أين نقف حيال المشهد في البحرين؟- علي الطراح متسائلا

زاوية الكتاب

كتب 2644 مشاهدات 0



أنت وأنا
 

أين نقف حيال المشهد في البحرين؟

 
كتب , د.علي أحمد الطراح
 

 
فجأة يتطور الوضع الخليجي بدخول قوات درع الجزيرة الى مملكة البحرين ويصاحب ذلك تصاعد في الساحة اللبنانية ويرتفع صوت المطالبة بنزع سلاح حزب الله المرتبط بايران وكردة فعل تتصاعد التصريحات الايرانية المضادة لدخول درع الجزيرة وتعتبر ذلك بمثابة اخلال بميزان القوى ويدخل مطالبي الاصلاح بنفق الطائفية الذي يهدد استقرار المنطقة الخليجية وفي ظل تداخل الأوراق يختلط الحابل بالنابل ونجد ان على الحريصين على نقاوة الدعوة الاصلاحية المسارعة لانقاذ الموقف كما على حكومات المنطقة المسؤولية في فهم طبيعة التغيير الذي يجتاح العالم والعمل على تفويت الفرصة على من يريد ان يقتنص فرصة الورقة الطائفية.الموضوع برمته حساس ومناقشته يجب ألا تثير الضغينة.
المطالب الاصلاحية لم يعد لها سقف وتعدت طبيعة الواقع في دول الخليج، فالاصلاح وحكم القانون وتكافؤ الفرص والحد من هيمنة واستشراء الفساد مطالب عادلة وعلى الحكومات ان تفهمها باعتبارها معضدة للأمن الوطني واحتواء المطالب حكمة وحنكة للحكم الحي الذي يضع المصلحة فوق كل شيء، وفي الوقت نفسه علينا ان نجتمع على قاعدة العقد فيما بين الحاكم والمحكوم ونعترف بان البيئة السياسية واستقرارها في بيوت الحكم الخليجية هي جزء من موروث المنطقة وهذا التعاقد ليس بممانعة للاصلاح حيث ان معظم المطالب مشروعة.في المقابل دخول ايران في المعادلة البحرينية هو بمثابة تدخل بشان البحرين ووصاية على الطائفة الشيعية وهذا الأمر يجب وضع الفواصل له في شكل واضح وخصوصا أنه لا يحق لايران ان تعلن مساندتها للاصلاح في الوقت التي هي بحاجة فيه للاصلاح ولا يمكنها التحدث عن القمع وهي التي قمعت موسوي وكروبي والحركة الخضراء المطالبة بالحد من تفشي الاستفراد في حكم الملا لي، كما نُذكَّر بان زج الدين ومنع المعارضة باعتبارها خارجة عن المقدس هو بمثابة استيلاء على حق المواطن في التعبير ولا يجعل ايران تختلف عن غيرها ممن يستخدم الورقة الدينية.
مسؤولية القوى الاصلاحية في البحرين تنقية نفسها من لوثة الطائفية حيث ان خطورتها كبيرة وتداعياتها تجهض أي محاولة اصلاحية ضمن الثوابت المعروفة في المنطقة، فسقف المطالبات بات واضحا ومهددا للثوابت في المنطقة باكملها، كما ان بعضاً من المعارضة البحرينية كشفت عن تورطها في اللعبة الطائفية والورقة الايرانية التي تشكل التحدي الكبير الذي يهدد استقرار دول الخليج باكملها.المشاهد المبثة عبر القنوات الفضائية تبين خطورة الوضع فتسلح بعض من المعارضة ومحاولات التخريب المتعمد لاثارة الفوضى نعتبرها محاولة واضحة في شق الصف الوطني في المنطقة.
ايران تعبث في المنطقة، وهي مازالت، رافعة لشعار تصدير الثورة بطريقتها الانقسامية بين السنة والشيعة وعلى الشرفاء والمخلصين من الطائفتين تفويت الفرصة على من يريد ان يدس السم بالعسل، فالحذر مطلوب في هذه المرحلة وعلينا في الكويت تدارك الوضع وفهم ابعاد الازمة والكف عن اللعب بالنار، فالنار تحرق الاخضر واليابس و«المحمل» يطبع بالجميع على من يساوم على كسب النصر لصالحه.
وعلى المحبة نلتقي،،،

د.علي أحمد الطراح 
 

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك