عبداللطيف العميري ينتقد العروض التي تعج بالاستهزاء أو السخرية من شخصيات سياسية أو اقتصادية أو إعلامية أو دينية بحجة النقد

زاوية الكتاب

كتب 1046 مشاهدات 0





ثقافة السخرية والاستهزاء!
 
الخميس 26 أغسطس 2010 - الأنباء
 
تتعمد بعض الفضائيات بث مسلسلات أو برامج تقوم على تقليد شخصيات عامة في هذا الشهر الفضيل ولا أدري لماذا هذا التخصيص في شهر رمضان شهر الطاعة والعبادة.

لقد دأبت بعض الفضائيات في السنوات الأخيرة على الإكثار من هذه العروض التي تعج بالاستهزاء أو السخرية من شخصيات سياسية أو اقتصادية أو إعلامية أو دينية بحجة النقد وعرض مشاكل المجتمع بصورة ساخرة على أنه أحد الأساليب الإعلامية التقليدية.. ولكن في هذا الأسلوب الكثير من المحاذير والتجاوزات التي ينبغي التحذير منها والتنبيه عليها ولعل أهمها ان هذه العروض تعتمد على الاستهزاء والسخرية وهو أمر محرم شرعا خاصة في هذا الشهر المبارك وقد قال الله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم) وتزداد الحرمة والإثم إذا كان هذا الاستهزاء من شعيرة من شعائر الدين كإطلاق اللحية أو الحجاب أو النقاب الذي جعلته بعض الفضائيات مقطعا فكاهيا ساخرا، وللأسف، فالاستهزاء بالشعائر والسنن النبوية من أكبر الكبائر وقد أشارت النصوص القرآنية إلى خطورة من يقوم بذلك الاستهزاء فقد قال الله تعالى مخاطبا من يقومون بالاستهزاء من الدين وأهله (لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم..) ففي هذه الآية تقريع وتحذير مخيف ممن يستهزئون بأوامر الله وسنن رسوله وانهم على خطر عظيم، كذلك نجد ان بعض هذه الفضائيات راحت تقلد وتسخر من بعض الوزراء وأصحاب المناصب العليا مما يضعف الهيبة ويشجع على عدم الاحترام لدى عامة الناس لهؤلاء مع ان هذه الفضائية هي أكثر من تنادي بعودة الهيبة واحترام السلطة والحكم وهم في نفس الوقت يمارسون الانتقائية في التقليد والنقد فمن يخالف هواهم وأفكارهم لا يسلم من الاستهزاء والتندر منه والحط من قدره ومكانته بل وينسبون له أمورا لم يقلها أو يفعلها، كل ذلك من باب تشويه هذه الشخصية والسعي لإسقاطها من أعين الناس مع انهم في الوقت نفسه يغضون النظر عن الكثير من المفسدين والمتجاوزين من الشخصيات العامة لهوى في النفس أو لاشتراك المصالح.

إن الشعب الكويتي جبل على الطيبة والتسامح وإن مثل هذه الأساليب الرخيصة لم نتعود عليها حتى ولو كانت مع خصوم لنا، فالنقد وحرية التعبير لهما أصولهما وقواعدهما التي يجب الالتزام بها ومراعاتها وعدم تجاوزها.

أما من أجل أن تنجح قناة ما أو تستقطب المشاهدين بعروض وبرامج فيها المحاذير الشرعية والقانونية والأخلاقية فهذا أمر غير مقبول ويجب على أصحاب القرار ضبط مثل هذه الممارسات لأننا كنا وسنظل بلدا عربيا مسلما لنا تعاليمنا الشرعية وعاداتنا وتقاليدنا الأصيلة التي لا ننسلخ منها ولا نقبل تحت أي ذريعة انتهاكها.

إنني أتوجه الى ملاك هذه الفضائيات بالنصيحة بأن يتقوا الله في هذا الشهر الفضيل وان يجتهدوا في حماية نسيج هذا الوطن والإسهام في لحمة هذا الشعب وأن يكونوا على قدر المسؤولية من أجل الكويت.

 

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك