محمد الصباح وزيباري يؤكدان نجاح اجتماع اللجنة المشتركة
محليات وبرلمانمارس 29, 2011, 10:54 ص 767 مشاهدات 0
أكد وزيرا خارجية دولة الكويت وجمهورية العراق هنا اليوم اهمية النتائج التي تمخض عنها الاجتماع الاول للجنة الوزارية الكويتية - العراقية المشتركة بما من شأنه العمل حثيثا على حل القضايا الاساسية والجوهرية بين البلدين.
جاء ذلك في مؤتمر صحافي مشترك عقده نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ الدكتور محمد صباح السالم الصباح ونظيره وزير خارجية جمهورية العراق هوشيار زيباري اثر اختتام اللجنة الوزارية الكويتية - العراقية المشتركة اعمال اجتماعاتها التي بدأت يوم امس.
واعتبر الوزير زيباري ان اجتماع اللجنة 'من اهم' الاجتماعات التي عقدت بين الجانبين 'منذ تحرير الشعب العراقي من الدكتاتورية الصدامية' في اشارة الى انها المرة الاولى التي 'تجرى فيها مباحثات مهنية وامنية وعملية لحل القضايا الاساسية والجوهرية دون مجاملات اجتماعية او دبلوماسية ووفق قرارات الشرعية الدولية وقرارات مجلس الامن.
وقال 'في تقديري كمتابع' لهذه العلاقة فقد تحقق الكثير والبيان الختامي الصادر عن الاجتماع 'خير دليل' على ان هناك رغبة وارادة لمعالجة القضايا.
واوضح ان الاجتماع بحث 'التزام العراق' بقرار مجلس الامن رقم (833) المتعلق بسيادة دولة الكويت وسلامتها وحرية الملاحة في الممرات البحرين والتعويضات والممتلكات والعلامات الحدودية وصيانتها وتعويض المزراعين والمنافذ الحدودية 'ولم يبق اي موضوع او قضية الا وناقشته اللجنة الوزارية المشتركة وبحثته اللجنة الفنية'.
واكد الوزير زيباري ان ثمة 'خطة طريق وخطة عمل لتنفيذ كل هذه الالتزامات' مبينا في الوقت ذاته ان 'التركة ثقيلة ومن الطبيعي الا نتوقع بان ننجز هذه التركة في جلسة او جلستين'.
وقال ان الوفد العراقي الى الاجتماع لمس وجود رغبة صادقة من جانب 'اشقائنا' في دولة الكويت لمساعدة العراق على الخروج من الفصل السابع واغلاق هذه الملفات 'والطريق اصبح واضح جدا وهناك تشخيص' لكل القضايا والحلول المقترحة لكل قضية على حدة.
وشدد الوزير زيباري على ان العراق الجديد هو عراق ديمقراطي يختلف عن عراق صدام في التزاماته وتوجهاته وفي تركيبته الحالية 'وبالتأكيد لا يريد الا كل الخير للكويت وشعب الكويت الجار والشقيق والصديق'.
واعرب عن طموح بلاده في ان تكون علاقات العراق والكويت نموذجا للعلاقات العربية - العربية 'وبخاصة في هذه الظروف وبعد هذا التاريخ المرير الذي خلفه لنا صدام حسين' في اشارة الى توجه الحكومة العراقية المستقبلي 'لتعزيز التعاون' مع الكويت في المجالات الاخرى الاقتصادية والتجارية والثقافية والاستثمارية لا سيما في المشاريع المشتركة.
واعرب الوزير العراقي عن الشكر والتقدير لسمو امير دولة الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح وسمو الشيخ ناصر المحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء ونظيره الشيخ الدكتور محمد الصباح 'على الاستضافة وكرم الضيافة والمودة التي لاقيناها في دولة الكويت'.
من جانبه رحب الشيخ الدكتور محمد الصباح ب'أخي وزميلي' الوزير زيباري والوفد المرافق له مبينا ان الاجتماعات بين الجانبين تناولت مجمل العلاقات الكويتية - العراقية 'والتي تضم 12 بندا كانت على جدول الاعمال'.
وقال 'استطيع القول اننا وصلنا الى درجة عالية من التوافق حول مجمل هذه البنود' في اشارة الى ان اجواء اللقاء 'كانت مريحة جدا' تم خلالها التباحث بشأن هواجس البلدين 'بطريقة صريحة ومباشرة'.
واضاف 'كنا واضحين وناقشنا ما نريده من بعضنا البعض بصورة شفافة وكذلك كيف نطمئن بعضنا البعض' مبينا ان الاجتماعات 'عكست هذه الروحية على البيان الختامي'.
واشار الى اتفاق تم بين الطرفين على استكمال الاجتماعات 'في بغداد بالوقت الذي يحدده اشقاؤنا في العراق لان الوقت لم يكن كافيا لاستكمال كل البنود' المطروحة على جدول الاعمال.
واكد الشيخ الدكتور محمد الصباح اهمية لقاء سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح مع وفد جمهور العراق 'عكس فيه سمو الامير' الرغبة الصادقة والاكيدة لدولة الكويت في بناء علاقات مع العراق مبنية على الثقة المتبادلة والاطمئنان في ان هذا العراق الجديد هو عراق ديمقراطي منفتح ويكون عاملا مساندا ومساعدا لتحقيق الامن الاقليمي في المنطقة.
وقال ان هذا 'هو بالضبط' الرهان على العراق الجديد 'وان شاء الله سنكسب الرهان'.
وفي رده على سؤال عن الخطوات التي اتخذها الجانب العراقي في بعض القضايا المهمة مثل صيانة العلامات الحدود وعما اذا تم تحديد موعد لحلها او الية معينة لذلك قال الوزير زيباري ان هناك التزامات دولية على العراق بالنسبة للحدود وصيانة الدعامات الحدودية 'وهو ملزم بالتأكيد بتنفيذها'.
واضاف ان هناك بعض القضايا التي 'لا تحتاج' الى تأويل او تفسير 'فهي ملزمة' وهناك قضايا تحتاج الى تفاهم ثنائي 'وهذا يأتي من وجود عناصر الثقة المتبادلة' بين الجانبين في اشارة الى ان الاجتماع 'ساهم في هذا الاتجاه'.
واوضح الوزير زيباري ان قضية الديون 'مسألة ثنائية' بين العراق والكويت 'ولم تدخل' في احكام الفصل السابع وقرارات الامم المتحدة 'كما هو الحال' في الديون المتراكمة على العراق من قبل العديد من دول العالم 'فهذا موضوع ثنائي يبحث ثنائيا بين مسؤولي البلدين'.
وافاد بان هناك توجها 'لوضع آليات لمعالجة القضايا' مبينا ان الاجتماع المقبل للجنة الوزارية 'سيكون في تقديري اهم من هذا الاجتماع' في اشارة الى وجود بعض القرارات التي يجب ان تتخذ لتعبيد الطريق بما يسمح بخروج العراق من احكام الفصل السابع وغلق كل القضايا والامور التي 'باتت مثار نقاش وجدل في العلاقة العراقية الكويتية'.
وفي رده على سؤال حول تصريحات سابقة لرئيس الوزراء العراقي المالكي وتحذيره من دخول قوات درع الجزيرة الى البحرين قال الوزير زيباري ان احداث البحرين 'اثرت على الاوضاع' في المنطقة بسبب التوترات التي رافقتها مشيرا الى اتفاقيات الدفاع المشتركة بين دول مجلس التعاون الخليجي لحفظ الامن والسلامة لدولها 'وبالتأكيد هذا موضوع يتعلق بقضايا سيادية لاعضاء المجلس'.
واضاف 'بالنسبة لنا في العراق فنحن جزء من نسيج المنطقة ونتأثر بما يحصل في البحرين او في اي دولة عربية لذا لا نعتبر انفسنا جزرا منعزلة منفصلة'.
واكد في هذا الصدد ان العراق 'لا يؤيد' اي عمل من شأنه تأجيج المشاعر الطائفية 'وطالبنا دائما واكدنا ضرورة نهج الحوار الوطني فهو الطريق الاسلم والانجع لحل هذه القضايا' مشيرا الى تجربة العراق التي 'اثبتت ان القوة سوف لن تحل' قضايا الوطن وكذلك في دول العالم فان استخدام القوة والعنف لحل قضايا سياسية داخلية امر 'فات وقته' ولم يعد مجديا.
وعن موقف العراق والكويت من المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا قال الوزير زيباري 'هذا القرار سيادي بكل تأكيد والعراق سيشارك في مؤتمر لندن يوم غد ويستطلع الآراء حول التوجهات العامة' مستدركا بالقول ان بلاده 'حتى الآن لم تعترف حقيقة' بالمجلس كحكومة 'لكنها تتابع التطورات عن كثب وبحرص والموقف العراقي سيتحدد لاحقا'.
اما الشيخ الدكتور محمد الصباح فاشار الى وجود اتصال مباشر ومتواصل 'مع الاخوة' في المجلس الانتقالي الوطني 'واجتمعت مع ممثلهم هنا في الكويت' في اشارة الى ان ذلك يعتبر 'اعترافا عمليا بتمثيل هذا المجلس لاخوانه في ليبيا'.
واضاف ان الامر (الاعتراف) يتطلب اجراءات تحكمها القوانين الدولية 'ولذلك هذا الامر يعني ان الوقت قريب لكي نستكمل الاطار القانوني لهذه العلاقات'.
وعن احتمال تأجيل عقد القمة العربية قال الشيخ الدكتور محمد ان التأجيل 'سوف يتخذ في اطار الجامعة العربية وهو امر تم التشاور حوله'.
واختتم الشيخ الدكتور محمد الصباح المؤتمر الصحافي بالتأكيد على ان الكويت 'اثبتت خلال هذا الاجتماع ان لا مطامع كويتية اطلاقا في ثروة واموال العراق وان ما تريده الكويت حقيقة هو الجيرة الآمنة والجيرة المثمرة والجيرة الصالحة وهذا هو ما عكف الجانبان وعاهدا بعضهما عليه'.
واضاف ان ذلك سيتأتى 'ليس فقط من خلال حصر علاقاتنا في قناة واحدة او موضوع واحد بل يجب ان يتعداه الى القضايا الثقافية والرياضية والادارية والبيئية ولذلك هذه هي العلاقة التي تريد الكويت ان تبنيها مع العراق'.
ومضى يقول ان 'السور الجيد يخلق جيرة جيدة لذلك بدأنا في موضوع الحدود لارتباط بقضايا تتعلق بقرارات مجلس الامن ونتطلع الى الالتقاء بكم في بغداد في القريب العاجل'.
تعليقات