عبدالكريم الغربللي يقرع جرس الخطر الايراني

زاوية الكتاب

كتب 441 مشاهدات 0


تناقلت صحفنا المحلية في 18 أكتوبر 2007 خبراً مفاده أن وزارة الداخلية تلقت معلومات بوجود متسللين إيرانيين دخلوا البلاد عن طريق البحر بواسطة «لنج»، يملكه أحد المهربين، أنزلهم داخل المياه الإقليمية، وعاد إلى إيران، كما اعترفوا أنهم قدموا إلى البلاد للعمل، فتوجه رجال المباحث وضبطوهم تُرّى أين كان حبايبنا خفر السواحل؟!ـ فإذا علمنا أن أسعار البترول في ذلك اليوم كانت 88 دولاراً للبرميل، وإيران من أكبر الدول المنتجة والمصدرة للبترول، فلماذا وبعد مضي أكثر من ربع قرن على الثورة الإسلامية الشعبية ما زال الشعب الإيراني يسعى، ولو بالدخول بالطرق غير المشروعة، الى العمل خارج وطنه إيران الثري بالمقومات ومصادر الثروة كافة من مياه وزراعة ومعادن وثروة نفطية هائلة وحضارة عروقها تضرب في أعماق التاريخ؟! إنه أمر بالفعل محير ويثير التساؤل عن موضع الخلل.

ولم يمض سوى يومين حتى جاء الجواب المرعب ليوضح السبب ويُذهب العجب، ففي 21 أكتوبر 2007 صرح قائد جناح الصواريخ بالحرس الثوري الإيراني، «الجنرال محمود شاهارباغي»، بأن «قدرات الحرس الثوري الإيراني قادرة على إمطار قواعد (العدو) بـ11 ألف صاروخ...» الله يهدي الجنرال محمود الشاهر «صواريخه» والباغي «بتصريحه»، على هذا التبذير في أموال وثروات الشعب، وبث الرعب في المنطقة.

والمعروف أن الجالية الإيرانية تعيش في الكويت منذ زمن قديم ومعروف عنها الأمانة والانضباط... لذلك من المحتم أن تكون هذه العلاقة الحميمة التي تربط الجاليات الإيرانية مع دول الخليج التي تعمل فيها، بما فيها الكويت، سوف تكون أول المتضررين. أما قواعد العدو، حسب التعريف الإيراني، فلن تعبأ أو تتضرر من هكذا تصريح لأسباب معروفة للإيرانيين، ولاسيما العسكريين منهم، إذاً فالمتضرر سيكون الشعب الخليجي، وفرص العمل للجاليات الإيرانية التي تبحث عن العيش الكريم خارج إيران ولم تسلم من مطاردة وتهديد تداعيات سياسة النظام نفسه الذي اضطرها الى الاغتراب ومغادرة الوطن ولو سباحة، والله الهادي إلى سواء السبيل. تُرى لو وجهت تكلفة هذه الصواريخ للإنفاق على الشعب هل يغادر الإيراني وطنه؟!

بالمناسبة لعله من المفيد أن نشير إلى أن إيران دولة متاخمة لنا وأن في الكويت مواقع للأصدقاء الأميركيين والمرشحين والمستهدفين إيرانياً بالـ11 ألف صاروخ، وإذا ما أخذنا بعين الاعتبار تخلف إمكانات الصواريخ الإيرانية المتواضعة الدقة في التوجيه وسوء إصابة الهدف، وهذا ما يبرر إطلاق هذا الكم الهائل لرفع احتمالات إصابة الهدف، فإن الكويت كلها ستكون مسرحاً للصواريخ الإيرانية المصنفة ضمن قائمة صواريخ «وين ما طاح طاح الإيرانية»، ومع ذلك لا توجد خطة استعداد تذكر في البلد لمواجهة هذا الاحتمال، وما زالت أولوياتنا بعيدة عن الترتيب المنطقي التي تحتم تقديم الأهم على المهم، ولا اعتقد أن إسقاط القروض بأي حال من الأحوال يستحق أن يكون ضمن هذه القائمة.

الوضع غاية في الخطورة، النظام الإيراني هدد، وتعرضت بعثتنا الدبلوماسية لاعتداء ولم يعتذر، وهاهو الآن، وبصريح العبارة، يكشف عن نواياه المبيتة ضد الإمارات والبحرين والكويت، فماذا ننتظر؟! وليس من الحكمة الاستهانة أو تسطيح خطورة مثل هذه الأحداث والتصريحات التي تشكل في مجملها الصورة العامة لخطورة الوضع.

تحديات الاستعداد وإعداد الدولة لظروف العمليات الحربية مثل استقبال صواريخ من نوع «وين ما طاح طاح الإيرانية»، كثيرة ومتعددة الجوانب وليست بالأمر البسيط وتحتاج إلى وقت طويل وتحضير وتدريب مسبقين لأجهزة الدولة كلها والمواطنين والمقيمين، ونذكر من بين هذه التحديات التركيبة السكانية المرعبة والمختلة أمنياً بدرجة خطيرة، وضرورة الحرص والحفاظ على الوحدة الوطنية وعدم التساهل مع مَن تسول له نفسه المساس بها، وتوفير الماء والكهرباء والوقود والطعام، وضمان سلامة وأمن الأطفال بالمدارس، وغير ذلك من الأمور المهمة، فمتى تكون البداية، أم أن الأمر يحتاج إلى هزة خارجية، أو مطر الصواريخ؟!

الجريدة

تعليقات

اكتب تعليقك