في دراسة اكاديمية كويتية

محليات وبرلمان

قلة الوعي الديني، وغياب دور الأسرة، أهم أسباب التطرف الفكري

3946 مشاهدات 0

د. لطيفة الكندري

أكدت دراسة اكاديمية كويتية ان التصدي للتطرف الفكري أمر لا بد منه لتحقيق اليقظة على ان يكون ذلك على المستوى الأسري والمدرسي والمجتمعي لمعرفة مواطن الخلل وتجنب الانحرافات الفكرية التي تهدد نسيج الأسرة وأمن الدولة واستقرار المجتمع الدولي.
وذكرت الدراسة التي أعدتها مديرة المركز الاقليمي للطفولة والأمومة بوزارة التربية الدكتورة لطيفة الكندري بالاشتراك مع رئيس قسم الأصول والادارة التربوية في كلية التربية الأساسية أ.الدكتور بدر ملك ان 'التطرف آفة على مر العصور وفي جميع الأمم تنكمش وتتمدد حسب المناخ المجتمعي المحيط بهذه الآفة والتي تسبب للمجتمع حالات التآكل والضعف والاضطراب'.
واتفقت عينة الدراسة التي جاءت بعنوان (دور المعلم في وقاية الناشئة من التطرف الفكري) والتي شملت مجموعتين الاولى 169 معلما ومعلمة من مختلف مراحل التعليم العام في دولة الكويت والثانية 28 عضوا من أعضاء هيئة التدريس من الجنسين بجميع الأقسام العلمية في كلية التربية الأساسية على أن 'الخلل في التفكير والتشدد في الأمور والغاء الآخر لب التطرف الفكري'.
واضافت العينة ان من الاسباب التي تدفع وتؤدي الى التطرف قلة الوعي الديني والفهم الخاطئ للدين وغياب دور الأسرة في غرس القيم الايجابية والصحبة السيئة الى جانب أسباب اخرى تتمثل في طرح بعض الأفكار الهدامة والمتطرفة عبر وسائل الاعلام المختلفة وغياب دور المدرسة.
وذكرت أن للتطرف الفكري آثارا عديدة من بينها التفكك الأسري وانعدام التواصل الاجتماعي وانتشار العنف داخل المجتمع وانطواء أصحاب هذه الأفكار وانعزالهم عن المجتمع وتمزيق وحدة المجتمع مع حدوث خلل في التركيبة الثقافية والاجتماعية وشيوع النزاعات بين الأفراد والطوائف في المجتمع.
وللوقاية من التطرف الفكري قالت الدراسة ان أول هذه الطرق هي الفهم الصحيح للاسلام والاهتمام بالتربية الأسرية وقيام وسائل الاعلام بتوعية المجتمع من خلال برامجها والتركيز على وسطية الاسلام.
وبينت أن للمعلمين أدوارا عديدة يمكنهم القيام بها للوقاية ولعلاج داء التطرف وذلك من خلال تربية الطلبة على الوسطية وكيفية التطبيق السليم لهذا الفهم والتعرف على ما يدور في أذهانهم من أفكار وتوعيتهم بمفهوم التطرف وآثاره وعرض نماذج منه مع توفير بيئة تتسم بالتسامح والمودة واحترام الرأي الآخر.
واوصت الدراسة بضرورة اهتمام المعلم بتنمية التفكير الإيجابي والوعي النقدي لدى الناشئة وأن يركز في أهدافه السلوكية على الحد من ظاهرة التطرف والعنف الفكري الى جانب مد جسور التواصل بين مؤسسات المجتمع المدني لعمل البرامج والأنشطة للحد من هذه الظاهرة.
كما اوصت بأهمية ابراز النموذج والقدوة الحسنة لدى الأبناء واتاحة الفرصة للناشئة للتعبير عن آرائهم بأسلوب سليم والابتعاد تماما عن تقليل شأن الطلبة وعدم تقليص مساحة التعبير عن وجهات نظرهم.
ودعت الى ادخال المفردات الخاصة بالتسامح واحترام الرأي الآخر والحوار الفعال في الأنشطة الدراسية مع اتاحة الفرص لتوظيف الشباب اذ ان البطالة المقنعة والفراغ من أسباب الانحراف والقلق الاجتماعي.
وقالت الدكتورة لطيفة الكندري لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان قضايا التطرف 'أصبحت حزمة واحدة من القضايا المجتمعية المشتعلة تشغل الناس وتبدأ قصتها من لحظة دخول مصيدة التطرف الفكري بعدها يتولد الغلو والعنف والارهاب حيث تصدرت هذه القضايا في المجتمع لاسيما بعد تورط شريحة الشباب بها'.
واضافت الكندري ان عينة الدراسة اتفقت على أن السبب الرئيسي للتطرف الفكري يتمثل في فهم روح وجوهر الاسلام ومقاصده فهما خاطئا وغياب الفهم الصحيح عن مسرح الحياة وهذه نتيجة صحيحة أشارت اليها معظم الدراسات العربية المتخصصة فمن الحقائق القطعية أن الاسلام دين السلام يحض على الاعتدال في كل حال.
وذكرت ان التربية السياسية للناشئة تمثل قضية مجتمعية ذات مكانة مهمة في عملية التنشئة الاجتماعية لاعداد الفرد الايجابي والمجتمع الانتاجي القادر على الوصول الى أهدافه والمشاركة في خوض غمار الحياة باقتدار.
واشارت الى ان 'الفكر الاسلامي يمر بمرحلة حرجة تستدعي معالجة منهجية لآفة التطرف الفكري لاسيما في الخطاب الموجه الى شريحة الناشئة فهم الأمل والمستقبل الزاهر لخير الانسانية'.
ولفتت الى ان الارهاب 'من افرازات التطرف حيث امتحنت كثير من الدول في الآونة الأخيرة بالأحداث الارهابية التي هزت ضمير كل انسان سليم القلب فمن يقدر قيمة السلام ويستشعر نعمة الأمن ويمارس الديمقراطية والاستقرار يدرك بشاعة صدمة الارهاب وتنامي العنف فالكثير من الأرواح زهقت نتيجة جنوح المتطرفين وعبث المفسدين'.
وذكرت ان الوقاية من الفكر المتشدد لا يكون الا بضخ المزيد من الحريات الناضجة المنضبطة بالقوانين والقيم وتعاون جميع المؤسسات وفق المسؤولية المجتمعية وشحذ قيم التفكير النقدي من جانب والتصدي للتطرف الفكري وما يعتريه من أضرار من جانب آخر'.

الآن - كونا

تعليقات

اكتب تعليقك