لم يكن معلمكم آنذاك يدافع عن نفسه فقط، لذا كانت النتيجة أن دفع ثمن الدفاع عن حرياتنا وأمننا وكراماتنا جميعا.. حنان الهاجري مخاطبة طلبة الوسمي
زاوية الكتابكتب ديسمبر 15, 2010, 3:21 ص 1875 مشاهدات 0
إلى طلبة د. الوسمي
كتب حنان الهاجري :
فضلت ان أوجه لكم هذه الرسالة على ان أعلق على أحداث ندوة الأربعاء المأساوية. أعلم أن المشاهد التي وصلت الينا جميعا عبر وسائل الاعلام المقروءة والمرئية والتي نقلت لنا حقيقة الاعتداء الجسدي من قبل افراد القوات الخاصة الذي وقع على نواب الامة وممثليها ومجموعة من الناشطين في الشأن العام وأفراد من الشعب، ومنهم استاذكم الدكتور عبيد الوسمي، اعلم ان هذه المشاهد صادمة ولعلها سببت الذهول للعديد منكم، ولكن عليكم أن تدركوا ان هناك من يغبطكم اليوم لكونكم تتلمذتم وما زلتم تتلمذون على يد معلمكم د. الوسمي الذي فضّل ان يعمل حسب القول الدارج الذي يقول «ضع أموالك حيث فمك» ، فلم يكتف بالتنظير وتجاوزه لتطبيق ما يؤمن به عمليا. د. عبيد لم يتحدث عن الحريات فقط، بل دعم موقفه الرافض لانتهاكها بترجمة عملية وحية أمام الكويت بأسرها. عليكم ان تفخروا بأنه في تلك الليلة كان أستاذكم الذي يسلحكم علميا ويثقفكم دستوريا يذكّر القوات المتجمعة في وحول حدود ديوان النائب جمعان الحربش بأن ما يحدث لا يجوز قانونيا ولا يقره الدستور ولا حق لهم في ما يفعلون. لم يكن معلمكم آنذاك يدافع عن نفسه فقط، لذا كانت النتيجة أن دفع ثمن الدفاع عن حرياتنا وأمننا وكراماتنا جميعا. هناك من يقضي عمرا في البحث عن قدوة له في الحياة، يتأسى بأعمالها ويعمل على استحضار دقائق تعاملها وترجمتها لمبادئها عمليا ليقلدها او لتوحي له بعمل الصواب، لذا انتم محسودون اليوم لأن الأحداث قدمت لكم قدوة على طبق من ذهب، قدوة قريبة منكم تملكون مفاتيح التعرف عليها عن كثب. فلا تسمحوا لأحد بزعزعة ثقتكم بمعلمكم مدعيا بأنه وضع نفسه في موقف لا يليق به.
ما حدث للدكتور عبيد الوسمي من اعتداء لفظي وجسدي ستبقى صورته مطبوعة في صدورنا وموشومة في ذاكرة الوطن، حتى لا تضيع وسط زحمة أحداث انقلاب المعايير والتخلي عن المسلمات من المبادئ والقيم.
أعزائي، انتم شهداء على مرحلة مخاض عسير من تاريخ الكويت السياسي، ولكن تأكدوا أن الظلم دمه ملوث وفاسد، والحق سيبقى راسخا وحيا بعد أن تنجلي عنه طبقات الزيف والفساد التي علقت به منذ زمن. ان كان استاذكم ومعلمكم قد سُحب من داخل حدود المنزل ليجر على الكونكريت ليتلقى ضربات الهراوات، فإن المتوقع منكم الآن أن تستقبلوه بالتصفيق والورود. قولوا لهم انكم تعرفونه جيدا، وتؤمنون به كمعلم ومربٍّ تقدرون له ما فعل من أجلكم ومن أجلنا جميعا، وانكم تتطلعون لنهل المعرفة على يديه بقلوب مبصرة ومدركة للثمن الذي يدفعه الأحرار المتنورون .
حنان الهاجري
تعليقات