رانيا العبد الله ملكة الأناقة والجمال والإنسانية

الزعيم الإنسان، يخفق الحب في قلبه وإن جلس في أبراجه العاجية، وللرؤساء العرب وملوكهم حكايات مع المرأة والزواج.. منهم من تزوّج قبل أن يجلس على كرسي الحكم، وآخرون تزوّجوا بعد ان أصبحوا ملوكاً ورؤساء.

زوجات الرؤساء هن النصف الناعم لزعماء العالم. أحيانا تكون نعومتهن تقتصر على أمور الحياة الأسرية داخل القصور الملوّنة، وأحيانا يحملن على عاتقهن مسؤوليات الشعوب الإنسانية والإجتماعية، وأحيانا تتحوّل إحداهن الى خشونة السياسة لتمدّ يداً من حديد للمساهمة في صناعة خطوط الأحداث السياسية.

اليوم سنلقي الضوء  على الملكة الأردنية رانيا العبد الله الملقبة بملكة الإنسانية والتي تحمل على عاتقها هموم الناس ومشاكلهم.

ولدت رانيا الياسين في 31 آب- أغسطس من العام 1970 في الكويت، وهي إبنة طبيب من أصول فلسطينية من مدينة طولكرم و تحديداً قرية ذنابة. حصلت في العام 1991 على شهادة في إدارة الأعمال من الجامعة الأميركية في القاهرة. إنتقلت رانيا ياسين وعائلتها من الكويت الى عمّان، وبدأت بالتدرّج في الأعمال، وبعد فترة تغيّرت حياتها، فعندما بلغت الـ 22 من العمر، تزوّجت جلالة الملك عبد  الله بن الحسين حين كان بعد أميراً، في تاريخ 10 حزيران 1993.
رانيا العبد الله هي الملكة الأصغر سناً في العالم، وهي تجوب هذا العالم لتتكلم عن الإسلام وحقيقة الإرهاب وحقوق المرأة. هي أم لأربعة أطفال:: سمو الأمير الحسين الذي ولد في 28 حزيران- يونيو 1994، سمو الأميرة إيمان ولدت في 27 أيلول- سبتمبر  1996، سمو الأميرة سلمى ولدت في 26 أيلول- سبتمبر 2000 ، وسمو الأمير هاشم ولد في 30 كانون الثاني 2005. دخلت الملكة رانيا موسوعة غنيس للأرقام القياسية كأصغر ملكة متوّجة الآن. تجيد اللغتين العربية والإنكليزية وملمة باللغة الفرنسية.

أزياء الملكة رانيا ولقبيّ جمال

من المعروف عن الملكة رانيا العبد الله حسن اختيار أزيائها بطريقة تتلاءم مع المناسبات التي تذهب إليها، لذا نرى الصحافة الأجنبية تتنافس على نشر صورها على صفحات المجلات وتغطية أعمالها الخيرية والإجتماعية، وعندما ترافق زوجها الملك عبد  الله في أيّ زيارة رسمية، تخطف الأضواء لتحتل إطلالتها أكبر مساحة ممكنة على الصفحات الأجنبية.

يشار الى أن الملكة تقوم بقيادة سيارتها الخاصة بنفسها في الكثير من الأحيان، متخلية عن البروتوكول والقوانين التي تحدّ من تحرّكات أفراد العائلات المالكة في العالم، لتبدو امرأة عادية، وفي الوقت نفسه أنيقة ونشيطة. كما أن اختيارها لسيارة الجيب من طراز مرسيدس لقيادتها، بما أن هذا النوع من السيارات يقتنيه في غالب الأحيان الرجال، فهناك تحليل نفسي معروف يقول، إن اختيار نوع السيارة يرتبط مباشرة بشخصية السائق، وهذا الأمر ينطبق هنا على الملكة المعروفة باستقلاليتها وتشديدها على دور المرأة في المجتمع.

في استطلاع للرأي كانت قد أجرته مجلة 'هالو' الإنكليزية، حصلت الملكة رانيا على لقب أكثر نساء العالم أناقة، نسبة لملابسها الأنيقة وتمتّعها بذوق رفيع وراق، بغض النظر عن المناسبة التي تظهر فيها، متفوّقة على الممثلة البريطانية كاثرين زيتا جونز ونيكول كيدمان وجينيفر أنيستون.

وتعلق مصممة أزياء نجمات هوليوود 'اليا نولامبرر' على أن الملكة استحقت هذا اللقب، لأنها تبدو دائما أنيقة وجميلة حتى ولو كانت ترتدي الجينز أو الزيّ العربي أو الفساتين الطويلة. المعروف عن  الملكة رانيا اعجابها بأزياء المصمم اللبناني العالمي إيلي صعب، ولقد ظهرت في أكثر من مناسبة رسمية مرتدية فساتين تحمل توقيعه. كما أنها تفضّل من بين المصممين الغربيين المصمم الإيطالي جورجيو أرماني، الذي وصفها بأنها تتمتع بقوام مثالي وبإطلالة ملكية، في حين قال عنها المصوّر العالمي 'ماريو تيستينو' إنها من أجمل النساء اللواتي قام بتصويرهن على مرّ السنين.

ولم تحصل الملكة على لقب أكثر النساء أناقة في العالم فحسب، بل جاء إسمها في المرتبة الثالثة بين أسماء أجمل مشاهير العالم، في استطلاع للرأي أجرته مجلة 'هاربزر آند كوينز' البريطانية، بعد أنجلينا جولي التي احتلّت الموقع الأول وعارضة الأزياء كريستي ترلينغتون.

ماذا تقول رانيا عن لقائها بعبد الله؟

في العودة إلى عام 1993، تقول الملكة رانيا:'عندما التقيت بالأمير عبد الله للمرة الأولى على عشاء، لم أكن أتصوّر أبداً ما يخبئه لي القدر، ففي ذلك الوقت كنت خريجة جامعة جديدة أعيش وأعمل في عمّان، ولم أتوقع أبداً أن أتزوج أميراً من السلالة الهاشمية، أو أن أكون ذات يوم ملكة للأردن. لقد كان حباً من النظرة الأولى، كان مبعثاً للخوف في البداية في لقاء أمير وحبّه، لكنني أعتقد أنها قصة لقاء بين شاب وفتاة'. 
 
وتضيف الملكة: 'في أعقاب رحيل المغفور له جلالة الملك الحسين، طيب الله ثراه، وما صاحبه من حزن شديد، وجلوس جلالة الملك عبد الله على العرش، واجهتنا مسؤوليات وتحديات هائلة، ومن حسن الحظ أننا كنا نمارس الحياة العامة في دورينا كأمير وأميرة، لكن التكيّف مع دورينا كملك وملكة، كان ما زال كبيراً وفي الحقيقة نحن نواصل التعلم، وأنا أعتقد أننا سنبقى دائماً نتعلم. إن كثيراً من الناس يهابون من لقب 'ملكة'، لكنه بالنسبة لي وظيفة تشمل عدة أدوار، فواجبي في الأساس أن أشارك جلالته في جهوده الرامية إلى تحسين مستوى معيشة جميع الأردنيين، وبناء الأردن كمجتمع مدني حديث ونموذج للمنطقة بضمان مستويات مستدامة للنمو الإقتصادي والتنمية الإجتماعية، وإضافة إلى ذلك، فإنني أعمل في مجالات ترتبط بحماية الطفل وأمن الأسرة وتمكين المرأة وخلق فرص للشباب، وفي قطاعيّ الثقافة والسياحة. إنها مثل كثير من الوظائف، تتصف في أغلب الأحيان بالعمل الشاق، لكنها في الوقت ذاته متنوعة ومثيرة للاهتمام وتتيح فرصاً ممتازة للالتقاء بشرائح متنوعة وعريضة من المجتمع – في الوطن والخارج. وكأم عاملة، فإن التوفيق بين متطلبات الوظيفة ومتطلبات أطفالي ليس سهلاً، فأنا مثل جميع الآباء والأمهات أسعى لتحقيق التوازن السليم. فنشاطاتي الرسمية تأخذ في حسبانها اليوم المدرسي للأطفال وخططهم وبرامجهم، بينما الفترات الطويلة التي أقضيها في ارتباطاتي خارج الوطن محدودة. إن قضاء ساعتين كل ليلة مع الأطفال وهم ينجزون واجباتهم المدرسية أو القراءة لهم قبل النوم، يعطيهم ويعطيني إحساساً بالأمان. فإحاطتهم بي تنبهني وتذكرني بما هو هام'.

منذ اقترانها بالعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني قبل نحو 16 عاماً، عُرفت الملكة الأردنية رانيا العبد الله بنشاطها وحبّها للتواصل مع الجماهير من خلال قيادتها للعديد من الأنشطة الإجتماعية الهادفة في مجالات عدّة كالتعليم وحقوق المرأة والطفل.
أنشطة الملكة البالغة لم تقتصر على قيادتها للبرامج المحلية والدولية، بل شهدت مواقع إلكترونية جماهيرية عدة - كـ YouTube وtwitter وface book - على حرصها الدائم على التواصل مع العامة عبر قنوات الإتصال الإعتيادية.
يشار إلى أن الملكة المولودة في الكويت صيف 1970، تعدّ إحدى أوائل السيدات الأوليات العربيات اللاتي استخدمن موقع Twitter، إذ بلغ عدد متابعي صفحتها 626,834 شخصاً أعجبوا ببساطة تعريفها بنفسها: 'أم وزوجة ذات وظيفةٍ مسليةٍ في النهار'.

الملكة رانيا في المرتبة 75 بين أقوى 100 سيدة حول العالم
نشرت مجلة 'فوربس' الأميركية قائمة أكثر النساء قوة للعام 2009 حيث جاءت الملكة رانيا العبدالله في المرتبة 75 بين أقوى 100 سيدة حول العالم واعتبرتها المجلة الأولى بين سيدات منطقة الشرق الأوسط.

وقالت المجلة في خبرها المنشور الشهر الماضي، أنها لا تعتمد على الشهرة أو النجومية في تحديد القائمة ولكنها تأخذ بعين الاعتبار قوة تأثير الشخصيات، وأن الملكة الأردنية
على سبيل المثال حصلت على هذا الترتيب لأنها أكثر النساء على مستوى الشرق الأوسط تأثيراً في إسماع صوتها حيث يلاحظ أن عدد متتبعيها على موقع 'تويتر' يصل الى نحو 600 ألف متابع.

ووصفت المجلة الملكة بـ'المدافعة عن حقوق الإنسان وقضايا المرأة'. وقالت إنها أكثر الشخصيات براعة في استخدام التكنولوجيا. وتقول المجلة عن زوجة العاهل الأردني أن لها صفحة على 'فيس بوك' وتقدم نفسها على أنها 'أم وزوجة بوظيفة رائعة' على موقع 'تويتر'.، وأنها قطعت خطوات مهمة في تشجيع الحوار بين الشرق والغرب من خلال مجموعة من مقاطع الفيديو على موقع 'يوتيوب'، وتسلمت أول جائزة 'يوتيوب' للإبداع.