ختام ندوة 'مستجدات الفكر'
مقالات وأخبار أرشيفيةد. الفلاح : شباب الامة الرافد الرئيسي لتغذية المجتمعات الإسلامية
مارس 10, 2011, 2:23 م 1888 مشاهدات 0
وجه المشاركون في ندوة مستجدات الفكر الإسلامي التاسعة التي اقامتها وزارة الاوقاف والشئون الاسلامية برعاية نائب رئيس مجلس الوزراء للشئون القانونية وزير العدل ووزير الاوقاف المستشار راشد الحماد تحت شعار « الإعلام القيمي.. بين الفكر والتجربة» وذلك خلال الفترة: 7 - 9/3/2011م الموافق من 2-4 /4/ 1432هـ وجهو رسالة شكر لصاحب السمو امير البلاد سمو الشيخ صباح الاحمد الصباح وسمو ولي العهد الشيخ نواف الاحمد الصباح على استضافة ورعاية الكويت لفعاليات الندوة التي اعتبروها تظاهرة اعلامية بارزة تضاف الى سجل الكويت الحافل بدعم العمل الاسلامي وسعيها الدءوب لتقديم كل ما هو مفيد ويصب في مصلحة الشعوب والمجتمعات الاسلامية .
وكان ابرز ما صدر عن المشاركين في الندوة جملة من التوصيات اكدوا فيها ضرورة العمل على صياغة وتشييد وبناء منظومة قيمية تعمل في ضوئها وسائل الإعلام الفضائي والإليكتروني... بما يُعَزّ المخزون القيمي للتنمية المجتمعية والحضارية بروحٍ جديدةٍ.
وشددوا على ضرورة توافر ميثاق للشرف الإعلامي والإعلاني القيمي، بحيث يُحْتَكَمُ إلى منظومة القيم المُفتََرَضِ تشييدها كمرجعية للعمل الإعلامي على اختلاف وسائله.وطالبوا بطرح أجندة موضوعات مشتركة تعالج قضايا الأمة عبر وسائل الإعلام القيمي : الفضائي والالكتروني لتوحيد الرؤية والفكر فيما يخص قضايا الأمة، وتوسيع مشاركة الجمهور في الخطاب الموجه وإنتاج المحتوى مع إشراف القائمين على وسائل الإعلام.. والبحث عن آلياتٍ جديدةٍ من أجْلِ تفعيل شراكة حقيقية ودائمةٍ مع المتلقي- ولاسيما الشريحة الشبابية في المنتج الإعلامي من خلال الدراسات الميدانية. 1- الاهتمام بتوسعة رقعة اللغات التي ينطق بها الإعلام الالكتروني على أن تكون موجهة للشعوب الناطقة بلغات أجنبية ( الإنجليزية الأوردية والفرنسية الإسبانية البرتغالية، الهوسا والسواحلية الروسية والصينية) وعدم الوقوف عند حد الترجمة، بحيث تعالج قضايا تلك الشعوب بلغاتهم وترعى خصوصياتهم، مع إيجاد جزء مشترك بين الشعوب على الأصعدة المتباينة.كما أَكِّدُ المؤتمر على أهمية القيم الإيجابية الحَيَّةِ التي وُلِدَتْ من رحم التَّجارِبِ العملية والواقع المعيش.. وأهميتها في تحقيق التواصُلِ بين الشعوبِ والحضارات كرابطٍ مشتركٍ يُعَزِّزُ من آلياتِ الدعوة ومنطق الحكمة والدفع بالتي هي أحسن.بجانب تاكيدهم على أهمية الإعلام القيمي في ترسيخ المُشتَركات الإنسانية باعتبار القيم هي أحد أهم مرجعياتِ التفاعل الإنساني بغض النظر عن الانتماءات الدينية والمذهبية والإيديولوجية... ومن ثَمّ ينبغي تفعيل الشراكة بين مؤسسات الإعلام الإسلامي والإعلام القيمي في ظل المشتركات الإنسانية من خلال مشاريع عمل تجمع مؤسسات الإعلام القيمي والإسلامي تحت مظلة مشتركة.وتأصيل مبدأ مشاركة القطاعات الشبابية في وسائل الإعلام القيمي حيث أثبتت التجارب بأحقية وجدارة تلك الشريحة بنصيبٍ محترمٍ ومُقَدَّرٍ من خريطة الإعلام القميمي.وتضمنت التوصيات التي اصدرها المشاركون في الندوة ضمن البيان الختامي للندوة ضرورة العمل على توسيع مساحة قناعة المؤسسات الإعلامية وإتاحة المجال أمام المرأة وإيجاد محفزات لجذب المرأة نحو ارتياد المجال الإعلامية بما يساعدها في التغَلُّب التحديات الاجتماعية.والعمل بِكُلِّ السُّبُلِ على إيجاد أنموذج المرأة الإعلامية التي تتبنّي القيم الإيجابية إعدادًا وتقديمًا وإخراجًا وإنتاجًا... والتركيز على أهمية ظهور المرأة في وسائل الإعلام القيمي مقدمة ومُعِدّةً وَمُخْرِجَةً وفنية مُلقيةً ومُتَلَقِيَةً...
ولفتوا إلى أهمية تبني منهج إعلامي قادرًا على صناعة النجوم وصناعة أنماط حياتية مُستقاةٍ من الخصوصية الثقافية للأمة، مع ربط الصناعتين بعلاقة تبادلية تُحَقِّق اكتفاءً في النجومية من جانبٍ، ومن جانبٍ آخر تُحقق نوعًا من الجاذبية الإعلامية النوعية والمتميزة.وحثوا على تركيز التفاعُلِ مع ظاهرة الإعلام الفردي، التي فرضت نفسها في الآونة الأخيرة بما أحْدثتْهُ من تأثيرٍ بالغ في الرأي العام العربي والإسلامي بصورةٍ مُلْفِتَةٍ... تفاعًلاً إيجابيًّا وتنسيقًا معها وترشيدًا لها، وربطِهِا بمنظومة القيم.ونبهوا وسائل الإعلام الفضائي الديني إلى أهمية مسألة القيم الإيجابية الحافزة على الإنجاز والتنمية والتطوير والتغيير الهادف للواقع الحضاري والاجتماعي للمجتمعات المسلمة أفرادًا ومؤسسات شعوبًا وحكومات سواءً بسواءٍ.. وذلك من خلال التوافق على مصفوفة قيم حاكمة يتم الاحتكام إليها في سياق العملية الإعلامية بكل مراحلها...والاهتمام بتجارب الإذاعة الالكترونية وتوسيع نطاقها وزيادة رقعة التواصل بينها وبين المستخدمين في مجال الإعلام القيمي.والعمل على مواجهة الزيف الإعلامي المُضَلِّل من قبل بعض المؤسسات الإعلامية، وذلك من خلال تفعيل أكثر لدور إعلامي قيمي مُتَّسِمًا بأقصى قدْرٍ من الشفافية والمصداقية والتّبَيُّنِ الاستيثاق وإظهار الحقائق وتفنيد الأباطيل. التحرر من التبعية التي تعوق الإعلام عن القيام بدوره المستقل، والحفاظ على الثوابت الإعلامية بما يحقق الدور المنوط بالإعلام القيمي.وكذلك الاهتمام الأكبر بشريحة الشباب، وإنشاء قنوات إعلامية: فضائية والكترونية تواكب أفكاره وطموحاته وتتفاعل بإيجابية طاقاته وإبداعاتِهِ، وتدفعه نحو الإيجابية والفاعلية تجاه أمته ومجتمعه والمجتمع الإنساني بشكلٍ عام.وتعزيز سبل الجاذبية للإعلان في وسائل الإعلام القيمي الفضائي والإليكتروني، وابتكار أفكارٍ خلاّقةٍ لتطوير وتنمية الموارد المالية لهذه الوسائل من أجل ضمان استمرارية أداء الدور القيمي لهذه الوسائل. ومن أجل تحقيق أقصى قدرٍ من الربط الوجداني بين الوسيلة والمتلقي.بجانب الاهتمام بالعاملين في مجال الحقل الإعلامي ليرتقي من مستوى الصدق إلى مستوى المهنية، وتغليب مبدأ الثقافة المؤسسية، وتطبيق معايير الجودة المهنية في المجالات الإعلامية.والعمل على تحويل المؤسسات الإعلامية من مؤسسات تقليدية إلى مؤسسات الكترونية تهتم بالإنجاز والعمل بعيدا عن حصر العمل في التواجد المكاني، مع وضع شكل فاعل للمراقبة والمتابعة للإنجاز والإتقان.وفي ختام البيان ثمن المجتمعون والمشاركون دور دولة الكويت أميرًا وحكومة وشعبًا على الاستضافة وكرم الوفادة.كما شكروا المستشار الدكتور راشد عبد المحسن الحَمّاد وزير الأوقاف والشئون الإسلامية على تَفَضُّلِهِ وتَكَرُّمِهِ برعايةِ المؤتمر... آملين أن يتجدد اللقاء وقد تحولت تلك المشاريع والتوصيات إلى واقعٍ حَيٍّ ملموس، وقد ارتسمت نتائجه في واقع الاعلامي القيمي .
وكان وكيل وزارة الاوقاف د.عادل عبد الله الفلاح قد تحدث في الجلسة الختامية داعيا الحضور من المهتمين والمختصين في الاعلام القيمي الى ادراك الأهمية المنوطة بالعمل الإعلاميّ في نشر الدعوة الإسلامية وتفعيل منظومة القيم الإنسانية من المنظور الإسلامي ، مشيرا الى تواصل ندوة مستجدات الفكر الإسلامي المعاصر والمستقبل في دورتها التاسعة بعد ان القت بظلالها على هذا الموضوعٍ الهامٍّ المليئٍ بالتحديات ، والذي يمثل قطاعا هاما من قطاعات الدعوة والنشر والتوجيه ، وهو قطاع يسهم بدور رئيس في تشكيل ثقافة الأمة وفي حمايتها في آنٍ واحد.
وقال د. الفلاح : وَلَمّا كان الإعلام القيمي يُمَثّل أحَدَ أهمّ المسارات المهمة للنشاط الحضاري الإسلامي في سياق التفاعل الإيجابي مع معطيات العصر وتحدياته فقد جاء إحساس القائمين على ندوة مستجدات الفكر الإسلامي المعاصر والمستقبل بضرورة تَبَنِّي واحتضان هذا الموضوع الهام ، ليكون محل نقاش وتداول وتبادل ما بين المختصين والعاملين والفاعلين في حقل الإعلام القيمـي الإسلامي ومؤسساته.
وأضاف قائلا : إنَّ طبيعة التحديات التي تواجهها الأمة العربية والإسلامية قد كشفت عن دور الإعلام ليس في تحقيق الأمن الاجتماعي فحسب، وإنما في تلك التغييرات الجذريةِ والتطورات المفصلية في البنية الفكرية والسلوكية للمجتمعات العربية والإسلامي.وقال : ومن المهمّ جدًّا الالتفات إلى المتغيرات الآنية التي انعكست على المجال الإعلامي القيمي بصورة بالغة التأثير في رؤاه وتصوّراته ، حيث فَرَضَت تطورات الأحداث التي تشهدها منطقتنا ما ينبغي أن يكون عليه الإعلام القيمي ودوره في مشروعات النهضة والتنمية.. فما يجري في المنطقة من أحداثٍ لابد وأن يفرض نوعًا من العلاقة المُتبادلة بين الوسيلة والمتلقّي تتراوح تأثُّرًا وتأثيرًا.ولقد كشفت هذه الأحداث عن الدور النهضوي والحضاري الذي يمكن أن يلعبه الشباب في عملية التنمية... حيث لم يكن الإعلام القيمي في مستوى الأحداث والتطورات! بل لم يكن في مستوى الثقة المرجوة من حيث الاهتمام بشريحة الشباب باعتبارها الرافد الرئيس لتغذية المجتمعات الإسلامية بمقومات التنمية.
تعليقات