'السياسة الأمريكية والتغيرات الراهنة'
شباب و جامعاتأ.د.أسيري: التغيير في الشرق الأوسط وليد المطالبات الشبابية
مارس 16, 2011, 3:03 م 1759 مشاهدات 0
أكد عميد كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت أ.د.عبدالرضا أسري أن الانقلابات التي حدثت أخيراً في الشرق الأوسط جاءت نتيجة مطالبات شعبية شبابية، مشيراً إلى أن عقدة الخوف قد انزاحت لدى الشعوب العربية، وقدرتها على مواجهة تحديات هذا التغير الذي طرأ أخيراً الدول العربية مثل تونس ومصر وليبيا.
جاء ذلك خلال ندوة 'السياسة الأمريكية والتغيرات الراهنة في المنطقة' التي أقيمت بكلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت ظهر أمس الأربعاء 16 مارس الجاري، بحضور السفيرة الأمريكية ديبرا جونز والسفير العراقي محمد حسين بحر العلوم.
وأوضح أسيري أن التغيير الذي طرأ على الشرق الأوسط حدث دون تدخل السياسة الأمريكية في ذلك، بل هو وليد المطالبات الشعبية الشبابية، والتي استخدمت وسائل الاتصال الحديثة كالانترنت والفيس بوك وغيرها من وسائل الاتصال التكنولوجي، مشيراً إلى أن الثورة الجديدة هي ثورة الشباب التي تطمح لتغيير الأنظمة مستبعداً في ذلك التدخل الأجنبي.
وأشار إلى أن السياسة الأمريكية تركز على المصلحة الوطنية، والمحافظة على الأنظمة التقليدية، بالإضافة إلى المحافظة على الكيان الإسرائيلي، مؤكداً أن الولايات المتحدة وجدت أن الأنظمة فقدت السيطرة على التحديات التي بدأت تواجهها لتحقق من خلالها المطالب الشعبية، كما أن السياسة الأمريكية كانت تحث الجيوش في عدم التدخل المباشر والتزمت بالحياد، موضحاً أنها ستواجه المزيد من التعقيدات لأنها ستقف أمام مطالب شعبية أكثر ديمقراطية، وستكون القضية الفلسطينية على طاولة النقاش لأنها أكثر المطالب إلحاحاً، مؤكداً في الوقت ذاته أن الأنظمة الحالية الجديدة ستتعرض للمحاسبة بما يتعلق بالتجاوزات المالية، وستديرها مؤسسات المجتمع المدني والتي ستجعل من الولايات المتحدة نشطة على المسرح السياسي، ولكن من خلف الكواليس، متوقعاً أن التغيير سيعبر الأنظمة من الخليج إلى المحيط بصور مختلفة.
ومن جانبه أوضح أستاذ علم الاجتماع السياسي أ.د.محمد الرميحي أن التحديات التي تواجهها السياسة الخارجية هي المصالح لا العواطف التي تهدف إلى تغيير السياسات، مشيراً إلى أن الساسة الأمريكية ترسمها المؤسسات لا الأفراد، واصفاً هذه السياسة بالشمولية والتكاملية مع المصالح، مؤكداً أنها تخطأ في ناحية الآثار الجانبية التي تتركها هذه السياسة.
كما أكد الرميحي أن الاستعمار البريطاني كان يقدم النصيحة إلى الحكام، لكنها تفهم هذه النصائح بأنها أوامر، وقد تواءمت السياسة الأمريكية مع المتغيرات، حيث أن الركائز الأساسية للسياسة الأمريكية تتمثل في تدفق النفط بأسعار معقولة للمستهلك العربي، والحفاظ على أمن إسرائيل، ومحاربة الأفكار المتطرفة، مشيراً إلى أن هناك نتائج لم تحسب في آلية عمل هذه السياسة والتي تجسدت في قضية الحفاظ على لبنان وسوريا ومساعدة النظام العراقي ضد إيران، بيد أن الأحداث التي جرت في الكويت على مر التاريخ جعلت الولايات المتحدة تتصدر في أعلى المراتب.
كما أشار إلى أن السياسة الأمريكية بدأت تأخذ منحنى آخر مؤخراً في موقفها من العرب، وذلك خلال أحداث 11 سبتمبر 2001، وقد فشلت هذه السياسة في العراق ويستمر الفشل في أفغانستان، حيث تبنت الولايات المتحدة سياسة من علينا ومن معنا، والتي تم تكن دقيقة في أواخرها، حتى جاء الرئيس الأمريكي أوباما لينادي بالديمقراطية والإصلاح والمطالبة بحقوق الإنسان، مبتعداً عن نهج من علينا ومن معنا، حتى عادت هذه السياسة مرة أخرى حين صرت بذلك السيدة كلنتون في خطابها.
وأوضح الرميحي أن بعض الدراسات التي أجرت مؤخراً أثبتت أن وسائل الاتصال الحديثة ليست ناجحة في كل مكان، بل إنها فشلت في بعض المناطق، ولم تحقق أهدافها، مشيراً إلى أن السياسة الأمريكية غالباً ما تكون متذبذبة، وقد تجسد ذلك في تصريح وزير الدفاع الأمريكي بضرورة تحقيق المطالب الشعبية في البحرين، حتى لا تتدخل إيران بذلك، مؤكداً أن هذا النهج التي تتبناها الولايات المتحدة تصنع من خلاله فخ لإيران لكي تتدخل في الشئون العربية لكي تضرب بعدها.
تعليقات