سيبقى التخلف ما بقي الاستبداد الديني برأى عبدالله خلف

زاوية الكتاب

كتب 656 مشاهدات 0





سيبقى التخلف ما بقي الاستبداد الديني

 
كتب عبدالله خلف
 
الاستبداد الديني قد هيمن على الشعوب والامم الاسلامية بعد ان افل نور فجر الاسلام.. وجاءت الاسر المتوارثة المدرعة بأسلحة الجند والشرطة وازدحمت قصورهم بالجواري والولدان والخدم والبذخ، ويأتي امداد الخراج من كل صوب ليزداد القصف والصخب في القصور والصراعات على السلطة من مراكز الحكم الى الاقطار المفتوحة، ورجل ناطق باسم الدين هو موظف في القصر وهو لصيق الحاكم يأمر الناس بطاعته.. لكون طاعته من طاعة الله ورسوله..
هكذا سار المسلمون وراء السلطة المدججة بالسيوف وبتعاليم الاستبداد الديني.. ورجل الدين المستبد يعاقب على اللهو والمجون خارج القصر ويُغضي عما في داخله.. اتسع نطاق المستبدين المندثرين في اثوابهم المميزة بالجبة والعمامة وان جاؤوا الى دول الخليج فانهم يتزينون بالاثواب الخليجية العباءة (البشت) والعقال والغترة.. ومنهم من يضع فوق لباس (البذلة) العباءة ذات البهرجة المذهبة..
المخططون للاستبداد الديني تعددت منابرهم لتشمل الاذاعات ومحطات التلفزيون.. انهم الاثرياء الجدد لقد علا مقاعدهم الفنانون والفنانات انهم اصحاب الاعلام الديني.
???
الاصلاحيون من رجال الفكر الديني رأوا ان وراء كل حاكم مستبد موجها دينيا ينقاد له الحاكم.. والشعوب الاسلامية ترى الاستبداد عدلا.. وكم من حاكم مستبد عاث في بلاده فسادا، ولما انقضى ترحم عليه الناس، هكذا حتى شغل بعض المصلحين أمر الاستبداد السياسي والديني في دول الغرب والشرق.. واول من طرح هذا الموضوع المصلح عبدالرحمن الكواكبي الذي تصدى لمحاربة الاستبداد المزدوج السياسي والديني.. وكان يرى في الحكم التركي العثماني العسكري ظلما على معظم الشعوب العربية، وخضعت معظم الدول العربية لهذه السيطرة باسم الدين والخلافة الاسلامية، وعمت مظالم الاستعمار الغربي الذي هيمن على أمم وشعوب في الشرق، وجعل الامر في صورة الواقع ليكتسب اهمية فكرية ومشروعية النظر من خلال الرصد والتحليل وهناك كتاب للاستاذ حسن السعيد تناول كتاب الكواكبي وعرض فيه امور الاستبداد المزدوج الذي يسير في طريق واحد وكم من حركة سياسية سارت تحت رداء رجل دين مستبد.
ويقول حسن السعيد ان الاستبداد اخذ يستوطن العالم الاسلامي من ادناه الى اقصاه ويسبغ الشرعية على الوضع المخالف للحقيقة.. وظهر من المصلحين للفكر الديني الشيخ محمد عبده، وجمال الدين الافغاني والكواكبي طرح موضوع المصلح القوي والمستبد العادل.. واول من استخدم مصطلح المستبد العادل هو افلاطون.. وبتعبير ادق المستبد المستنير.. وينتقل حسن السعيد بمقارنته الى نظرية الغاية تبرر الوسيلة لمكيافيلي وان كان في الغاية ظلم واستبداد.. هكذا توسد كثير من المستبدين كتاب طبيبك أو الأمير وما قتل أو مات احد منهم الا وجد الكتاب تحت وسادته.
???
في ايران ظهرت قبل مائة عام ثورة دستورية قادها رجل دين مستنير هو آية الله النائيني وترجم كتابه الى العربية بعد سبعين عاما وكتب عنه السيد عطاء الله مهاجراني وزير الثقافة الاسبق في حكومة ايران الاسلامية.. وهو رجل مستنير معارض الآن للحكومة الايرانية، كتب مقالا قيما بعنوان: (ولاية الفقيه والاستبداد الديني) بتاريخ 2009/7/21.. رجل الدين المستنير نائيني الذي قاد ثورة الدستور، وذكر في كتابه ان الاسلام متوافق مع التقدم.
قام الكاتب العراقي القدير رشيد الخيوك بترجمة كتاب الشيخ النائيني (تنبيه الامة وتنزيه الملة).. وقال ان اسوأ انواع الطغيان غير المحتمل هو ذلك الذي تفرضه دولة دينية وهو رجل دين عالم في الفقه الديني واصوله، قال في كتابه ان العلم يدعو الى السعادة، والجهل اساس الشرور والتخلف ويقوده الاستبداد الديني.

عبدالله خلف 

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك