العميد الصبر داس في بطن المهنية الإعلامية، مشعل الظفيري مستغربا ورود اتصالات خارجية في مؤتمر صحافي

زاوية الكتاب

كتب 2286 مشاهدات 0


مشعل الفراج الظفيري / إضاءة للمستقبل / الأربعاء الأسود

 
 
ما حدث في يوم الأربعاء الماضي بديوان النائب جمعان الحربش من إهانة لكرامة المواطنين وممثليهم في مجلس الأمة تحت ذريعة تطبيق القانون لهو عمل مسيء للحريات وحقوق الإنسان في دولة الكويت، ولا يتفق بحال من الأحوال مع مواد الدستور رغم تبريرات وزير الداخلية أو حتى ناطقه الرسمي، ومن وجهة نظري فإن هذه التبريرات نقطة سوداء في جبين مسيرة الديموقراطية الكويتية، وهذا ما توضحه صراحة المادة (44) من الدستور الكويتي، وعندما تم حل مجلس الأمة حلاً غير دستوري في عام 1979 قامت الحكومة بإصدار مرسوم يخص الاجتماعات العامة والتجمعات، وقد تمت المصادقة عليه مع كل أسف من قبل مجلس 1981، ولكن في العام 2006 انتصرت المحكمة الدستورية للديموقراطية الكويتية عندما حكمت بعدم دستورية هذا المرسوم ومواده المتعلقة بالاجتماعات العامة. وبعد هذا يأتينا معالي وزير الداخلية ليؤكد قانونية الإجراءات المتبعة من قبل وزارته رغم أنني لا أسميه أكثر من عمل قمعي، وليعلم إخواننا في القوات الخاصة أن هؤلاء النواب يمثلون الأمة وهم ليسوا بمعزل عن الأمة، فكثيراً هي القوانين التي كانت في صالحهم خرجت من رحم قاعة عبدالله السالم، وللنائب حصانة برلمانية يجب أن تحترم أكثر من قدسية الأوامر العسكرية والا تحولنا من دولة مدنية إلى دولة يحكمها العسكر، والأوامر العسكرية لا تتبع إذا كانت مخالفة للقوانين لأن مساءلتكم قائمة ولن تجديكم هذه الأوامر نفعاً إذا وقفتم في ساحة قضائنا الشامخ... ولتعلموا أيضاً أن لكم إخوة وأقرباء في هذا التجمع الذي لا يتعدى كونه تجمعاً سلميا، والرأي هو من يسود، ولا نقبل نهائياً أن تزج مؤسساتنا العسكرية في قضايانا السياسية، وكم أتمنى أن يتحمل وزير الداخلية مسؤولياته السياسية ويقدم استقالته فكرامة أهل الكويت هي من كرامة السلطتين التنفيذية والتشريعية، ومسألة الزج بتعليمات صاحب السمو أمير البلاد في هذه الحادثة شيء نرفضه تماماً، فسموه لم يقل أهينوا المواطنين، ونعلم يقيناً تمسك سموه بالديموقراطية، وأما أن يضرب أستاذ جامعي وتنشر صوره في الصحف فهذا سلوك خطير من قبل رجال كان يفترض فيهم المحافظة على كرامات الناس وتوفير الأمن الاجتماعي لهم. وليعلم محمود الدوسري وغيره من قيادات وزارة الداخلية أن رجال دواوين الاثنين هم من وقفوا مع الشرعية الكويتية أثناء الغزو الصدامي، وهم ذاتهم من أعادوا لنا الديموقراطية بالاتفاق مع القيادة السياسية آنذاك، فتضحياتهم تسجل بأحرف من نور، ونرجو عدم «دس السم بالعسل» فمن يطالب بحقوقه السياسية التي كفلها الدستور لم يكن في وضع مخل بالشرف أو الأمانة أو حتى الذوق العام، وحضور هذه الجماهير الغفيرة هو تأييد لمن أعطوهم الثقة وسلموهم الأمانة، فهم لم يأتوا للتفجير أو لترويع النساء والأطفال... ولكن تحويل منطقة الصليبخات إلى ثكنة عسكرية هو الترويع بعينه، وأرفض أن أكون شاهد زور على أحداث مهمة في تاريخ الحياة السياسية الكويتية... وسجل يا تاريخ.
إضاءة: العميد الصبر داس في بطن المهنية الإعلامية، وللمرة الأولى أرى مؤتمراً صحافياً يتلقى اتصالات خارجية، والمصيبة أن هذا الاتصال يشكك في مصداقية وزارة الداخلية... أبو هاشم خلك على ردود الصحافة فقط.

مشعل الفراج الظفيري
كاتب كويتي 

 

 

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك