شملان العيسى يضع وصفة للخروج من الأزمة الحالية بين الحكومة والنواب
زاوية الكتابكتب نوفمبر 1, 2007, 7:26 ص 457 مشاهدات 0
كيفية الخروج من النفق
كتب:د.شملان يوسف العيسى
يبدو اننا في الكويت قد دخلنا النفق المظلم ولن نرى النور في نهاية النفق فعلى الرغم من الكلمة القوية والمتميزة لسمو الأمير التي اكد فيها شعوره وشعور الكويتيين بالمرارة والاحباط نتيجة انعدام التعاون وافتعال الازمات وتواضع الانجازات وعلى الرغم من دعواته المتكررة الى التعاون ونبذ الخلافات بين السلطتين الا ان جلسة افتتاح دور الانعقاد الثالث من الفصل التشريعي الحادي عشر كانت مخيبة للامال بسبب استمرار مسلسل التأزيم والمشاحنات السياسية العقيمة.
ويبدو ان اعضاء مجلس الامة لم يفهموا جيدا الرسالة التي يحاول امير البلاد ايصالها لهم في العديد من المناسبات التي يؤكد فيها دائما نبذ الخلافات والتعاون بين السلطتين وتخطي الازمات كما ان النواب لم يكترثوا كذلك بكلمة رئيس مجلس الامة جاسم الخرافي التي حمل فيها الحكومة والمجلس مسؤولية الممارسات غير المنسجمة مع الديموقراطية والبناء وتأكيده أن النفوس تغيرت والعزيمة تعطلت والانجازات تراجعت.
السؤال الذي يطرحه الجميع في الدواوين والمنتديات وغيرها هو: كيف يمكن الخروج من الازمة؟ وخصوصا ان بعض الاطراف والاحزاب السياسية تسعى الى التصعيد والتأزيم ولا تكترث بحل مجلس الامة حسب تصريحاتهم. من تابع جلسة الافتتاح يخرج بانطباع فوري وواضح ان هناك افرادا وقوى سياسية فعالة لا تريد ان يسود التعاون والتفاهم بين الحكومة والمجلس وهم يطمحون الى تأزيم الامور اكثر.. حتى يتم حل المجلس والدعوة الى انتخابات جديدة.
لكن: هل الحل الدستوري والدعوة للانتخابات عمل الاشكال بين السلطتين؟ هذا السؤال من الصعب الاجابة عنه حاليا.. لاننا لم نر دراسة او بحثا ميدانيا عن توجهات الرأي العام وتصويتهم في حالة الانتخابات حسب الدوائر الخمس.. القوى السياسية الشعبية منها والاسلامية تسعى الى الحل والدعوة المبكرة للانتخابات لقياس مدى شعبيتهم وتغلغلهم في المجتمع الكويتي.. فهم يسعون مبكرا لاجراء الانتخابات لتصورهم واعتقادهم بان شعبيتهم قد زادت بسبب مواقفهم المتشددة من الحكومة واستمرارهم في سياسة المعارضة على الرغم من تحالفهم الوزاري مع الحكومة.
هذه القوى لديها حسبة سياسية واضحة وهي انهم في استمرارهم في معارضة الحكومة.. يحصلون على امتيازات لا يحلمون بها.. فهم مثلا مشاركون في الحكومة »الاخوان المسلمين« ويعارضونها في الوقت نفسه بدون تحمل اي اذى او عقبات سياسية.
الخروج من الازمة يتطلب تضامن الشعب الكويتي وقواه المستنيرة التي تؤمن بالحرية والديموقراطية والعدالة والمساواة مع حكومته وحثها على وضع برنامج سياسي واضح يحدد مسار الطريق في السنوات المقبلة بعيدا عن الكلمات والعبارات الإنشائية.. بعد ذلك يتم عرض خطة الحكومة الواضحة وكيفية تنفيذها على الرأي العام الكويتي.. لكسب تأييده وقطع الطريق على المزايدات السياسية التي يثيرها النواب من خلال برامجهم الشعبوية المكلفة لدغدغة مشاعر الناس البسطاء، الاحتكام الى الشعب وإقناعه ببرنامج الحكومة.. قد يغير طريق المسار.
تعليقات