البغدادي ينعي أمة ' إقرأ ' بخبر بيع 11 مليون نسخة من رواية هاري بوتر في الطبعة الانجليزية فقط

زاوية الكتاب

كتب 632 مشاهدات 0


يقول الشاعر المرحوم عمر أبو ريشة في وصف العرب :
»أمتي هل لك بين الأمم منبر للسيف أو للقلم« ?
والحمد لله الذي كفاه شر رؤية ما آل إليه حال أمته العربية, حيث لا يستخدم السيف ( كناية عن القوة) إلا في المظاهرات ضد المغلوبين على أمرهم من المواطنين المطالبين إما بالحرية أو الخبز! وحيث يكرس المواطن فيها بضع دقائق كل يوم للقراءة, ثم يتبجح بها بأنه ينتمي إلى أمّة ' إقرأ!! وليتها اكتفت بذلك , بل زادت على هذه المسوءة , مسوءة أكبر وأدهى, ألا وهي محاربة من يقرأ ويستخدم عقله . وهي بذلك تكون الأمة الوحيدة بين الأمم المعاصرة التي لا سيف لديها ولا قلم , ولله الحمد في الأولى والآخرة. وإذا كان لدى أمة العرب عذر , ولو واه, في مسألة القوة , لأن الكيان الصهيوني لا يقف وحده في القتال , بل تقف معه الولايات المتحدة الأميركية بقوتها الجبارة, كما يزعم العرب حين يكدسون الأسلحة ويصرفون عليها المليارات ما بين شراء وصيانة وإهمال, ثم بعد ذلك يقولون عنها, أسلحة دفاعية! ولكن حين تشتريها إسرائيل تصبح لدى الإسرائيليين, بقدرة قادر أسلحة هجومية...يا سبحان الله !! والمصيبة أن إسرائيل تسمي جيشها المقاتل ب' جيش الدفاع الإسرائيلي'! وعلى رأي أحد كبار السن, لو كان يُسمى جيش هجوم , كيف سيكون حال العرب ? وبهذا نجد للعرب العذر في الجانب العسكري برغم كونه عذراً مهيناً ومذلاً. لكن ما هو العذر في حالة ' القلم'??
وقد ورد في الأخبار أن الكاتبة البريطانية جوان رولينغ , مؤلفة سلسلة روايات هاري بوتر التي تحولت إلى سلسلة من الأفلام الطويلة التي أسرت ملايين المشاهدين من صغار وكبار , قد بلغت ثروتها المليار دولار!! وليس هذا المهم , فالغرب هم أهل المليارات التي يحصلون عليها بتعبهم وكدهم , وليس من خلال الصفقات المشبوهة والبترودولار. العجيب أن مبيعات الجزء الأخير من هذه الرواية الخيالية بلغت أكثر من أحد عشر مليون نسخة بلغته الأصلية , الإنكليزية. والسوق الأميركية وحدها أكثر من ثمانية ملايين نسخة, وبيعت أربعمائة ألف نسخة في السوق الألمانية, وهي سوق صعبة وشاقة للكتب غير الألمانية . وأما استراليا وكندا فبيع في كل منهما نصف مليون نسخة !! ( علامة التعجب تم إيرادها لأنني عربي). يضاف إلى هذه الملايين ما تم ترجمته إلى جميع اللغات عدا اللغة العربية, ولله الحمد وإلا كان الناشر العربي سيلطم الخدود ويشق الجيوب على الخسائر التي ستلحق به من عدم البيع. وإذا كانت السوق الأميركية قد التهمت ثمانية ملايين نسخة معظمها في نيويورك, فلنتخيل ونضحك على الذين يوهمون أنفسهم بالأوهام والأماني الكاذبة بمحاربة أميركا.
أمّة بلا سيف أو قلم , ماذا يرتجى من ورائها? والقلم أشدّ مضاء من السيف , وقوة الكلمة لا توازيها قوة. والعرب أعداء للكلمة والقلم , كما هو حال غوبلز وزير الدعاية زمن هتلر. فهل من ظلم قد وقع عليهم فيما لو أهملهم التاريخ المعاصر , وفشلوا في نيل الاحترام في بقية المجتمعات?


كنا نود لو قدمنا التهنئة للمسلمين بمناسبة عيد الفطر, لكن قاتل الله الجماعات الدينية التي أهلكت رحيق الحياة , دع عنك فرحة الأعياد.

السياسة

تعليقات

اكتب تعليقك