمام الأمور وحكم البلاد من المشاركة الشعبية والدستور كانتا كفيلتين بجعله رمزاً خالداً في مسيرة الكويت.
إن إهدار مثل هذه القوى الشابة والقادرة على التأثير الإيجابي في محيطها، وفي تاريخ بلادها ليس بأقل كارثية من إهدار ثروات البلد المادية، بل قد تفوقها سوءاً، فالشيخ أحمد الفهد رجل يمتلك حضوراً وقدرة على اتخاذ القرار يفتقدها الكثيرون من أبناء الأسرة ومن غيرهم ممن أنيطت بهم أمور السلطة التنفيذية، وعدم تجيير هذا الحضور وهذه القدرة في اتجاه الإصلاح هو أمر مؤسف

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك