من يستجوب وزراء حكومة ناصر المحمد هم الذين يقولون عنه إصلاحي-فحوى مقالة عبداللطيف الدعيج

زاوية الكتاب

كتب 533 مشاهدات 0



 سياسة تقليب الجمرة 

  بقلم: عبداللطيف الدعيج
الاستجوابات تحولت بالفعل الى ظاهرة مملة، ليس لتعسف النواب في استخدامها، كما اخذ البعض يطرح مؤخرا، ولكن وبشكل اساسي بسبب تهرب الحكومة وتذمرها منها. فعلا ما الذي يعنيه هذا التشكي وهذا التباكي والعويل الحكومي المتواصل، بل اساسا ماذا يعني ان تلجأ الحكومة في كل استجواب وفي كل تشكيلة الى تدوير الوزراء..؟ ألا يعني هذا ان اصحاب الاستجوابات محقون في استجواباتهم وان كل وزير حكومي عليه مقاضيب. اما فيه شخصيا او في سياساته او كحال الاغلبية بسبب ممارسات خاطئة - ولكن مستمرة - لمن سبقه.
ثم هل من المعقول ان ينهي التدوير الامر؟ اذا كان الوزير مرشحا للاستجواب بسبب سياساته في الوزارة 'الف' فإنه نقله الى 'باء' لن ينهي مشاكله. واذا كان بسبب سياسات من سبقه فإن الوزير الجديد سيعاني المشكلة نفسها بسبب استمرار السياسات الخطأ. التدوير، كما هو واضح، ليس حلا، لا دائما ولا حتى مؤقتا، كل ما يفعله هو تقليب جمرة الاستجواب من يد الى يد او من وزير الى آخر. عموما التقليب يذكي الجمرة في حين انها تخمد ان تركت وحالها.
مطلوب من الحكومة مواجهة الاستجوابات بشجاعة وبمسؤولية ايضا. فنحن وبصراحة امام 'لعب يهال' مع التدوير ولسنا امام سياسات رسمية وقيادية تشجع على الانصياع لها والذود عنها. قلناها اكثر من مرة، ان كل مشاكلنا نابعة من ان هناك تقديسا وحتى تلميعا للسياسات السابقة. وكل مسؤول مهما علا او صغر شأنه يواصل مسيرة من سبقه بغض النظر عن كونها سياسات خاطئة اصلا او انها استنفدت اغراضها ولم تعد تناسب الزمان الحاضر ولا المكان الحالي.
مطلوب - وللمرة العاشرة نرددها - بيان واضح يحدد موقف الحكومة ورئيسها مما سبق من سياسات ويضع بوضوح وتفاصيل خططا وسياسات جديدة او تفعيل الناجح والمقبول من سياسات سابقة، ومطلوب اقناع الناس والنواب بهذا البيان او البرنامج وإلزام اغلبيتهم بدعمه والتعهد برعايته.
كثيرون، يزعمون او مقتنعون بأن الشيخ ناصر رئيس وزراء اصلاحي.. اذا لماذا لا يستغل هذه القناعة ويضع مؤيديه والواثقين به امام مسؤولياتهم؟ فليس من المعقول ان يردد البعض ان رئيس مجلس الوزراء اصلاحي ويسعى بشكل يومي ومحموم الى استجواب وزرائه!.
 

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك