الصين تغزو أوروبا نفطيا

الاقتصاد الآن

استثمارات صينية في سوق المصافي الأوروبية

2974 مشاهدات 0


 

أشترت شركة بترول الصين (Petro China)  قبل أسبوعين حصة 50% في مصفاتين في أوروبا في كل من مصفاة 'لافيرا' في جنوب فرنسا و مصفاة 'جرينج ماويث' في أسكتلندة. وهذا أول استثمار تنفيذي للصين في ادارة وتشغيل المصافي أوروبا. و ستمتلك شركة بترول الصين طاقة تكريرية ابأكثر من 100 الف برميل في اليوم وتضمن تشغيل أكثر من 3000 موظف في أوروبا في الوقت الحالي. و هذا ثالث أستثمار نفطي مباشر في قطاع التكرير حيث  أشترت الشركة الصينية منذ عدة أشهر مصفاتيين في كل من سنغافورة واليابان.
التوجه الأستراتيجي الصيني في مختلف أسواق العالم هو ضمان الأمدادات النفطية اليها مع تزايد الطلب المحلي علي النفط  بأكثر من 8% سنويا ليصل الان الي  من 9 ملايين برميل يوميا لتصبح الصين ثاني أكبر دولة مستهلكة للنفط مباشرة بعد الولايات المتحدة الأمريكية. و من المتوقع ان يتجاوز الطلب الصيني معدل ال 22 مليون برميل مع نهاية 2030.
ويمثل  النفط حوالي 10% من اجمالي استهلاك الطاقة في حين يمثل الأنتاج المحلي من الفحم المصدر الرئيسي الأول للطاقة وبنسبة أكثر من 80%. وتنوع الصين استيرادها من النفط الخام   علي أكثر من 14دولة نفطية  موزعة علي  القارات تقريبا حيث تستورد من جميع دول الخليج العربي و من دول أفريقيا ومن روسيا و البرازيل و فنزويلا وكولمبيا وكندا و المكسيك. وتعتبر المملكة العربية السعودية أكبر دولة موردة للنفط لها و بنسبة 20% تليها أنجولا- روسيا- السودان- ايران- كندا- كولمبيا-فنزويلا و البرازيل. وهي تمتلك أكبر حصة في انتاج النفط الخام في السودان بنسبة تزيد عن 40%.
وترحب معظم دول العالم في الأستثمارات الصينية في دولها  حيث تفتح لها مجالات التعاون الأقتصادي وتنميتها و لم لا والأقتصادي بمعدل 10% سنويا و بنسبة قريبة منها في مجال النفط  ولذا ترحيب وتهافت الدول النفطية  عليها سواء في الأستثمار في دولها أو في داخل الصين. وافضل مثال هو تواجد شركة 'ارامكو السعودية بمشاركة مع شركة ' أكسون موبيل ' الأمريكية و شركات صينية محلية والاستثمار في قطاع النفط و البتروكيماويات حيث تم أفتتاح المجمع بمشاركة سعودية صينية و أمريكية  في مارس من العام الماضي و بمبلغ تجاوز
 ال 5 ر 1 مليار دولار. و يوجد في الصين حوالي أكثر من 800 طالب سعودي يدرسون  في مختلف جامعاتها وهو توجه آمن وصمام أمام لتعلم اللغة و الثقافة الصينية وكيفية التعامل مع أكبر دولة مستهلكة للنفط مستقبلا.
وتسنثمر الصين حاليا في المملكة العربية في قطاع الغاز حيث  وهناك أيضا مشروع بناء مجمع نفطي و بتروكيماويات بين شركة  'Q8 ' الكويتية و 'داو'  الأمريكية مع شريك نفطي أوربي.
كل هذا يصب في ايجاد منافذ آمنة لجميع المنتجيين و أمنيتهم الحصول علي الحصول علي اي حصة ممكنة ولايهم النسبة طالما انها جزء من هذا السوق الصيني الهائل و الذي يمثل قوامه
 3 ر1 مليار مستهلك يوميا لكل شئ تقريبا. ونجد كذلك تواجد الصين في كل من العراق و ايران في مجال البحث و التقيب علي النفط وفي مجال التكرير في ايران .
والترحيب الأوروبي  للأستثمارات الصينية يعكس دفئ العلاقات بعكس ما يحدث مع الروس وخاصة في مجال النفط حيث منذ زمن بعيد و الروس يحاولون الحصول علي موطئ قدم للأستثمار في مجال التكرير و شراء مصافي لتكرير النفط الخام الروسي وخاصة و ان معظم المصافي الأوروبية تكرر النفط الروسي في مصافيها الا انها كانت دائما تعارض دخول الشركات الروسية و الأستثمار في مجال النفط و التكرير. ولأسباب كثيرة منها سياسية و الخوف من سيطرة روسية علي النفط مثلما تتحكم روسيا في امدادات الغاز الطبيعي وأحتكار الأسعاروزيادة أسعار الغاز الطبيعي وخلق مشاكل مع الدول المجاورة لها تقريبا كل سنة وفي  فصل الشتاء القارس خاصة. 
بعكس التوجه و التعاون و الترحيب الأوروبي للصين وهذا قد يعكس بعد المسافة عنها و ماتمتلك الصين في نفس الوقت من قوة شرائية لتكون الأكبر بعد سنوات قليلة قادمة لتتفوق فيها عن الولايات المتحدة الأمريكية لتكون هي الطاقة المحركة الأولي للأقتصاد العالمي.
ومن يتجرأ علي تجاهل الدب 'الوديع'!

   

كتب كامل عبدالله الحرمي-محلل نفطي

تعليقات

اكتب تعليقك