عرب الـ 48 في الاعلام الاسرائيلي .. الحاضر الغائب

عربي و دولي

لا برامج موجهة لهم.. وتواجدهم فيها هزيل

718 مشاهدات 0


 


تراجعت البرامج التي تُبث باللغة العربية في وسائل الإعلام الإسرائيلية المختلفة، بسبب الميزانيات الهزيلة والتجهيزات والمعدات القديمة التي تعطل الجزء الأكبر منها عن العمل نهائياً. الا ان الاسباب الحقيقية تختفي وراء محاولة طمس الوجود العربي وتغييبه في اسرائيل بكافة اشكاله.

ويظهر تقرير صادر عن معهد الأبحاث 'أجندة'، وهو مركز إسرائيلي لشؤون الإستراتيجية الإعلامية، وجود تمثيل هزيل وسلبي غالباً للمواطنين العرب في إسرائيل في وسائل الإعلام الناطقة بالعبرية، وتشغيلهم المحدود للغاية في وسائل الإعلام المركزية في إسرائيل.

وتعمل عدة قنوات تبث باللغة العربية بصعوبة بالغة، وبطريقة متعثرة جداً بسبب ضعف التمويل، ومنها المحطة الفضائية الإسرائيلية (قناة 33) التي تبث بشكل جزئي باللغة العربية معتمدة على معدات قديمة وموارد ضئيلة. كما أن البرامج العربية تقلصت بصورة واضحة في 'راديو إسرائيل الرسمي'.

وقالت صحيفة 'يديعوت أحرونوت' إن العرب الذين يشكلون أكثر من 20% من مجمل سكان إسرائيل، لا يحصلون على بث عام ملائم بلغتهم، يعكس احتياجاتهم وثقافتهم، وأنه لا تصلهم أخبار من 'الدولة' والمنطقة والعالم جراء عدم التقاط البث الإذاعي، وأن البث التلفزيوني لا يتعدى سويعات معدودة إضافة إلى عدم وجود ميزانية للاستوديوهات ولأطقم التصوير والإنتاج.

أعضاء مجلس إدارة سلطة البث الإسرائيلية والتي هي بمثابة وزارة الإعلام في بقية الدول اكتشفوا أن الوضع أسوأ مما ظنوا، على الرغم من أن المعطيات معروفة لديهم. جاء هذا بعد أن استمع الأعضاء إلى إيجاز في هذا الخصوص من رئيس لجنة البث بالعربية، د. خليل ريناوي ومن مدير الراديو والتلفزيون باللغة العربية، أدموند سحيق.

ولخص سحيق المشكلات الملحة بقوله إن 'التلفزيون العربي يمر بوضع أقرب إلى الانهيار الشامل، من كل النواحي.. حيث أنه يبث برامجه من خلال القناة 33 الفضائية التي لا تستطيع نسبة كبيرة من السكان العرب في إسرائيل استقبال بثها.. كما أنها تبث لمدة ساعة ونصف الساعة في اليوم عبر قناة مغمورة وضعيفة لا تصل إلى أهدافها بصورة جيدة، وهي على سبيل المثال لا تغطي مدينة القدس'.

وأشار سحيق إلى أنه لا يوجد تحت تصرف التلفزيون العربي سوى طاقمي تصوير فقط، وبالتالي فإن التغطية المستقلة بالعربية تستطيع إنتاج تقريرين تلفزيونيين فقط في اليوم. فضلاً عن ذلك، لا تتوفر إمكانية فنية لبث تقارير من المراكز السكانية للوسط العربي، في الجليل والمثلث والنقب، نظراً لأنه لا توجد في هذه المناطق طواقم متفرغة للعمل لحساب القسم العربي في التلفزيون.

ومن الصعوبات أيضا، أن الأستوديو الموضوع تحت تصرف هذا التلفزيون صغير جداً ولا يتيح القيام بعمليات إنتاج تتطلب حيزاً أو مساحة أوسع، كما أنه يفتقر لأبسط المعدات والتجهيزات الضرورية وأقله ساعة وجهاز فاكس، إضافة إلى وجود نقص في غرف التحرير والأجهزة المحوسبة اللازمة.

ميزانية الإنتاج المخصصة للقسم العربي في التلفزيون لا تتعدى مليون ونصف المليون شيكل في السنة (دولار =4 شيكل). الأمر الذي لا يتيح عمليات إنتاج حقيقية وهو بمثابة 'استهزاء بالفقير'. وأوضح سحيق أنه بمثل هذه الوسائل لا توجد إمكانية لإنتاج نشرة أخبار يومية ملائمة وإطلاع الجمهور العربي في الخارج على ما يجري في البلاد من وجهة نظر محلية، مشيرا إلى أن وضع راديو 'صوت إسرائيل' بالعربية، الذي يعمل مديراً له، أفضل من وضع التلفزيون العربي، ومع ذلك فإن الوضع في الراديو لا يخلو من مشكلات ومصاعب.

وأشار إلى أن إذاعة 'صوت إسرائيل' بالعربية حظيت في الماضي بنسبة استماع بلغت 80% في الوسط العربي في إسرائيل، واحتلت، حسب استطلاعات استماع أجرتها شبكة BBC (هيئة الإذاعة البريطانية) و'صوت أميركا'، المكان الثالث في مصر والمكان الثاني في الأردن. ولكن نسبة الاستماع لإذاعة 'صوت إسرائيل' بالعربية انخفضت بشكل مستمر منذ إغلاق موجة البث الرئيسية، كما أن موجتي AM المتبقيتين لا تلتقطان اليوم تقريباً بسبب تقادمهما، في حين أن موجات الـFM لا تغطي حتى كامل المدينة التي يتم البث منها، والنتيجة- حسب سحيق- هي أن أجزاء كبيرة من المدن والقرى العربية في إسرائيل وفي مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة لا تتمكن من الاستماع لراديو 'صوت إسرائيل' بالعربية، فيما توقف التقاط الإذاعة بصورة شبه تامة في الدول العربية.

الحاضرون الغائبون

وعودة لتقرير مركز 'أجندة' فإن الكثير من الشبكات والمؤسسات وأجهزة البث الإعلامي في إسرائيل لا تشغل نهائياً مواطنين عرباً أو أنها تشغل عدداً ضئيلاً جداً من العرب في أحسن الأحوال. فشركتا 'ريشت' و'كيشت'، اللتان تملكان امتياز تشغيل محطة تلفزيون 'القناة الثانية'، ومحطات الإذاعة الثلاث (أ، ب، ج) في راديو 'صوت إسرائيل' (حكومي)، و'القناة 8' وقناة الأطفال (وتبث كلها بالعبرية) جميعها لا تشغل نهائياً مواطنين عرباً. وكذلك الحال أيضاً بالنسبة لشركات الإنتاج الكبرى في إسرائيل.

في شركة أخبار تلفزيون 'القناة الثانية' هناك ثمانية مستخدمين عرباً، وفي محطة 'القناة الأولى' هناك ثلاثة مراسلين، وفي إذاعة الجيش الإسرائيلي يعمل مواطنان (درزيان)، وتشغل محطة تلفزيون القناة العاشرة (4) من المواطنين العرب، ويوجد عدد مماثل في التلفزيون التعليمي، بينما يعمل في أخبار HOT ثلاثة عرب واثنان في YES ومستخدم عربي واحد في القناة الرياضية.

نابلس-الآن- سامر خويرة

تعليقات

اكتب تعليقك