الناس ملت من مسلسل الاستجوابات الاستعراضية وعملية الاصلاح وبناء الوطن وخدمة المواطنين لا تأتي بالاستجوابات فقط..هكذا يعتقد صادق بدر
زاوية الكتابكتب أكتوبر 26, 2007, 10:06 ص 512 مشاهدات 0
مسلسل الاستجوابات!
كم أنت مسكينة يا الكويت. ولله درك كم تتحملين من ماسي ومشاكل سببها بعض النواب الذين أوصلتهم أصواتنا إلى قبة البرلمان. فقد ترك أعضاء مجلس الأمة كل مشاكل وهموم المواطنين وضربوا بعرض الحائط كل حاجات وبلاوي وضروريات ناخبيهم وأسرهم في الحياة. وتفرغوا كليا للاستجوابات التي أصبحت في السنوات الأخيرة من عمر المجلس الشغل الشاغل لهم وأصبحت بمثابة المهرجانات التي عطلت عجلة التطور والعمل في البلد. فزادت الازمات والمشاكل لدرجة انها ولدت انعدام الثقة بين الناخب والنائب. وللحقيقة فليعلم بعض نوابنا انه ليس كل المواطنين يؤيدون هذه الاستجوابات الاستعراضية والتي جاء بعضها من باب المصالح الشخصية لعدد من نوابنا الذين ذهبوا بعيدا عن أهداف ما جاءوا من أجله وهو خدمة الوطن واعلاء شأنه في جميع المجالات ثم خدمة المواطن دون تقديم المآرب والمصالح الفردية على حساب الكويت الغالية.
مع شديد الاسف فقد استغل بعض النواب »الحق الدستوري« الاستجواب استغلالا سيئا وفي غير محله. بل ان البعض منهم اساء للديموقراطية التي نحسد عليها من غيرنا فلا يعقل ان تقدم بعض الاستجوابات لبعض الوزراء قبل أن يبدأ الوزير عمله ويتعرف على المسؤولين والكوادر العاملة في وزارته بحجة التقصير. والوزير لم يخط خطوة واحدة أو يتخذ قرارا في الوزارة التي يتولاها! كذلك من غير المنطق والعقلانية ان يقوم نوابنا الافاضل بتقديم استجوابين دفعة واحدة وفي يوم واحد الى وزيري الاوقاف والمالية د. المعتوق والحميضي وسيلحقهما استجواب ثالث في الطريق كما يزعم بعض النواب لوزيرة التربية الاصلاحية نورية الصبيح وهي التي اتخذت خطوات جادة لاصلاح وتقويم العملية التربوية ولكن للاسف لا مكان للوزير المخلص والمصلح. فلا نجد أي مبرر اطلاقا لاستجواب الوزيرة الصبيح سوى انها امرأة نذرت نفسها لخدمة بلدها ومواطنيها وهناك من يحارب وجود المرأة الهادفة للتطوير والتجديد ويقف ضدها كما حدث مع زميلتها وزيرة الصحة السابقة الدكتورة معصومة المبارك التي لم تمنح الفرصة لمواصلة الاصلاح في وزارتها واستقالت بكل شجاعة. وكثرة الاستجوابات اصبحت تهديدا وقلقا وخلقت مشاكل سياسية لكل وزير يريد الاصلاح مما جعل الكثير من ابناء ورجالات هذا الوطن الغالي يعزفون وينفرون من هذا المنصب اذا عرض عليهم بعد ان اصبحت الاجواء غير صحية ومصدرا للقلق والملاحقة المستمرة للوزير اذا لم يستجب لمطالب بعض النواب. رغم وجود رجالات الكويت الحكماء والمخلصين القادرين على شغل هذه المراكز بكل جدارة من أجل خدمة الكويت وأهلها.
فيا أيها النواب الافاضل لقد مللنا وسئم الكثير من المواطنين من مسلسل الاستجوابات الاستعراضية التي لا نعلم متى نهايتها وثقوا تماما ان عملية الاصلاح وبناء الوطن وخدمة المواطنين لا تأتي بالاستجوابات فقط.. وفق الله الجميع لخدمة الكويت الغالية!
تعليقات