سعود السبيعي يبدي حبه للشيعي والمسيحي والبوذي واليهودي

زاوية الكتاب

كتب 2546 مشاهدات 0


 

أنا سني وأحب الشيعة

أنا سني وأحب الشيعة وكثير مثلي يرفع هذا الشعار، وأعتقد أن هناك الكثير أيضا ممن يقول أنا شيعي وأحب السنة، فلا أتصور أن هناك مسلما لا يضمر الحب لمسلم آخر يرفع شعار لا إله إلا الله محمد رسول الله أيا كان مذهبه ومعتقده، فالمسلم في النهاية هو من يؤمن بالله وكتابه وبرسوله، وهذا محور الدين وعموده.
فدائما أردد الآية الكريمة (ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين) فالآية الكريمة لم تقل انني من الشيعة أو السنة فدين الله هو الإسلام فقط دون مذاهب وفرق، وأنا أيضا أحب المسيحي المستشار الذي يعمل معي في مكتبي وأحب كذلك سائقنا البوذي وأحب الدكتور اليهودي الذي أجرى عملية دقيقة لوالدتي بكل تفان وإخلاص، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «في كل كبد رطبة أجر»، إذن لا يوجد في الإسلام ما يدعو إلى الكراهية والبغضاء، فلماذا يحاول البعض أن يجعل من الإسلام دين كراهية وعداء؟!

في حادثة تاريخية تثبت رقي الإسلام وأخلاقه: قامت جيوش التتار بحبس وأسر أهل الشام من مسلمين ونصارى فخرج للجيش التتاري الشيخ ابن تيمية يدعوهم لإطلاق الأسرى فقال قائد التتار: إننا سنطلق سراح المسلمين ونسجن المسيحيين النصارى، فرد عليه ابن تيمية «أهل ذمتنا قبل أهل ملتنا» بمعنى أننا كمسلمين لن نتخلى عن النصارى أهل الذمة الذين يجمعنا معهم الوطن ولن نتركهم وحدهم ومصيرنا واحد وما يجري عليهم يجري علينا فيجب إطلاق سراحهم قبل المسلمين، والرسول صلى الله عليه وسلم مات وفي ذمته دين لجاره اليهودي فقد اقترض منه مبلغا من المال ورهن لديه درعه ضمانا لدينه، وهذه المواقف تثبت كيف أن الإسلام دين سلام وتعايش سلمي مع الآخر أيا كانت ديانته ومعتقده، فكيف ونحن مسلمون تجمعنا كثير من القواسم المشتركة، وتربطنا أواصر محبة ومودة وعلاقات تاريخية ووطن واحد وأصل واحد ومن ثم يناكف بعضنا بعضا على مسائل لا يقرها الإسلام؟! فالله سبحانه يخاطب نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم قائلا له: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)، ولكن ما يحدث اليوم من المتطرفين الطائفيين يدعو إلى القسوة، فأي دين هذا الذي ندعيه؟!

الغريب أن في كل الدول الغربية التي كانت أكثر عداء للإسلام والمسلمين تُرفع المآذن وتُبنى المساجد ويعامل المسلم هناك بكل مساواة واحترام، فهل معنى هذا ان العلمانية أفضل من الإسلام؟ بالتأكيد لا، ولكنهم هناك تعاملوا بأخلاق الإسلام رغم أنهم غير مسلمين ونحن نتعامل بغير أخلاق الإسلام رغم أننا مسلمون!

والله إن أرذل الأعمال وأحقر المشاعر هي تلك التي تنطوي على تصرفات طائفية تجاه أبناء وطنك، ألا يكفي الوطن لكي تكون شفيعا لأخيك المواطن إذا شحت المشاعر الإنسانية وتوارت رحمة الإسلام من نفوسنا؟!

 

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك