دنبكة نفطية

الاقتصاد الآن

1224 مشاهدات 0


نشرت جريدة الجريدة يوم الأحد الماضي الموافق 19 / 9 / 2010م في صفحتها الأولي تصريحا لمصدر رفيع المستوى في شركة نفط الكويت قال فيه  'أن الطاقة الإنتاجية لحقول الشمال ستصل الى أكثر من 000 ر 850 الف برميل في اليوم بنهاية شهر ديسمبر المقبل' و أضاف أنه مع  'وصول الشركة الى هذا الانتاج في الحقول الشمالية يكون قد أنتفي الغرض من تطوير حقول الشمال المسمى بمشروع الكويت'.

هذا بكل تأكيد خبر سار و بشارة حلوة للكويت والقطاع النفطي بأن يصل انتاجنا الى هذا المعدل من الحقول الشمالية بالاعتماد على امكانية شركة نفط الكويت وبمساعدة شركات الخدمات النفطية مثل شلمبريج وهاليبورتون ولم نعد بحاجة الى الشركات النفطية العالمية، حيث استطعنا تحقيق هذا الهدف المنشود بقدراتنا المحلية،  و نتمنى ان يكون فعلا معدل الإنتاج في نهاية السنة بشكل مستمر ومتواصل و لمدة 90 يوما حسب المفهوم النفطي لتأكيد وصولنا الى معدل ال 850 الف برميل أو بما يسمى ب Sustainable  وهذا هو بيت القصيد،  و ان استطعنا وتأكدنا فعلا من هذه الإستمرارية وبنفس المعدل نكون فعلا أنجزنا مشروع الكويت وبأقل كلفة. 

ونتمنى من القطاع النفطي الكويتي ان يبشرنا هذه البشارة الحلوة رسميا وان نحتفل بهذه المناسبة السعيدة بنهاية المشروع لكي نحمل أكثر من 6 وزراء نفطيين سابقين و 3 روؤساء تنفيذيين في مؤسسة البترول الكويتية و 3 من روؤساء شركة نفط الكويت وروؤساء شركة التنمية النفطية والتي تأسست خصيصا لتنفيذ مشروع الكويت وكبار المسوؤلين في شركة نفط الكويت – قطاع الاستكشافات النفطية- مسوؤلية عدم المصداقية وخلق أزمة سياسية وعداءات مستديمة بين الحكومة ومجلس الأمة منذ  عام 1991 حتى الآن، وتشويه سمعة مجلس الأمة في الداخل والخارج وخلق مشاكل مع الشركات النفطية العالمية التي تأهلت وقدمت أكثر من مليونين دولار فقط لدخول غرفة المعلومات، وماذا عن الشركات النفطية و التي افتتحت مكاتب لها في الكويت من أجل هذا المشروع، و ماذا عن الندوات التي أقيمت محليا و خارجيا لتسويق المشروع، وماذا عن تضييع وقت اللجان المختلفة بمجلس الأمة و اللجان الإقتصادية و تغييراتها الإيجابية وموافقاتهم المتكررة من جدوى المشروع وضرورة الإستعانة بالشركات النفطية العالمية ،  ومسوؤليتهم من هدر للمال العام والوقت، وماذا عن شهادة الوزراء والروؤساء التنفيذيين أمام مجلس الأمة وأعضاء المجلس الأعلى للبترول واعضاء مجلس ادارة مؤسسة البترول والدواويين المختلفة بالحاجة الماسة للمشروع، ومن عدم وجود خبرات محلية وعدم استطاعاتهم التعامل مع هذه الحقول الصعبة، وان خبراتنا النفطية فقط في الحقول والمكامن السهلة، ماذا سيكون ردهم الآن.

نحن وغيرنا كنا معهم ونؤيدهم بالحاجة والضرورة لخدمات الشركات النفطية العالمية، والآن نفس الشركة وكبار مسوؤليها يعلنون بإنتفاء الغرض من المشروع، وانها أستطاعت ان تحقق نفس الهدف بدون اي ضجة اعلامية وندوات ومحاضرات ونقل حي مباشر على شاشة تلفزيون الكويت عند اعلان الفائز أو المجموعة التي كانت ستفوز بمشروع الكويت لتطوير حقول الشمال.

هل كانت خدعة من القطاع النفطي ومن العامليين أم جهل مطلق؟ أم ضجة اعلامية من أجل المصالح والتربح السريع والحصول على الوكالات التجارية، أم فقط استغلال المستشاريين للقطاع النفطي وخاصة المستشار والمايسترو الهولندي، الذي كان يضع ويصنع المعادلات الحسابية للمؤسسة وشركة نفط الكويت ليحقق مكاسب مالية كبيرة.
ويظل الجواب دائما عند القطاع النفطي ومن الصعب الآن الحصول على جواب مؤكد.
في نفس الوقت نتمني ان نقول مبروك للقطاع على هذا الإنجاز، ونهنئ المعارضيين للمشروع بالتزامهم المطلق بعدم الجدوى وعدم الحاجة الى مشاركة الشركات النفطية العالمية .
و 'هاردلك' لنا لأننا أخذنا برأي وزراء ورؤساء مجالس الإدارت واعضاء المجلس الأعلى للبترول والمؤسسة وشركاتها التابعة 'أصحاب الخبرات والكفاءات '. أم يعد هذا كله نكته بايخة وصراخ وعويل على الطل.

الآن: كامل عبدالله الحرمي - كاتب ومحلل نفطي مستقل

تعليقات

اكتب تعليقك