الاستجوابين النيابيين يكشفان القناع عن وجود فئة تريد إعاقة الديمقراطية الحقة والإطاحة بالحياة النيابية وتأزيم العلاقة بين السلطتين..فحوى افتتاحية النهار

زاوية الكتاب

كتب 498 مشاهدات 0


 

وأخيراً.. سقط القناع
النهار 

 
لم يعد البحث عمن يعرقل الحياة الديموقراطية ويريد العبث بالتجربة البرلمانية ضرورياً لتحديده أو لتسجيل مواقفه التي مضت. لقد جاءت حكاية تقديم الاستجوابين البرلمانيين في ساعة واحدة لتكشف القناع عمن نعني، أو عن بعضه على الأقل، ولتشهد لهذا البعض بأنه يخطط لإعاقة الديموقراطية الحقة، وأنه عامداً يسعى إلى الضرب الحياة النيابية وعامداً يريد لها نهاية غير التي نريدها ويريدها الشعب، وعامداً يلجأ إلى استفزاز الحكم وتحديه. لقد جاء تصرف النائبين المحترمين، ومن يمثلان، بمثابة الطعنة لكل الجهود التي بذلت لوضع العلاقة بين السلطتين فوق سكة التعاون ولنقل هذه العلاقة من التحسن إلى التوتر المتعمد.

ويبدو لنا واضحاً أن هذا المعسكر السياسي قد رسم خطته لايصال العلاقة مع السلطة الى نقطة التفجر التي يراد لها أن تطيح بالحياة النيابية وأن تجعل استمرارها مجرد قرار بشل الاقتصاد واغراق حلم التنمية في بحيرة من نار المنافع الفئوية الخاصة بأصحابها، والبعيدة عن الخير العام والمصلحة العليا للبلاد، لقد أغلقوا بالسلوك هذا بوابة الانفراج التي فتحها سمو رئيس الوزراء، ناهيك بما يعنيه تقديم الاستجوابين المتزامنين من إنهاء لأية محاولة لوضع تصور عام للعمل البرلماني، يضبط ايقاع كتلة السياسة ويوحد مساراتها في مسعى لبناء شكل جديد لهذا العمل مبني على الحد الأدنى من التفاهمات التي تحقق صيغة واضحة لدور المعارضة البناء في الحياة النيابية بمفهومها الديموقراطي السليم.

بل إننا نتلمس من هذه الممارسة المتسمة بالعجرفة الفردية، اننا أمام محاولة لاختبار القوة السياسية واستكشاف السبل لإظهار جدية الخصومة وانتقالها من مرحلة التجاذب إلى مرحلة الصدام. ونخشى أن نتجنى لو قلنا إن هذه الخطوة تمثل طرحاً واضحاً بهدف فرز المواقف الشعبية بحيث يتحول الموقف من تحرك هذه الكتلة السياسية امتحاناً لموقف عام من نهجها المتناقض أصلاً مع موقف السلطة تجاه أمور أساسية عدة، ليس بقاء هذا الوزير أو ذاك سوى مظهر مبسط لما يعنيه. إننا نخشى أن يكون ما جرى فعل استباق لصدام أبعد مغزى وأعمق مدلولاً مما يعنيه الاستجوابان، وعندها فإن على جميع القوى السياسية والمؤسسات المدنية ومختلف العناصر المكونة للمجتمع أن تعلن وبوضوح مطلق ومباشر مواقفها النهائية من المعلن ومن المخفي، وهو الأعظم.


 
  
 
 

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك