مؤتمر 'تنمية بعمالة وطنية' بغياب الممثلين الشرعيين

ادلى سكرتير عام الاتحاد العام لعمال الكويت ، عبد الرحمن يوسف الغانم ، بتصريح جاء فيه :

انعقد في الكويت خلال الايام الماضية المؤتمر الثاني الذي ينظمه برنامج اعادة هيكلة القوى العاملة والجهاز التنفيذي للدولة ، تحت شعار : 'تنمية بعمالة وطنية'، وتناول في جلساته قضايا وهموم العمالة الوطنية بصورة عامة ، ودورها في عملية التنمية ، وانخراطها في القطاع الخاص ، والقوانين التي ينبغي اصدارها لتنظيم هذه العملية ، وكذلك التدريب والتأهيل الضروريين لذلك ، ودور الشباب وغيره .
في الجوهر ان مثل هذه المؤتمرات امر ايجابي جيد ومطلوب لدفع وتطوير دور عمالتنا الوطنية الكويتية في عملية التنمية ، ولكن ما هو غير مفهوم على الاطلاق ، ومرفوض جملة وتفصيلا من حيث المبدأ ، هو عقد مثل هذا المؤتمر بغياب العمالة الوطنية نفسها ، وبغياب ممثليها الحقيقيين القادرين على طرح همومها وقضاياها المصيرية والحياتية ، ومطالبها الاقتصادية والاجتماعية .
ان الاتحاد العام لعمال الكويت يعتبر ان معالجة قضايا العمالة الوطنية لا تتم بصورة فوقية ومن قبل الدولة والاجهزة الرسمية التي تمثلها وحدها ، وانما تتم بالتكافل والتضامن بين فرقاء الانتاج الاجتماعيين انطلاقا من مبدأ الحوار الاجتماعي ثلاثي الاطراف المعمول به بموجب اتفاقيات منظمة العمل الدولية . فمن المفيد ان يطرح المسؤولون آراءهم وتصوراتهم وكذلك تطلعاتهم تجاه عملية التنمية ودور العمالة الوطنية فيها ، ولكن لا بد من سماع رأي الجهة المعنية بهذا الامر مباشرة ، لا ان تتم معالجة شؤونها وقضاياها بمعزل عنها .      
والاتحاد العام لعمال الكويت ، وهو المظلة التي تمثل كافة اطراف الطبقة العاملة ، هو الممثل الشرعي لهذه الفئة من العمالة ، ولقد سبق ان خاطب بهذا الشأن سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الاحمد الصباح ، ومعالي وزير الشؤون الاجتماعية والعمل الدكتور محمد محسن العفاسي ، وغيرهم من المسؤولين المعنيين ، لجهة ان يكون له ممثلين في جميع المجالس والهيئات والمؤسسات المعنية بمعالجة قضايا وشؤون اقتصادية واجتماعية ذات علاقة بصورة مباشرة او غير مباشرة بمصالح الطبقة العاملة عموما ، والعمالة الوطنية على وجه الخصوص .
ان انعقاد المؤتمر المذكور دون حضور الاتحاد العام ، ودون مشاركة الجهة المعنية بالموضوع ، لن يحقق الفائدة المرجوة منه ، بل انه قد يزيد من تفاقم العلاقات بين فرقاء الانتاج ، بدلا من ان يساهم في احلال السلام الاجتماعي فيما بينهم .