بدران: الثقافة الإسلامية أعادت الحياه للأدب الاسلامي
مقالات وأخبار أرشيفيةديسمبر 18, 2010, 1:36 م 1695 مشاهدات 0
أكد عميد كلية الآداب بقنا جامعة جنوب الوادي بجمهورية مصر العربية ا.د / محمد أبو الفضل بدران أن المخطوطات العربية أصبحت مهانة في الدول العربية ولا قيمة لها بالرغم من تهافت الغرب لاقتنائها والاحتفاظ بها كإرث إنساني يدرس في جامعاتهم مطالباً بإعادة تصوير كل المخطوطات العربية والإسلامية الموجودة في المكتبات الغربية .
ودعا بدران خلال تصريح صحفي إدلى به بعد وصوله إلى الكويت بدعوة من إدارة الثقافة الإسلامية إلى إنشاء مؤسسة مستقلة تهتم بالعمل على التقريب في ما بين المستشرقين والعرب والمسلمين لتحقيق المصلحة المرجوة من وراء أعمال وبحوث هؤلاء المستشرقين.
وقال بدران إن الغرب بدأ يتتخوف من العرب والمسلمين بعد إحداث 11من سبتمبر إلا أنه في المقابل كان حريصا على التعرف بهذا الدين والتوسع في القراءة والإطلاع على مبادئه وأحكامه والرسالة المحمدية التي نزلت من السماء.
كيف تقيم فكرة الاستشراق ؟
أن هناك مصطلحات سيئة السمعة ولهذا فإن مصطلح الاستشراق لم يأخذ حقه كاملا لأنهم مجموعة من غير العرب يبحثون في أمور الشرق ولهذا كان من الأولى تحليل وقراءة كل ما يكتب على أساس منهج علمي دقيق قبل أن يتم التعامل مع ما ينقله المستشرقون.
وهل ترى تخوفا لدى العرب من الاستشراق؟
أن العرب لديهم تخوفا من الاستشراق لأن المستشرقين أغلبهم من الدول التي كانت تستعمر هذه الدول ولهذا كان التخوف من أهداف هؤلاء المستشرفين لكن من الخطأ أن نضعهم جميعها في سلة واحدة لأن هناك من أنصف الحضارة العربية وهناك من كانت له مواقف ضد الحضارة العربية والإسلامية.
إذا كيف إمكانية ترجمة أبحاثهم لما يخدم الأمة العربية والإسلامية؟
لابد من ترجمة ما كتبوه سواء كان مدحا أو ذماً في الحضارة العربية لأنه من الصعب جدا الرد على كل ما يكتب قبل قراءة ما نقله هؤلاء المستشرقين ولهذا فإن الواجب علينا البدء بالخطوة الأولى وترجمة كتبهم التي تعد كثيرة جداً فهناك مستشرقة واحدة كتبت 80 كتابا في الحضارة العربية والإسلامية ولهذا يجب أن تكون هناك قنوات حوار بين العرب والمسلمين وهذا ما يقودنا إلى ضرورة عقد حوار متبادل مع الغرب تربطه دعوة المسترقين لكي لا تتفاقم هذه الفجوة التي حدثت.
من يتحمل مسؤولية تقريب وجهات النظر بين المشرق والمغرب؟
المسئولية مشتركة فيما بين الجامعات العربية والغربية والمؤسسات والسفارات العربية لأني أتساءل ماذا يفعل المستشارون الثقافيون العرب في الدول الأوربية لأن الواجب عليهم متابعة كل ما يكتب عن العرب والمسلمين في البلدان التي يعملون بها لأن الواجب عليهم أن يكونوا جسر لانتقال للحضارة العربية في الغرب حتى نستطيع التحاور.
كيف ترى أهمية حوار الحضارات بعد حوار الأديان ؟
أن حوار الأديان وصل إلى طريق مسدود ولهذا يجب علينا العمل على تفعيل حوار الثقافات وأفضل جسر مشترك هو المستشرقون ولهذا يجب أن يكون لدينا نحن العرب علم الاستغراب حتى يكون في مقابل علم الاستشراق ولهذا فإننا تأثرنا بهم في حين لم يتأثروا هم بنا .
ما مدى تأثير المستشرق في المجتمعات الغربية؟
أن المستشرق في أوربا بات يشارك في صنع القرار السياسي وذلك من خلال تنظيم وزارات الخارجية ودورات خاصة عن عادات الشعوب وثقافتهم من خلال حركة المستشرقين بالإضافة إلى استعانة كل سفير يتم تعينه في بلاد الشرق بأحد المستشرقين ولهذا نجد أن هناك بعض السفراء الغربيين يعرفون كل شيء عن عادات وتقاليد شعوب البلاد التي تم تعيبهم فيها.
وكيف ترى إمكانية الاستفادة من المستشرقين بشكل إيجابي؟
أن المرحلة الحالية تحتاج إلى إنشاء مؤسسة مستقلة تهتم بالعمل على التقريب فيما بين المستشرقين والعرب والمسلمين بالإضافة إلى تدريس مادة الاستشراق في الجامعات حتى نفهمهم وبالتالي علينا التحاور معهم ونحقق مصلحة الشعوب العربية والأوربية والأمريكية
وهل ترى أن أياديهم ممدودة نحونا مثلما نحن نمد أيادينا لهم ؟
أن هناك الكثير من الأيادي الممدودة نحونا والأمثلة على ذلك كثيرة فعلى سبيل المثال السفير الألماني في المغرب كرس جهوده لدراسة اللغة العربية والدين الإسلامي حتى اعتنق الإسلام فهناك بعض المحايدين يمدون أياديهم نحو العرب كما قالت إحدى المستشرقين كتبت في كتاب شمس الله تسطع على الغرب أثبتت وبطريقة علمية أن الحضارة الأوربية هي ما تعمله الأوربيون من المسلمين عندما كانوا يحكمون أسبانيا.
إن المكتبات الأجنبية مليئة بالإرث الحضاري العربي و كيف يمكن لنا استعادته؟
أن هناك العديد من الكتب والمخطوطات العربية موجودة في المكتبات الغربية ففي مكتبة جامعة برلين وحدها 10 آلاف مخطوط عربي وإسلامي ولذلك أدعو كل المهمتين لمرحلة تصوير هذه المخطوطات ونقلها إلى العالم العربي.
لما يحتفظ الغرب بهذه المخطوطات العربية في مكتباتهم ؟
هم يحتفظون بهذه المخطوطات على أنها تراث إنساني خاصة أن بعضها يعود إلى أكثر من ألف سنة فأنا من أطلع على إحدى المخطوطات التي كتبت في عام 420هجرية للمؤلف علي دعيس الربعي وطلبتها من الموظفة وأحضرتها وطلبت مني عدم لمس هذه المخطوطة حيث لبست قفازا على يدها وبدأت بتقليبها كيفما أشاء فقمت بتحقيق هذه المخطوطة وتم نشرها على نفقة وزارة الإعلام الألمانية.
متى بدأت حركة الاستشراق؟
بدأت حركة الرحالة منذ القرن السابع عشر ولا يزالون حتى يومنا هذا يجمعون هذه المخطوطات عبر وسائل مختلفة وهنا يجب أن أذكر أن هناك عدد كبير من المخطوطات الإسلامية في أذربيجان أوكازاخستان أو طاجا كستان وعندما دخل الاتحاد السوفيتي إلى هذه الدول قاموا بمحو كل ما يذكر بالحروف العربية إلا أن المخطوطات العربية في الدول العربية مهانة ولا قيمة لها.
كيف تقيم النقد العربي خلال هذه المرحلة ؟
إن الوطن العربي ملئ بالنقاد وليس لدينا نقد أدبي فهناك عدد كبير من النقاد لكن أين نقدهم وللأسف تحول النقد إلى أكاديمي لا يقرأه أحد حتى بات حبيسا للأدراج أما النقد الثاني فهو النقد الانطباعي وهو ما أصبح يذهب إلى المجاملات فقط لأنه يتغير بين ليلة وضحاها ولهذا نريد عودة النقد العربي كما بدأ.
من أين ترى ضرورة انطلاق نقطة الإصلاح؟
أن البداية يجب أن تكون من الإعلاميين الذين يجب عليهم دراسة النقد العربي لأن هناك العديد من الإعلاميين لا يفقهون النقد لأنهم غير متخصصين بالإضافة إلى ضرورة تنازل الأكاديميين عن مصطلحاتهم التي لا يفهمها الناس والتعامل بشكل أسهل مع الجماهير كما هو الشعر الفصيح الذي انقض الناس عنه إلى الشعر الشعبي أو النبطي ولهاذ يجب أن يفهم هؤلاء أن البساط يسحب من تحت أقدامهم.
أين يمكن الخلل هل هو في الشعراء أم الجمهور ؟
الخلل في الشاعر لأنه جلس في برج عاجي شاهق الارتفاع بعيدا عن أحساس وألام وأمال الناس وراح يكتب في سرياليه وعليهم الخروج من ناطحات السحاب والعودة إلى نبض الشارع.
كيف تقيم نظرة الغرب للإسلام والمسلمين؟
بعد إحداث 11 سبتمبر بدأ الجميع الخوف من المسلمين لكن في المقابل هناك إقبال معرفي كبير فأصبح لديهم هوس معرفي حول ماهية الإسلام حتى وصل عدد الدارسين في معاهد الاستشراق إلى 300طالب وهذا بعكس ما كانت عليه هذه المراكز قبل الأحداث.
ما هي المسئولية اللازمة على المؤسسات الإسلامية لمواجهة العداء الغربي؟
على المؤسسات الإسلامية العمل على انتقاء الأئمة والدعاة المراد إرسالهم إلى الغرب لأنه من الخطأ إرسال أمام متشدد في أفكاره فإنه سينفر الناس من الإسلام فالداعية يجب أن يكون وسطيا،حتى المصطلحات العربية دخلت في جميع اللغات الأوربية كمصطلح الجهاد والقاعدة والإرهاب وهنا يجب أن أذكر الدور الكبير الذي تقوم به وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية في نشر الوسطية والوجه الحقيقي للإسلام وجهودها الكبيرة في بناء المساجد والمراكز الدينية ولهذا فإننا ننتظر الكثير من هذه الوزارة العريقة لانتشال هذه المخطوطات العربية والإسلامية من مواقعها الحالية في أوربا وأمريكا.
كيف تقيم وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ؟
هناك تفاعل كبير لما تقوم به وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية فهي باتت تتبؤ الريادة في الفعاليات والأنشطة التي تقوم بها وكما رأيت استيراتيجية رائدة أعدت في وزارة الأوقاف وجهود جبارة تبذلها إدارة الثقافة الإسلامية التي أحيت فينا روح الأمل من جديد حين رأينا هذا الاهتمام في البحث خلف المخطوطات العربية والإسلاميه .
تعليقات