الأنفاق الفلسطينية.. من الأسلحة إلى السجائر والفياغرا !
عربي و دولينوفمبر 3, 2007, 10:30 ص 265 مشاهدات 0
مثلما هو الحال في كل تفاصيل المشهد الفلسطيني سياسيا وانسانيا ، تتطور اساليب الحياة اليومية وسط المعاناة في غزة المحاصرة على نحو يشي بالكثير من التصميم والارادة ومغالبة الحياة .
ظواهر كثيرة افرزتها انتفاضة الاقصى وحالة المد والجزر بين الاسرائيليين والفلسطينيين كان ابرزها ما يسمى بالانفاق التي ظلت تستخدم الى حد قريب لتهريب سلاح المقاومة ، لكنها اليوم تحولت الى وسيلة لتهريب اشياء اخرى كثيرة تبدأ من الاسلحة ولا تنتهي عند الفياغرا.
وكانت الأصوات في الشارع الإسرائيلي تعلو حول وجوب إغلاق الأنفاق التي تقول إسرائيل أنها تستخدم في تهريب الأسلحة والمتفجرات إلى قطاع غزة. كلما أوجعت المقاومة الفلسطينية المستوطنين الإسرائيليين بصواريخهم المحلية الصنع، ولعل صورايخ 'غراد' الروسية الصنع أهم ما تم تهريبه كونه يشكل خطورة حقيقية على المدن الإسرائيلية القريبة من الحدود مع قطاع غزة.
ويبدو أن آلة الإعلام الإسرائيلية والعسكرية لا تمل من تكرار طلب إغلاق الأنفاق بين الجانبين المصري الفلسطيني.. يقول 'أبو مجاهد' الناطق باسم لجان المقاومة الشعبية 'صناعة الأنفاق وسيلة من وسائل القتال مع العدو الإسرائيلي بدأت في العام الثالث من إنتفاضة الأقصى المباركة، عندما دخلت المقاومة الفلسطينية فيما تعرف بـ 'حرب الرمال المتحركة' في قطاع غزة، وقامت بعدة عمليات فلسطينية جريئة، حوَلت مسار المعركة لصالح المقاومة، بعد أن كان الاحتلال الإسرائيلي يسيطر على الأرض الفلسطينية من خلال دباباته المحصنة، أو التي يعتقد أنها محصنة'، مستذكراً عملية 'الوهم المتبدد' والتي قتل فيها أكثر من ستة إسرائيليين وأسر الجندي 'جلعاد شاليط'، والتي جاءت بعد سلسلة عمليات مشابهة قتل فيها عددا من الجنود الإسرائيليين.
ويضيف أبو مجاهد، إن التنظيمات الفلسطينية إستطاعت إستغلال الأنفاق الموجودة على الحدود مع مصر الشقيقة وإدخال كل ما يلزم للصمود أمام الغطرسة والعربدة الإسرائيلية، إلا أن الحصار المشدد على غزة، حوَل تلك الأنفاق لتهريب المواد التموينية وخاصة حليب الأطفال بالإضافة إلى الدخان الذي إرتفع سعره بشكل كبير.
ويرى مقاوم آخر ان العدد الكبير من الأنفاق أضر بثقافة المقاومة الفلسطينية، عندما أصبح صاحب النفق يدخل أي شيء 'ويقصد هنا المخدرات والفياغرا وغيرها'، موضحا أن هناك ما يعرف بـ 'الأنفاق الشرعية' التي من خلالها تدخل كافة متطلبات الصمود والتصدي للعدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلية قد إجتاحت محافظة رفح على الحدود مع جمهورية مصر العربية عشرات المرات أبان فترة الإحتلال لقطاع غزة، فقتلت العشرات وهدمت أكثر من ثلاثة آلاف منزل يقع على الشريط الحدودي مع الجانب المصري، في محاولة منها لمنع دخول أسلحة ومتفجرات للمقاومة الفلسطينية، دون جدوى
من جانبه، يؤكد 'أبو سامي' صاحب نفق على الحدود الفلسطينية المصرية، أن ما يدخل من خلال نفقه مستلزمات الانتفاضة والمقاومة إضافة للأدوية الطبية التي يستفيد منها المريض الغر قادر للسفر والعلاج إلى مصر، ومواد تموينية كحليب منوهاً إلى أن كلفة استئجار أحد هذه الأنفاق لمدة شهر يصل إلى خمسين ألف دولار.
يقول محمد، وهو شريك مع أربعة شبان آخرين في حفر نفق يمتد من رفح حتى الأراضي المصرية، 'لم تعد الأسلحة في ظل الحصار تستحق عناء جلبها، فالطلب الآن أكثر على السجائر وحبوب الفياغرا'.
ويؤكد محمد 'مع توقف معارك يونيو العنيفة بين مسلحي حركتي حماس وفتح ومنع حركة حماس حمل السلاح في غزة، انهارت سوق تهريب الأسلحة التي كانت مربحة جدا'، مضيفاً 'لم يعد احد يشتري الأسلحة التي انخفضت أسعارها بشدة، فبعد أن كان الرشاش الكلاشنيكوف الروسي يباع قبل انقلاب حماس بنحو ألفي دولار هبط سعره الآن إلى 800 دولار فقط'.
تعليقات