من أجل البحرين قبل الكويت، عبداللطيف الدعيج يناشد النواب الشيعة 'التركد'، وحتى «بلع الموس» بصفة آنية ؟!
زاوية الكتابكتب مارس 17, 2011, 1:01 ص 4558 مشاهدات 0
خلكم إنسانيين
كتب عبداللطيف الدعيج :
نتمنى على من يملك عقلا سويا من نواب مجلس امتنا، وممن لديه حس وطني وحرص مسؤول على سلامة الوطن وأمنه، ان يفكر مليا قبل ان يطلق تصريحاته النارية، وان يتأنى قبل ان يُنظّر ويخطط للاحداث في مملكة البحرين. حتى الآن بقصد او من دونه، فان ردود الفعل على الاحداث هناك هي انعكاس واضح للمواقف الدينية والمذهبية. ليس لها علاقة برد الجميل البحريني المساند لنا اثناء الغزو، كما يزعم مصرقعو السّنة وليس لها علاقة ايضا باحترام سيادة البحرين وشؤونه كما يعلن المتعاطف مع الشيعة هناك.
لقد غذّت السلطة خلال السنوات الثلاثين الماضية، وفي الواقع لا تزال، التعصب الديني والمذهبي. ونحن اليوم في الكويت كما في البحرين ايضا، نجني تبعات ونتائج الانحياز السلطوي الاعمى لقوى ومجاميع الردة الدينية. هذه المجاميع، خصوصا فرعها السني، الذي بدأ في الانحسار والانقباض امام التطور الطبيعي والتغير الاجتماعي يجد في احداث البحرين فرصة لاعادة الشحن الديني، ولرص ما تفرق من صفوف او اعادة ضم ما انفرط من عقد.
لهذا نحن نأمل ان يستشعر نوابنا، و«ابواقنا» الاعلامية ايضا، الخطر الكامن خلف جر الكويت الى معمعة الصراع المذهبي في البحرين، ونرجو الا يُنظّر لنا احد في الوحدة الوطنية وفي التلاحم الكويتي فما زرعته ورعته وتعهدته قوى التخلف في السلطة خلال السنوات الماضية كاف لنسف اي توافق وحرق اي جسور بين الفئات والطوائف. ان الناس كلها مشحونة وكل كويتي، او اغلبنا على الاقل، هو قنبلة موقوتة او فتيل جاهز للاشتعال. وذلك بفعل التربية السلطوية الدينية في السنوات السابقة التي حرصت على تغييب الوعي الوطني والشعور المدني عن الناس، وبفضل الابواق غير المسؤولة التي نثرت الرعب بين الناس وغذت التفرقة بينهم وزرعت وهم الخطر الخارجي الذي مثله «الاعلام الفاسد» وفق الزعم على الوطن.
اننا نناشد بالذات النواب الشيعة التركد، وحتى «بلع الموس» بصفة آنية، من اجل البحرين قبل الكويت، وترك مسألة الدفاع عن «المضطهدين» البحرينيين للقوى الوطنية الديموقراطية، فهذه مسؤوليتها وهذه مهام دعوتها. ان الدفاع عن الانسان في البحرين بشكل «انساني»، بعيدا عن الطائفية والمذهبية هو المطلوب، وهو الحل الناجح لاحتواء الازمة ولانصاف الشعب البحريني بمجمله ولتجنيب الجميع مخاطر الانزلاق الى عداء طائفي سيتضرر منه الكثيرون.
عبداللطيف الدعيج
تعليقات